Beirut weather 28.41 ° C
تاريخ النشر February 19, 2025
A A A
عدم الإنسحاب الإسرائيلي الكامل يُحرج الجميع!
الكاتب: غسان ريفي

كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”:

كما كان متوقعا، فقد إنتهك العدو الاسرائيلي القرار ١٧٠١ وإتفاق وقف إطلاق النار، ولم يُتم إنسحابه من الأراضي اللبنانية حيث أصر على البقاء في النقاط الاستراتيجية الخمس كإحتلال موصوف يستوجب مقاومة بحسب ميثاق الأمم المتحدة.

وإذا كانت إسرائيل تريد من بقائها توفير الأمن للمستوطنات الشمالية التي ما تزال خالية من سكانها خوفا من المقاومة، والإشراف على القطاعين الأوسط والشرقي وبعض المناطق الحساسة، فإنها قد لا تأمن على نفسها في هذه النقاط التي قد تتعرض لهجمات من مجموعات من المقاومة المحلية المنبثقة عن القرى والبلدات الجنوبية المحيطة، وهذا بالطبع لا يخرق القرار ١٧٠١ ولا إتفاق وقف إطلاق النار، بل يدخل في إطار الحق الشرعي للأهالي في مواجهة الإحتلال.

وكان الأهالي سبقهم شوقهم أمس إلى قراهم ومنازلهم المدمرة فدخلوها بشارات النصر ورايات المقاومة التي تم زرعها بين الركام، وذلك في رسالة تؤكد تمسكهم بأرضهم والذود عنها ومواجهة العدو بكل الوسائل إلى جانب الجيش اللبناني الذي أبلى بلاء حسنا في سرعة الإنتشار وإستيعاب الاستفزازات الاسرائيلية التي لم تخل من إطلاق النار والتمشيط لبعض المناطق خلال دخول الأهالي والجيش إليها.

لا شك في أن بقاء العدو الاسرائيلي في النقاط الخمس قد أحرج الجميع وفي مقدمتهم أميركا التي تبين أنها “وسيط غير نزيه”، خصوصا بعدما تعهدت على لسان مبعوثتها مورغان أورتاغوس بخروج إسرائيل بشكل كامل في ١٨ شباط، لكنها قامت بمحاباة العدو ورضخت لقراره وغابت أورتاغوس عن السمع وعن العودة إلى لبنان، في وقت لا تتوانى الولايات المتحدة عن الضغط على لبنان لتنفيذ القرار ١٧٠١ وإتفاق وقف إطلاق النار بحذافيرة والضغط من أجل نزع سلاح المقاومة، وذلك في سياسة الكيل بمكيالين والصيف والشتاء على سطح واحد، وكذلك فرنسا التي بدت من دون لا حول ولا قوة أمام الغطرسة الاسرائيلية والرعاية الأميركية لها، وأيضا لجنة المراقبة الدولية التي بات وجودها لزوم ما لا يلزم بعدما تحولت إلى مجرد عدّاد للخروقات والإعتداءات الاسرائيلية من دون أن تحرك ساكنا.

كما لحق الإحراج بالحكومة اللبنانية الجديدة التي بالرغم من الإحتلال الإسرائيلي الموصوف للبنان، عملت على إسقاط المقاومة من بيانها الوزاري الذي سيناقش يوم الثلاثاء والأربعاء المقبلين في مجلس النواب، ما سيعرضها لكثير من الإنتقادات في الجلسة التي يُتوقع أن تكون على درجة عالية من السخونة في ظل المواقف الداعمة لحق المقاومة وتوجهات بعض الكتل النيابية التي تكاد تصريحاتها تشكل إطارا سياسيا للعدو الصهيوني.

لذلك، فقد حاول الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام خلال لقائهم أمس في قصر بعبدا إستباق جلسة مناقشة البيان الوزاري وحفظ ماء الوجه والدفاع عن السيادة اللبنانية والكرامة الوطنية ببيان واضح المعالم أكد على حق لبنان بإعتماد كل الوسائل لإنسحاب العدو الإسرائيلي ليتقدم ذلك على البيان الوزاري الذي في حال ذكر المقاومة أو لم يذكرها، فإن ذلك لن يمنع أبناء الجنوب من القيام بواجبهم الوطني في تحرير أرضهم، ولن يقف في وجه المقاومة التي أكدت عبر لسان أمينها العام أنها ستتعامل مع الوجود الإسرائيلي كإحتلال ما يؤكد أنها لن تدع العدو يهنأ في النقاط الخمس بإنتظار الوقت المناسب بعد الانتهاء من إستحقاق تشييع الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين يوم الأحد المقبل.