Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر November 24, 2022
A A A
عشرات ملايين الأطفال في خطر لعدم تلقّيهم تطعيم الحصبة

حذّر تقرير دولي نشر أمس (الأربعاء) من أنّ التطعيم ضدّ الحصبة، المرض الذي يمكن أن يؤدّي إلى الوفاة، لا ينفكّ ينخفض في جميع أنحاء العالم منذ جائحة «كورونا»، مما يعرّض عشرات ملايين الأطفال للخطر.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد قال المسؤول عن برامج التطعيم في «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (اليونيسف) إيفريم تيكلي ليمانغو في بيان إنّه «منذ ثلاث سنوات ونحن ندقّ ناقوس الخطر بشأن انخفاض معدلات التطعيم وزيادة المخاطر على صحّة الأطفال في جميع أنحاء العالم»، وأضاف: «أمامنا نافذة ضيّقة لتعويض جرعات التلقيح الفائتة».

بدوره قال المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه بسبب جائحة كورونا «تأثّرت برامج التحصين بشكل خطير»، وأضاف: «وراء كلّ إحصائية في هذا التقرير هناك طفل معرّض لخطر الإصابة بمرض يمكن الوقاية منه». وبحسب التقرير المشترك الصادر عن منظمة الصحة العالمية والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) فإنّه في عام 2021. فوّت نحو 40 مليون طفل جرعة من اللّقاح المضادّ الحصبة (25 مليوناً فوّتوا الجرعة الأولى و14.7 مليوناً الجرعة الثانية).

ومن هنا انخفض معدّل التغطية العالمية للتطعيم ضدّ الحصبة في جرعته الأولى إلى أدنى مستوى له منذ 2008. ومن بين البلدان التي لديها أكبر عدد من الأطفال غير المحصّنين ضدّ الحصبة نيجيريا والهند وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وإندونيسيا. ووفقاً للتقرير فإنّ التقديرات تشير إلى أنّ عدد المصابين بالحصبة في 2021 بلغ تسعة ملايين شخص، توفي منهم 128 ألفاً.

والسنة الماضية تفشّت الإصابات بالحصبة في 22 دولة، غالبيتها في الشرق الأوسط وأفريقيا. وفي أبريل (نيسان)، حذّرت منظّمة الصحّة العالمية من أنّ حالات الإصابة بالحصبة المبلغ عنها زادت بنحو 80 في المائة في الشهرين الأولين من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقالت إليزابيث كوزينز، رئيسة «مؤسسة الأمم المتحدة»، إنّه «ما من وقت لنضيّعه. يجب أن نعمل بشكل عاجل لضمان وصول هذه اللّقاحات المنقذة للحياة إلى كلّ طفل».

والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى لا علاج له، لكن يمكن الوقاية منه بجرعتين لقاحيتين. وتسبب الحصبة حمّى شديدة وطفحاً جلدياً، وتكون معدية خلال فترة أربعة أيام قبل ظهور الأعراض وبعدها.

ورغم أنّ أعراض هذا المرض حميدة في أغلب الأحيان، فإنّها يمكن أن تكون خطرة في أحيان أخرى، إذ قد تؤدّي إلى مضاعفات في الجهازين التنفسي (التهاب رئوي) والعصبي (التهاب الدماغ)، وخصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في حالتهم الصحية.