Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر May 28, 2017
A A A
ضاعت ولقيناها…
الكاتب: الياس الديري - النهار

والآن، لبنان الى أين؟

يبدو أن رياح الانتخابات عادت تهبُّ بعزم وحزم بأجنحة “نسبيّة”، بعد التعريجة السريعة على السعيد الذكر “الستين”.

والبُشرى أعلنها السيّد حسن نصرالله في خطاب الخميس، وخلال انعطافته على الوضع الداخلي والمخاوف التي توجسها البعض، ونفخ في طبولها ومزاميرها.

الكلام اللبناني، الداخلي، الانتخابي، التطميني، الذي وجهه الأمين العام لـ”حزب الله” الى جميع اللبنانيّين أضاء آمالاً وارتياحاً في عتمة كانت مخيّمة في الأجواء السياسيّة، كما الشعبيَّة.

للحال سرت موجة ارتياح ظهرت معالمها حتى على وجوه الذين كانوا يحتفلون في المناسبة، ويصغون الى خطاب نصرالله. ارتياح البلد. ارتاح الناس. وبعضهم عادت الابتسامة ترتسم بوضوح على كل ما يقولونه ويفعلونه.

إذاً، كل شيء سيكون على ما يرام. لا خوف من مفاجعة حزيرانيَّة ترغم أصحاب الحجوزات، والمتحمِّسين، والمشتاقين لبيروت والليالي الملاح، لتغيير رأيهم وتغيير وجهة سفرهم في اتجاه الغرب بدلاً من التوجه صوب مطلع شروق الشمس من خلف القرنة السوداء.

أيضاً، سيكون للبنان قانون انتخاب يرضي الجميع. وستكون انتخابات نيابيَّة طال شوق اللبنانيين اليها. وسيكون أمن وأمان وطمأنينة في البلد. وستكون كل العوامل التي تشجِّع المشتاقين الى هـَ الكم أرزة العاجقين الكون على حزم الحقائب في اتجاه “قطعة السما”، لا صوب دنيا الانتشار.

كما لو تقول ضاعت ولقيناها. لحد هون وبس. مرحلة الفوضى والفراغ والشلل والفلتان بلغت حدودها ونهايتها. الآن حان الوقت لعودة الدولة، وعودة المؤسسات، وعودة القوانين، وعودة الثواب والعقاب، وعودة المحاسبة بدقة وشدة… ومن أين لك هذا؟

أجل، لا نيَّة لزعزعة الوضع. ولا مجال. ولا قدرة لأي فريق لإعادة وضع العصي في الدواليب، ولا حتى لإشعال فتنة بين صبية وناشئين. القرار متخذ اقليمياً ودولياً. ومؤتمر الرياض جدَّد التدابير وشدَّد عليها. وها هو السيد نصرالله يبشِّر الجميع بصوت حنون وابتسامة رضية بأن الدنيا بخير، وكلنا ذاهبون الى الانتخابات، وكلنا مع هدوء البال وراحة الخاطر…

في الامكان طرح أسئلة لا حصر لها للمناسبة. إنما أجدني مصراً اليوم على السير حتى النهاية في مشروع التغييرات اللبنانية حتى الثمالة. وعن يقين واقتناع. لا مجال لأي فريق أو فئة، ولا مبرّر لأحد للإقدام على خطوات تخريبيَّة تقلب الوضع رأساً على عقب.

الجميع ذاقوا مرارة الشلل، والتعطيل، والفراغ، وانكفاء لبنانيّي الاغتراب، كما انكفاء السياح والمصطافين طوال أعوام.

حسناً فعل السيّد حسن، حين بشَّر اللبنانيين بأن كل شيء سيكون على ما يرام.

حتماً، ليس على طريقة تطمين “سيِّدتي المركيزة”.