Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر August 27, 2024
A A A
ضمير لبنان والعرب
الكاتب: سايد فرنجيه

كتب سايد فرنجيه في “الأخبار”:

برحيل الرئيس سليم الحص، فقد لبنان والعرب قامة وطنية ورمزاً عروبياً قضيّته فلسطين والمقاومة.سليم الحص شخصية مميّزة بمواقفها ونزاهتها وبمواجهة الفساد والطائفية. لم يؤثّر عليه المال ولم تسيطر عليه السلطة. كان قدوة في العطاء الوطني ومواجهة الاستبداد والعنصرية والطائفية والصهيونية. مسيرته حافلة بالعطاء والعمل من أجل بناء دولة المواطنة والديموقراطية والعدالة الاجتماعية.
كانت حياته مليئة بالعطاء والمواقف والمبادئ. مسيرة حياته أكدت أنه الكبير الذي عاش قناعاته ومبادئه حتى الرمق الأخير مهما واجه من صعوبات ومهما غلت التضحيات.
كبير من بلادي رحل كبيراً في فكره السياسي ووطنيّته وعروبته ونظافة كفه، مارس الشفافية والترفّع في مواقفه وفي عمله في الشأن العام.
لقد تسارعت أخيراً جولات الموت، حيث غيّب الأصدقاء النزيهين والمفكرين الإصلاحيين كالدكتور جورج قرم والرئيس سليم الحص في الزمن الصعب، تاركين فراغاً في الحياة السياسية والفكر والنزاهة وفي إطار رجال الدولة.
مع رحيله لن تنتهي مسيرته في المشهد السياسي والفكر الإصلاحي والاستقامة، بل ستبقى مزروعة في الوجدان والذاكرة الشعبية.
صادقت الرئيس سليم الحص في مندرجات حياته، ورافقته كأمين السر في منبر الوحدة الوطنية الذي كان يترأسه، وناضلت معه ضد الفساد والطائفية والتعصب وإرساء المواطنة والديموقراطية وحكم القانون والالتزام بالقضايا العربية، وفي الطليعة قضية فلسطين والمقاومة.
في إحدى جلسات النقاش مع الرئيس الحص حول الأوضاع العربية، قال إن المقاومة أساس في تحرير فلسطين، وإن لبنان البلد العربي الوحيد الذي كسر مقولة «لبنان قويّ بضعفه»، ولم يعقد صلحاً مع إسرائيل ولم يرفع علماً لإسرائيل على أرضه. وأضاف ان التاريخ معلّم، لكن المؤسف أن البعض في لبنان لا يتعلّمون من التاريخ، لذلك تستمر الأزمات تضرب لبنان.