Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر April 6, 2017
A A A
عبدو سعد يستغرب انقلاب الوطني الحر على النسبية: القانون المختلط له مفاعيل الستين
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

يعتبر مدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات عبدو سعد ان النسبية هي النظام الافضل للانتخابات اللبنانية في لبنان مؤكدا رفضه لاي اقتراح يعتمد النظام الاكثري، مشيرا الى ان المشروع المختلط له مفاعيل “قانون الستين” وان اي قانون يحقق المناصفة ولا يحقق الانصاف غير جيد.

سعد وفي حديث لموقع “المرده” اشار الى “اننا في لبنان مجتمع اقلوي ولا يناسبنا على الاطلاق الا النظام النسبي مع الدائرة الواحدة التي تحقق عدالة التمثيل وتجسد العدالة الانتخابية وان اي قانون فيه اكثري هو قانون اقصائي”.

واستغرب سعد انقلاب “التيار الوطني الحر” على النسبية حيث كان ينادي بها بالدائرة الواحدة ويعتبرها الأكثر عدالة وتؤمن حقوق المسيحيين الى جانب اقتراح القانون الارثوذوكسي “الا انهم وبشكل فجائي باتوا يرددون ان النسبية لا تعطي المسيحيين حقهم”، موضحا ان النسبية هي افضل الأنظمة بالنسبة للمسيحيين.

واذ تفهم سعد موقف “الوطني الحر” الذي لديه اسباب موجبة دفعته لاقتراج مشروع القانون المبني على اساس مختلط بين النسبي والاكثري والذي جاء نتيجة شعور بالغبن والتهميش من خلال الاستيلاء على المواقع السياسية والامنية والادارية ما دفعهم منذ عودة الجنرال للمطالبة بالمناصفة الا انه تساءل: هل الاعداد والاحجام شكلت يوما ما ضمانة لاي مكون في لبنان؟ وهل هذا المشروع يبني الدولة ويمثل تطلعات رئيس الجمهورية الذي يريد قانون انتخاب عادلاً يمثل كل اطياف الشعب اللبناني؟

ولفت سعد الى انه قبل الحرب كان المسيحيون يوصلون بقوتهم الذاتية 54 نائبا من اصل 99 نائبا هو مجموع عدد النواب في البرلمان انذاك، فهل شكل هذا حماية للمكاسب المسيحية؟ وهل بنى دولة؟ لو حصل ذلك لما وقعت الحرب الاهلية.
أضاف: هل تمكن المسيحيون من حماية صلاحيات رئيس الجمهورية في الطائف؟ وهل تمكن المسلمون الذين اوصلوا اليوم  64 نائبا بقوتهم الذاتية مع الاتيان ب 24 نائبا مسيحيا من تحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنية عند الشيعة والسنة والدروز؟ وهل تمكنوا من انتشال ناسهم من الفقر والعوز؟
وأكد ان من يحمي الاقليات هو بناء الدولة فقط لا غير وهذا يتم عبر اعتماد النسبية الكاملة وليس وضع قانون انتخابي يضمن لنا الاتيان ب 35 نائبا مسيحياً.

واوضح سعد ان النسبية الكاملة ضمن الدائرة الواحدة تعطي المسيحين 64 نائبا من اصل 64 يختارهم المسيحيون، لافتا الى انه منذ العام 1943 وحتى الساعة نخوض انتخابات بالدوائر المختلطة بلوائح مختلطة بين المسيحي والمسلم وهذا عرف  فكيف الحال لو كان لبنان دائرة واحدة؟ حيث يختار الشريك المسيحي مرشحيه حسب الحجم السياسي والشعبي لكل فريق دون تدخل من الشريك المسلم الذي يشارك في الانتخاب ولا يتدخل في اختيار المرشح المسيحي.

واعتبر سعد ان هناك حاجة مشتركة للاصوات في كل لبنان والشراكة امر صحي وهذا عرف قائم حتى لو تضاءل عدد المسيحيين ليصبح 10 بالمئة فستبقى الشراكة قائمة لان حاجة المسلمين للمسيحيين ضرورية والعكس صحيح، ف”حزب الله” بحاجة للشريك المسيحي وكذلك تيار المستقبل والمسيحيون ايضا بحاجة لشريكهم المسلم والا اصبح الجميع مكشوفين وطنيا.
وأشار الى ان كل قانون له سيئات وايجابيات انما الاكثري له سلبيات عديدة ولا ايجابية واحدة فيه فيما النسبية لا يوجد فيها سلبية واحدة، مؤكدا انه يفضل الفراغ على الاكثري، لافتا الى ان القوانين المتعاقبة على النظام الاكثري لم تتمكن من احداث تغيير وهذه القوانين تحدث غبنا لدى اللبنانيين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص.

وتساءل سعد هل نريد عدالة طوائفية ام عدالة وطنية؟ موضحا انه من الذين ايدوا الاقتراح الارثوذوكسي على اساس النسبية مع الدائرة الواحدة مقابل “الستين”، لكنه في الاساس مع النسبية الكاملة التي من خلالها يمكن بناء دولة حقيقية وتسمح لكل مواطن بغض النظر عن طائفته بالوصول الى حقه وتؤمن الارتياح للاقليات في البلد.