يقف عالم السفر على أعتاب ثورة جديدة، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي والرغبة البشرية المتزايدة في تجارب غامرة أسرع وأكثر استدامة، ففيما نتطلع إلى المستقبل، ستخضع الطريقة التي نحلق ونسافر بها إلى تغييرات محورية.

وفي هذه المقالة، نتعمق في الاحتمالات المثيرة التي تنتظر البشر في مستقبل الطيران والسفر.

السفر أسرع من الصوت

السفر الجوي بقدرة تفوق سرعة الصوت، والذي كان لفترة وجيزة واقعياً مع طائرات “الكونكورد” في الماضي، سيعود إلى الواجهة مرة أخرى، إذ تعمل شركات مثل Boom Supersonic وAerion Supersonic على تطوير الجيل التالي من الطائرات الأسرع من الصوت.

وتعد آلية السفر بسرعة تتجاوز سرعة الصوت، والتي لا تزال في مرحلة التجارب، بخفض أوقات السفر بشكل كبير، مما سيخفض مدة السفر من نيويورك إلى لندن والذي يستغرق أكثر من 8 ساعات حالياً، بشكل كبير، إذ من المتوقع الطيران بسرعات تتجاوز 5 ماخ (5 أضعاف سرعة الصوت).

طائرات تعمل بالكهرباء والوقود المستدام
بينما يتصاعد القلق عالمياً بشأن الحفاظ على البيئة والتغير المناخي، تتحول هذه الصناعة نحو الطيران الكهربائي والمستدام، عبر تُطوَّير الطائرات التي تعمل بواسطة البطاريات أو خلايا الوقود الهيدروجيني (خلايا وقود تنتج الكهرباء بتفاعل كهربائي كيميائي باستخدام الهيدروجين والأوكسجين)، للحد من انبعاثات الكربون.

وذلك إلى جانب جهود الشركات العملاقة المستمرة حالياً للبحث عن وقود بديل وصديق للبيئة.

ستسهم الطائرات التي تعمل بواسطة البطاريات أو خلايا الوقود الهيدروجيني للحد من انبعاثات الكربون.

التحليق بالذكاء الاصطناعي

يفتح التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي الباب أمام دخول هذه التقنية إلى عالم الطيران، حيث يمكن لها أن تحسن من مسارات الرحلة وتقليل استهلاك الوقود وزيادة السلامة.

وعلى الرغم من أن الطيران الكامل ذاتي القيادة لا يزال قيد التجارب، وسيستخدم في المستقبل، إلا أنه سيقدم مساعدات حالياً خلال الرحلات.

سياحة الفضاء

سياحة الفضاء لم تعد حلماً بعيد المنال، خصوصا أن شركات مثل SpaceX وBlue Origin تعمل على جعل السفر إلى الفضاء متاحاً للمدنيين. وخلال السنوات المقبلة، قد يكون للمسافرين المغامرين الفرصة لتجربة السفر إلى الفضاء، مما يفتح آفاقاً جديدة تماماً لتجارب السفر.

السفر عبر الواقع الافتراضي

تعمل تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) على تغيير الطريقة التي نختبر بها تجارب السفر. في المستقبل، قد يتمكن المسافرون من القيام بجولات افتراضية في الوجهات قبل اتخاذ قرار بالزيارة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للواقع الافتراضي والواقع المعزز تعزيز تجربة الطيران، وتحويل المقصورة إلى بيئة غامرة وترفيهية.

في نهاية الأمر، سيتيح الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة تجارب خاصة لكل مسافر. وستستخدم شركات الطيران وشركات السفر تحليلات البيانات لتكييف كل جانب من جوانب الرحلة، من تفضيلات الرحلات إلى الإقامة والأنشطة، وخلق رحلات سلسة لا تُنسى.