Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر July 6, 2016
A A A
عرسال «كبش محرقة»؟!
الكاتب: صونيا رزق - الديار

على الرغم من بعض المواقف السياسية التي اكدت قدوم ارهابييّ تفجيرات القاع من جرود عرسال، او من مخيمات النازحين فيها، لا تزال الحكومة على موقفها بعدم إتخاذ القرار السياسي لضبط الوضع كما يلزم في مخيمات النازحين السورييّن. لان السبب مذهبي وهو انتماء النازحين الى الطائفة السنّية، التي لا يتحمّل اي مسؤول سنّي تداعيات هذا القرار، خصوصاً رئيس الحكومة تمام سلام وكل المسؤولين الرسمييّن بحسب ما ترى مصادر سياسية مطلعّة على الملف الامني. وترى أن القرار يحتاج الى غطاء سياسي سنّي اولاَ، لكن لا احد قادر على إتخاذه لان المذهبية تلعب دورها دائماً في لبنان، الذي يتحمل النتائج هو وشعبه كما جرت العادة. ما جعل الحكومة تتغاضى عن مواجهة تجمّعات الإرهابيين في عرسال، حيث لم تحصل اي  معالجة جذرية منذ 2 آب 2014. نتيجة الضغوط السياسية، ما جعل تلك المخيمات تتحول الى معسكرات وبيئة حاضنة  للارهاب.

الى ذلك ترى المصادر المذكورة أن الارهابييّن يتغلغلون في جرود عرسال ومخيماتها، ولا يوجد مَن يفرّق بين النازح والارهابي، لذا يجب تحرير تلك المخيمات على الاقل وتمشيطها عسكرياً ومراقبتها، ثم تحرير جرود عرسال ورأس بعلبك من أوكار المسلحين الذين يشكلون خطراً كبيراً على البلدات البقاعية، وهم بمثابة القنابل الموقوتة القابلة للانفجار الطائفي والمذهبي في اي لحظة، لانهم يسيرون على خط الاقتتال المذهبي من خلال لعبهم على وتر المذهب الحساس، خصوصاً في بلدة عرسال المحسوبة على الطائفة السّنية.

هذا وينقل اهالي القرى المسيحية الحدودية تأكيدهم بأنهم ينتظرون القرار العسكري  لضبط الوضع القريب من بلداتهم، التي لم تعد آمنة ابداً منذ تفجيرات القاع، لافتين الى انهم سمعوا منذ اشهر عدة أن عرسال لن تكون ابداً خطاً احمر امام الجيش، بل سيتم تحريرها بعد كل تلك المخاطر التي عاشتها، على أثر توّسع الحرب السورية الى الحدود اللبنانية عبر البقاع الشمالي وجروده، وبالتالي منذ دخول المسلحين المتعددّي الاطياف. واشاروا الى ان النار باتت اليوم بقوة تحت الرماد مع وصول العاصفة الامنية يوم الاثنين الماضي، فهنالك الامن الذاتي المسيطر دائماً والفلتان الذي وصل الى ذروته، بدءاً بالحدود التي استقدمت كل انواع الارهابييّن الذين جعلوا من لبنان ساحة تصفية للغير، ما اوصل الوضع الى شفير الهاوية.

ورأى الاهالي أن المناطق البقاعية الحدودية متجهة اليوم نحو المجهول، وكل هذا يؤكد القلق الكبير، وابدوا تخوفهم لان عرسال تقع بين فكيّ سوريا ومعارضيها، خشية حصول ردات فعل قد تكون غير محسوبة النتائج، لان المسلحين يتغلغلون في جرودها ويتحّصنون فيها، ما يعني ان هنالك نيات بالانتقام خصوصاً من البلدات المسيحية الحدودية. واكدوا أنهم لا يريدون دفع ثمن الازمة السورية طوال حياتهم، مناشدين المسؤولين التحرك في ضوء ما يحصل، وبالتالي إنقاذ بلداتهم من فاتورة كبيرة لان هذا القلق لم تعشه المنطقة في أوج الحرب اللبنانية وعلى مدى عقود من الصراع في البلد، رافضين الدويلة الاسلامية  التي ترفع رايات «داعش» بقرب بلداتهم، التي تسودها اجواء الرعب مع اشتداد المعارك كل فترة بين الجيش اللبناني والمسلحين الذين يقومون باعتداءاتهم على الجيش.

وعلى خط مقابل نقلت مصادر نيابية في تيار «المستقبل» أن استنفاراً واسعاً يسود المناطق الشيعية المجاورة لعرسال، مبدية تخوفها من انفجار خطر يقترب، وذلك بحسب المعطيات الامنية الظاهرة حالياً،  مناشدة المسؤولين التحرك في ضوء ما يحصل، وشددت على ضرورة أن يأخذ الجيش دوره في حماية المواطنين. ووجهّت تحذيرها لمن يحاول اجتياح عرسال في حال فشل الجيش في دخولها، بحسب ما نسمع كل يوم لان هذا سيكون كالانفجار على صعيد لبنان ككل، لاننا نرفض جعلها كبش محرقة، مذكّرة بوقوف اهالي البلدة الى جانب الجيش اللبناني وثقتهم الكاملة بقيادته الحكيمة.