Beirut weather 29.65 ° C
تاريخ النشر September 7, 2020
A A A
عبير نعمة تُرنّم لبيروت الموجوعة: “الوطن ليس للشهادة”
الكاتب: فاطمة عبدالله - النهار

تُشدّد عبير نعمة: “هذا ليس حفلاً. إنّه لقاء مع الناس في أحضان الموسيقى، فنرنّم لبيروت ونُرتّل لأهلها”. غداً، الثلثاء، السادسة وسبع دقائق، لحظة الانفجار المخيف، تغنّي للمدينة وإنسانها، من كنيسة مار مارون الجمّيزة، المُتضرّرة من الأهوال والوَقْع. خليط من الأغنيات والتراتيل، بصوتها العذب، ومحطّات من الذاكرة “تردّ الروح للناس”، وتحاكي الحلم والجمال والأمل والقوّة والرجاء.
رقيقة، وفنّانة حقيقية. تؤلمها بيروت ومصيرها المفروض عليها، فيما تستحقّ التحليق في الفضاءات. تُرنّم لها غداً، وتناجي الله بالصلاة والرجاء، “فإنّنا في حاجة ماسّة لأصوات مغايرة للقتل والموت والحطام”. صلاة على نيّة العاصمة وآلامها، والضحايا جميعاً، “فنبني جسوراً مع السماء والإنسان”. الوجع واحد، تقول، ومع ذلك، يؤلمها أنّ البعض لا يتّعظ، ويُبقي على الشرخ والأحقاد. “وطننا لا يحتمل مزيداً من هدم الأوصال. لكلٍّ من موقعه فعل الخير للبنان ومداواة عذاباته. على الألم أن يوحّدنا، كما تفعل الموسيقى والنغمة. دعونا لا نفقد الأمل. كنيسة مار مارون تضرّرت كثيراً، ونشاء الرجاء من عمق هذا الضرر ورغماً عنه. فلنتشارك الحلم بوطن أقلّ موتاً”.
إذاً، يوجد أمل؟ “نعم، وإن بدا ضئيلاً، أو بصيصاً. نحن أبناء رجاء وقيامة، (ما فينا ما نتأمّل)، أو نترك الوطن لأشرار وفاسدين دمّرونا وقتلونا. جعلوا اللبناني مُحبطاً، فلن نسمح لهم بمحونا. نتمسّك بنقطة الضوء حتى الرمق الأخير”.
تُبهجها الموسيقى في الفرح والأسى وكلّ ظرف: “هي جمال من الله؛ الكون من دونها صمت قاسٍ”. نتوق إلى حافز للحياة وبعض الجدوى. توافق وتُكمِل: “يعيش اللبناني أيامه قلقاً مما قد يحمله الغد. اعتاد تخطّي العذاب والإفادة من اللحظة، فيتجاوز المصاب لتستمرّ الحياة. الضوء في نهاية النفق، هو قدرنا”.
خلاصة الكلام: “ما إلنا غير ربنا وهمّتنا وإرادتنا وقوّتنا في الحياة”. بالنسبة إليها، “الوطن ليس للشهادة دائماً، هو لنعيش فيه، ونحلم”. تطالب بالسلام، وترتّل غداً من أجله.