Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر March 6, 2022
A A A
عرجس الزغرتاوية “هوليوود” لبنان والعرب !
الكاتب: مرسال الترس
2 3 4
<
>

 

هدوء، شوارع نظيفة ومتناسقة مشغولة بتأنٍ ودقة؛ إنها بلدة عرجس في قضاء زغرتا – الزاوية. هذه البلدة الصغيرة القليلة السكان بما فيها من بيوت وقصور واحياء قروية تراثية، تشكل مناظر جمالية آخاذة حيث يظن زائرها للحظة انه يشاهد لوحة رسمت بكل اتقان وخيال واسع.

فعلاً إنها نموذجية، كما تشير اليافطات الرسمية الموضوعة على مداخلها من جهتَي زغرتا وإهدن، والتي تحولت إلى استيديو دائم استقطب المنتجين والمخرجين العرب لتصوير اعمالهم الدرامية من افلام ومسلسلات في هذه المنطقة التي وجدوا فيها ما يبتغونه، ليضفوا على عملهم الفني لمسات خارجة عن المألوف.

إن هذا النموذج الذي شكّل فخراً لابناء البلدة من مقيمين ومغتربين، جاء نتيحة مسيرة طويلة من العمل والجهد من قبل المسؤولين المعنيين فيها. فكيف كانت بداية العمل وكيف تحولت بلدة عرجس الى نموذجية ومتميزة، وكيف ساهم المغتربون بذلك؟
رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا، زعني خير، الذي انتخب عام 2010 رئيساً لمجلس بلدية عرجس بالتزكية بعد والده مخايل الذي ايضاً انتخب بالتزكية لولايتين متتاليتين، يقول في حديث لـ”احوال”: “والدي قام خلال ولايته بعدة مشاريع انمائية في البلدة رغم ضعف الإمكانات المادية آنذاك، حيث عمل على إصلاح البنى التحتية ومد شبكة إنارة عامة وشبكة مياه جديدة وإقامة جدران من الحجر الصخري على أطراف الطرقات وتعبيد عدة طرق داخل البلدة”.

ويتابع: “باشرت فور انتخابي بوضع خطة استراتيجية للبلدة، تتضمن عدة مشاريع انمائية بالرغم من الامكانات المادية المتواضعة”، ويكمل شارحاً تفاصيل الخطة، فيقول: “قمنا بإعادة تأهيل ملعب البلدة الذي استقطب لاعبين من معظم البلدات بعد ان تم فرشه بالعشب الاصطناعي؛ ثم انتقلنا الى المشروع الأهم الذي جعل من عرجس بلدة نموذجية وهو تجميل وتحديث شوارع البلدة، حيث قمنا برصف الطرقات والشوارع والساحات بالحجر، وعمدنا الى تبليط كل الشوارع وتلبيس الجدران بالحجارة الصخرية ووضع أحواض خاصة بالزهور على جوانب الطرقات بألوان متنوعة لاعطاء رونق وجمالية للشوارع”.
ويتابع الزعني: “ان هذه المميزات جعلت من بلدتنا نموذجية وقبلة للسياح من لبنانيين واجانب، وليس هذا فقط انما استقطبت البلدة ايضاً كبار المنتجين والمخرجين العرب الذين صوّروا العديد من المسلسلات والافلام في منازلها واحيائها، بحيث اصبحت مستحقة للقب “هوليوود العرب” اذ اصبحت مقراً حيوياً لتصوير الاعمال الدرامية اللبنانية والعربية”.
ويضيف: “الامر لم يتوقف عند هذا الحد، فالبلدية استكملت عدة مشاريع في البلدة، من مشروع ترميم مبنى البلدية الى مشروع فرز النفايات من المصدر الى حفر بئر مياه ارتوازي بدعم من المغتربين والمقيمين وغيرها من المشاريع الاخرى”، لافتاً إلى أنه “ليس المهم إقامة المشاريع ولكن الأهم هو الحفاظ عليها وتطويرها”.

كما كان لموقع “أحوال” حديث مع عضو بلدية عرجس، بدوي الخوري، الذي اشار الى ان البلدية كان لها دور كبير في تطوير بلدة عرجس رغم الامكانات المادية المتواضعة، لتواكب النمو العمراني الذي جاء به المغتربون الى البلدة، بحيث اقاموا القصور الفخمة التي باتت مقصدا للزوار وللمحطات التلفزيونية لتصوير الافلام.

ويتابع: “لا بد من التنويه ايضا بالدور الفاعل والمشارك للمتمولين مقيمين ومغتربين في إنهاض البلدة، بحيث كانوا عند الضرورة يقدمون الدعم للبلدية ويساهمون في تنفيذ بعض المشاريع المقترحة على نفقتهم الخاصة”.
وبعيداً عن كل المسؤولين في البلدية، يُجمع ابناء عرجس ان بلدتهم هي فعلا الملاذ الآمن ومصدر الفخر لهم، فهي على حد تعبيرهم “شقفة كون” فيها كل الامان والاستقرار والهدوء الذي يرغب به أي لبناني، ويؤكدون انهم محظوظون لانهم يعيشون على هذه الأرض حتى ان المغتربين يأتون دائما متلهفين وبقلب مشتاق الى قريتهم التي يعتبرونها كاملة الاوصاف.

ان هذا النموذج الذي يحلم به كل لبناني وكل قروي بات يشكل مثالا يُحتذى به للبنانيين يرغبون بان تنهض قراهم من سباتها وتزدهر في ظل السواد الحالك الذي يحيط بهم.

ويبقى الامل بان ينهض لبنان وتنهض معه جميع المناطق مجددا وتعمل من أجل إستعادة هذه الأرض مقولة: “نيال من له مرقد عنزة في لبنان”.

الصور بعدسة اوديت همدر