Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر May 24, 2017
A A A
عازار: يوم المدرسة الكاثوليكية وقفة وفاء وتجدد وثبات

رأى الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار الأنطوني، في تصريح، أن “يوم المدرسة الكاثوليكية في لبنان، يتزامن سنويا مع عيد صعود ربنا إلى السماء. وهذا التزامن ليس خدمة بل قرار واع وهادف “نشخص فيه، مع أسرتنا التربوية، إلى السماء، إلى حيث ذهب الحبيب الذي دعانا لنكون شهوده حتى إلى أقاصي الأرض” (أعمال الرسل 6 / 8 و 10). انها حال المدرسة الكاثوليكية التي تتطلع دوما إلى العلاء، فترتقي، وبارتقائها يرفع العاملون فيها رؤوسهم، فرحا وحبا وفخرا برسالتهم النبيلة، ليصعدوا العالم معهم إلى حيث الحق والخير والجمال”.

أضاف: “بهذا الارتقاء أغنت المدارس الكاثوليكية لبنان، وبحكم كونها مؤسِّسة للتعليم فيه، جعلت تلامذتها، وكما ورد في ديباجة شرعة التربية والتعليم، “يصقلون شخصيتهم عن طريق تكوين الإرادة والحرية والمسؤولية، ويكتشفون مواهبهم وطاقاتهم ويعملون على انمائها في اطار من الخلق والابداع لرسم المستقبل وصنع التاريخ”.

وتابع: “صحيح أننا نواجه اليوم تحديات كثيرة، ولكننا نسير في خطى ثابتة لكي نحفظ للإنسان كرامته، ونحمي حقه بالتربية والتعليم، وندربه على حسن التواصل ومصداقية الحوار لبناء الوطن الذي يليق بالإنسان”. وفي هذا السياق يعتبر البابا فرنسيس، في الارشاد الرسولي، فرح الحب، (279) “ان المدارس الكاثوليكية تلعب دورا حيويا لمساعدة الأهل في واجب تربية ابنائهم. ولذلك يجب دعم هذه المدارس لمساعدة التلاميذ على النمو كأشخاص ناضجين وقادرين على النظر إلى العالم بعيني يسوع المحبَّة وعلى فهم الحياة كدعوة إلى حب الله وخدمته”.

واعتبر أن “تسليط الضوء على هذا الدور الرائد هو دعوة جديدة لتواصل المدرسة الكاثوليكية قيامها بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها لتعد للعالم رجالا ونساء يكونون قادة منورين بالعلم والإيمان ليعيدوا إلى العالم الحسن الذي كان عليه في البدايات”.

وقال: “انطلاقا من كل ما تقدم تفتح المدرسة الكاثوليكية اليوم، لا أبوابها وحسب، بل قلبها وفسحات خبراتها وتراثها، كي تتعاون مع جميع المهتمين بقضايا التربية، إدارات رسمية أم خاصة، للإفادة من كل التطورات التربوية والتعليمية والتكنولوجية ومن العلوم الإنسانية لتقديم المرتكزات الأساسية لكل تجديد تربوي يحفظ ريادة لبنان ويحترم خصوصياته، ويعزز وحدة أفراد الأسرة التربوية والتعليمية ويضمن حقوقهم. فالتربية عمل مشترك لبناء الغد وخدمة التلامذة، وتحييدهم عن كل الصراعات السياسية والتعصبية لكي يواكبوا تنشئتهم العلمية بالتزامهم الأدبي والأخلاقي، وبخاصة الإيماني، وليكونوا رسلا للمؤسسات التي تحتضنهم وشهودا اوفياء لتضحيات أهلهم ومعلميهم ومعلماتهم”.

وختم: “ان يوم المدرسة الكاثوليكية: هو أولا وقفة وفاء لجميع الذين عملوا في رحابها وميادينها، وهو ثانيا وقفة “تجدد فيه أسرتنا التربوية كالنسر شبابها”، لمزيد من العطاء والخدمة، بهدف تأمين جودة التعليم، والتربية على القيم التي تحترم معنى الحياة وتحافظ عليها، وهو ثالثا تأكيد على مواصلة المسيرة لبناء الانسان، أي انسان، لنبعده، وكما نقول دوما في صلاة العائلة التربوية، “عن منطق العنف والانكفاء على الذات ولنجعل من الحوار والاصغاء أداة للانفتاح وقبول الآخر وعيش المحبة، مستنيرين بالإيمان وواثقين بروح الرجاء”.