Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 3, 2023
A A A
“عصر الغليان” يحطّ رحاله… فهل يتأثّر فصل الشتاء؟
الكاتب: شانتال عاصي - الديار

“وداعاً لعصر الإحترار العالمي، وأهلاً بعصر الغليان”. لقد باتت معضلة تغيّر المناخ مسألة مخيفة جداً وبخاصة بعد تسجيل حرارة الأرض أرقاما قياسية غير مسبوقة، واندلاع الحرائق في جميع أنحاء العالم بطريقة جنونية. لم يمرّ شهر تموز على العالم مرور الكرام، بل ألقت الحرارة المرتفعة بظلالها على الكائنات الحيّة أجمع، وأعلنت الأمم المتحدة في نهايته عن دخولنا “عصر الغليان”. فماذا ينتظرنا؟

 

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
دقّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ناقوس الخطر معلناً بدء “عصر الغليان العالمي” بعد أن سجّل شهر تموز أعلى حرارة في العالم. واعتبر أنها كارثة” مشيرا الى أنه” باستثناء العصر الجليدي المصغر خلال الأيام المقبلة فإن تموز 2023 سيحطّم الأرقام القياسية في جميع المجالات”.

ووصف غوتيريش الحرارة المرتفعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي بأنها “صيف قاس”. ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن التأثيرات الشديدة للتغير المناخي تتماشى مع “التوقعات والتحذيرات المتكررة” من قبل العلماء، مضيفا أن “المفاجأة الوحيدة هي سرعة التغيير”.

ودعا إلى اتخاذ إجراءات جذرية فورية تتعلق بالتغير المناخي، مؤكدًا أن درجات الحرارة المرتفعة بشكل كبير، في تموز، تؤشر إلى بدء “عصر الغليان العالمي”. هذا وحثّ المسؤول الأممي قبيل قمة الطموح المناخي التي سيستضيفها في أيلول المقبل، الدول المتقدمة إلى الالتزام بتحقيق حيادية الكربون في أقرب وقت من عام 2040 وللاقتصادات الناشئة في أقرب وقت من عام 2050.

وفقاً لبيانات أوروبّيّة، من المتوقّع أن يكون معدّل درجة حرارة الأرض في شهر تمّوز 2023 أعلى بما لا يقلّ عن 0.2 درجة مئويّة من المعدّل المسجّل في تمّوز 2019 والذي كان الشهر الأحرّ على مدى 174 عاماً من الملاحظات.

 

 

الفرق بين الإحتباس الحراري والغليان العالمي

بحسب الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل، إن تفاقم حدّة الإحترار العالمي، أدّت إلى حدوث ظاهرة القبة الحرارية، إضطرابات مناخية عالمية، إنخفاض في معدل هطول الأمطار، ظاهرة النينو، وصول آثار الإنفجارات الشمسية إلى الأرض، وغيرها من الظواهر المناخية. فعند حدوث هذه الظواهر، نكون قد تخطّينا مرحلة الإحتباس الحراري، ودخلنا في عصر الغليان. وسبق أن حذّر “كامل” من تدهور الوضع المناخي عالمياً في حال عدم اتّخاذ الإجراءات الملحّة في أسرع وقت.

أمّا حول ارتفاع حرارة الأرض، فأكّد الخبير البيئي أنّ بحلول عام 2050 ستتخطّى حرارة الأرض الثلاث درجات مئوية في حال لم يتمّ اتخاذ الإجراءات الضرورية لإنقاذ كوكب الأرض، وعندها ستكون الكارثة الكبرى. وقال: “نحن اليوم في بداية خضمّ تغير الكوكب ككلّ.. حياة الكوكب كلها باتت مهددة والقادم أسوأ”.

 

 

هل ينتظرنا شتاء قاس؟

كشف البروفيسور “كامل” أن الشتاء المقبل لن يكون قاسياً كما يعتقد الكثيرون، فالتغير المناخي يتّجه نحو الإحترار وليس البرودة، وهذا ما شهدناه في السنوات العشر الماضية. صحيح أنّ العالم أجمع مهدد بالفيضانات والإنحراف في الظواهر المناخية، إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ الكوكب يتّجه نحو البرودة، فمعدلات الأمطار ستسجّل في أغلب الأحيان أرقاماً متدنّية وأقلّ من السنوات الماضية.

هذا وتشهد المناطق القريبة من القطب الشمالي ضعف معدل الاحترار مقارنة بالمناطق الأخرى. يمكن أن تُعزى هذه الظاهرة، جزئيًا، إلى انكماش الغطاء الجليدي، مما يؤدي إلى تقليل انعكاس ضوء الشمس إلى الفضاء. والجدير بالذكر أن جوردون ماكبين، أستاذ الجغرافيا والبيئة بجامعة ويسترن أونتاريو، يؤكد أن درجات الحرارة في كندا تتزايد بوتيرة أسرع مرتين من متوسط الاحتباس الحراري. في حين أن البعض قد ينظر إلى تحذيرات الأمين العام غوتيريش على أنها مبالغ فيها أو متأخرة، يعتقد ماكبين اعتقادًا راسخًا أن هذه الرسائل التحذيرية قد تم إهمالها لفترة طويلة.