Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر December 17, 2024
A A A
صور منكوبة باستهداف العدوان الإسرائيلي تاريخها وحضارتها ووجودها
الكاتب: أحمد منصور - الأنباء الكويتية

يتكشف يوميا حجم الدمار الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي الوحشي على المدن والقرى الجنوبية.

القرى الواقعة في مختلف أقضية الجنوب (صور وبنت جبيل ومرجعيون والنبطية وصيدا وجزين)، لم تسلم من بصمات صواريخ الطائرات الحربية والمسيرات والمدفعية الإسرائيلية، حيث حقق «الجيش الذي لا يقهر»، أهم إنجازاته في تدمير وإبادة قرى بكاملها».

استهدفت إسرائيل أهم المدن التاريخية مدينة صور الساحلية الجنوبية، لتعميم سياسة الحروب والتدمير والإجرام التي تتخصص بها منذ إعلان كيانها الغاصب في 1948.

وقد حولت آلة الحرب الإسرائيلية، مدينة الوحدة الوطنية والعيش المشترك، مدينة الحضارة والاقتصاد والكلمة والجمال، مدينة صور إلى مدينة منكوبة بامتياز كما أكد رئيس بلديتها حسن دبوق لـ «الأنباء».

وقال دبوق: «خلال مراحل فترة الحروب الإسرائيلية على لبنان، لم نر دمارا ممنهجا طال المدينة كالذي شهدناه في هذه الحرب، إذ لا يوجد مربع في أحياء المدينة ولم يطله الدمار. للأسف للتكنولوجيا فوائد ومساوئ. وقد رأينا مساوئها من خلال قوة التفجيرات، التي كانت تزيل أبنية ومربعات سكنية في شكل كامل، فعاثت دمارا في مدينة صور التاريخية».

وأكد دبوق: «وجود أضرار كبيرة في البنى التحتية، وان الضربة تعد جريمة حرب، لاستهداف مضخة المياه الرئيسية في المدينة، والتي تسببت بانقطاع المياه عن صور ومخيم البص والمساكن الشعبية وكل المناطق المحيطة بها. وهي تعتبر بحسب تصنيف الجرائم، جريمة حرب، لجعل المدينة غير صالحة للسكن».

وبالنسبة إلى إحصاء حجم الأضرار، قال: «العمل جار على معاينة كل الأبنية، لاسيما تلك المهدمة أقساما منها. ونحن بحاجة إلى وقت لإحصاء الأضرار، والتي هي أكبر بكثير مما كنا نشاهده أثناء إنقاذ الجرحى أو انتشال جثامين الشهداء وفتح الطرقات».

وأضاف: «نعمل حاليا على رفع الردم لفتح الطرقات، وهناك أبنية من 13 طابقا أصبحت ركاما، إضافة إلى أن أحياء بكاملها سويت بالأرض».

وأكد «أن آليات وزارة الأشغال تقوم برفع الأنقاض من الشوارع بغية فتحها. أما رفع أنقاض الأبنية المدمرة على العقارات، فقد كلف بها مجلس الجنوب، الذي سيطلق حملة رفع الأنقاض للأبنية المدمرة وإزالتها خلال هذا الأسبوع، مع ترميم البنى التحتية. وبعدها تأتي مرحلة الإعمار والبناء والمرتبطة بتوافر الأموال. ونعول على أشقائنا العرب والمجتمع الدولي لمساعدتنا في البناء».

وختم: «كنا نستمد القوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يعطينا جرعة تفاؤل ويساعدنا على الصمود. واستطعنا الصمود بفضل عمل جماعي، من تكاتف البلدية إلى اتحاد البلديات إلى الصليب الأحمر اللبناني والدولي، إلى المحافظ ووحدة إدارة الكوارث والقائمقامية والدفاع المدني وكشافة الرسالة الإسلامية الهيئة الصحية والمتطوعين».

ومن صور إلى بلدة مركبا في قضاء مرجعيون، وهي من البلدات الحدودية التي دخلها الاحتلال الإسرائيلي مجددا، تحدث رئيس بلديتها غسان حمود لـ «الأنباء» عن «فظاعة وحجم الدمار في منازلها وأحيائها السكنية».

ووصف الوضع فيها «وكأنها شهدت الحرب العالمية الثالثة، اذ دمر أكثر من نصف منازلها، بنسبة 60%، فيما بلغ عدد المنازل التي أصيبت بتصدع وهدمت أجزاء منها بحدود 39%».

وأشار حمود إلى «أن مركبا تحولت إلى منطقة عسكرية إسرائيلية، وان عددا من الأهالي في اليومين اللذين تليا وقف إطلاق النار دخلوا إليها، لكن في اليوم الثالث جن جنون جنود العدو، فأطلقوا النار بوجه الأهالي، ومنعوا الناس من دخول إلى البلدة».

وأعرب حمود عن قلقه الكبير من اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرا «انه اتفاق ضبابي، ولم يطبق من قبل إسرائيل، التي لاتزال مستمرة بحربها». واستغرب صمت رعاة الاتفاق للخروقات الإسرائيلية.

وأشار حمود إلى «ان الإسرائيلي لم يتمكن من دخول البلدة وخصوصا ساحتها بفعل المقاومة. بل توغل في الأطراف الشرقية الجنوبية، وبقي القسم الغربي والشمالي عصيا عليه. لكن للأسف، وفي المرحلة التي تلت الاتفاق، دخل الاحتلال إلى المناطق الأخرى في البلدة».

وأضاف حمود: «يحاول إرهاق الخصم عبر تدمير كل الممتلكات وإغراقه كما أغرق غزة بالآلام، والانشغال بذاته، وتشويه صورة المقاومة. لذا فإن كل الاحتمالات واردة وممكنة، وحجم اللؤم والوحشية الإسرائيلية طال المؤسسات الرسمية من محطات المياه والكهرباء والمدارس الرسمية ومراكز الشؤون الاجتماعية والدفاع المدني والمكتبة العامة ومبنى البلدية. معالم تمت إزالتها عن الخريطة».

وإزاء هذا الوضع، شدد حمود على «أن اللبناني وتحديدا إبن الجنوب متجذر في أرضه. فهناك حقبات عدة مرت على البلاد، ونحن لن نترك هذه الأرض، فزعترها الأخضر الممزوج مع شوك «البلان» يكفينا.. والعودة حتمية، والمقاومة حق مكتسب ولا تحتاج إلى قانون، وهي فوق كل الدساتير، وإذا لم تطبق هذه الاتفاقات، فمن المؤكد ان الناس ستعود إلى المقاومة».

وفي موضوع الإعمار، قال: «لبنان عربي والأشقاء العرب هم حاضنة لبنان التاريخية».