Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر February 13, 2017
A A A
طمروني أشقائي بالتراب لأنني “ثنائية الجنس”!
الكاتب: سبوتنيك


ولدت الفتاة الكردية “جوان” من أهالي مدينة دهوك بإقليم كردستان، بحالة “ثنائية الجنس”، وكان ذلك سبباً في معاناتها على يد إخوانها الذين أذاقوها أصناف التعذيب، وقد تركت جوان خلفها “حياةً على حافة الموت”، وسافرت إلى مدينة إسطنبول التركية، وهي حالياً تحظى برعاية الأمم المتحدة.
جوان تعاني من “ثنائية الجنس”، وهي فتاة من حيث كينونتها ومشاعرها، ولكنها خلقت بجسد رجل، الأمر الذي حول حياتها إلى جحيم وعذاب، ومعاناتها لا مثيل لها على الإطلاق، بحسب ما نقلته شبكة “رووداو”.
وتحدثت جوان عن تجربتها لشبكة “رووداو” الإعلامية، وقالت: “لقد ربطوا رجلي ويدي من الخلف ووضعوني في حفرة، ثم طمروني بالتراب بعد أن وضعوا صخرة كبيرة على صدري، وقد بقيت على ذلك الحال ليومٍ وليلة، وكانت والدتي على علم بالموضوع وأخرجتني من الحفرة، ولكنني بقيت شهراً كاملاً بلا حراك لأنني لم أكن أرغب بالذهاب إلى المستشفى لكي لا يتعرض أشقائي للاعتقال، وبقيتُ سجينة في المنزل”.
تبلغ جوان من العمر 28 عاماً الآن، وعندما بلغت سن التاسعة، اكتشفت أنها أنثى وليست ذكراً، ومنذ ذلك الوقت بدأ إخوانها بتعذيبها، حيث حاولوا بتر ثدييها بالسكين، وسجنوها في المنزل طيلةَ عامٍ و6 أشهر، كما أجبرت على الذهاب إلى مدرسة للذكور، وكانت تشعر بالاستحقار والإهانة من قِبل قوات الأمن “الأسايش” عند مرورها على نقاط السيطرة، ولم تكن تلقى معاملة إنسانية سوى من والدتها وشقيقاتها.
وأضافت “أشعر الآن بأنني نجوت، وسوف أحقق هدفي شيئاً فشيئاً، ولكنني أشتاق لوالدتي كثيراً، لقد عانيت من الألم والعذاب طويلاً، ومع ذلك أقول لنفسي أحياناً: ليتني لم أخرج، وليتني بقيت مع والدتي”.
وبحسب جوان، فإن “هناك الكثير من الحالات المماثلة لحالتها في إقليم كردستان، ويعيشون في الظروف ذاتها، وأنها نَجت من ذلك الجحيم بمساعدة بعض محبيها، وهي حالياً بأمان وتنتظر السفر إلى أوروبا”.
وفتحت جمعية “LGEBT-İ” في إسطنبول أبوابها لجوان، وأبدت استعدادها لتقديم كافة الاحتياجات والمساعدات
وفي هذا السياق قال عضو جمعية “LGEBT-İ” في إسطنبول، إيبرو كرانجي بيندار، لشبكة رووداو الإعلامية: “لقد علمت بقصتها وتألمت كثيراً لأجلها، ولكن هذه الحالة ليست غريبة علينا، وأنا سعيد لأنها نَجت من ذلك الجحيم، ونحن لدينا مقهى يتجمع فيه أصحاب (ثنائية الجنس أو الجنس الثالث)، من ضمنهم لاجئون، وسنفعل لجوان كل ما بوسعنا، وسأتواصل مع المؤسسات في أنقرة، وسنرسلها إلى أوروبا خلال فترة وجيزة”.
وتعيش الفتاة الكردية جوان في إسطنبول منذ 4 أشهر، وبعد حصولها على تقرير طبي ستسافر إلى أوروبا برعاية الأمم المتحدة، وهناك ستجري عملية جراحية للتخلص من الأعضاء الذكورية.
جوان لديها أمنية واحدة فقط، وهي أن توصل رسالة إلى والدتها، مفادها: “أمي…لا تقلقي علي، أنا أحبك كثيراً، وأشتاق لكِ دوماً”.