Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر March 4, 2024
A A A
صورة “الرئيس الغامض” في اقتراح جعجع؟…
الكاتب: مرسال الترس - الجريدة

يعترف مختلف الأفرقاء السياسيين في لبنان أن التعاطي مع “حزب الله” عكس دائماً ثباتاً في المواقف، من دون تلّون أو التباس للفهم، وهذا ما كوّن لديه ولدى أمينه العام السيد حسن نصر الله مساحة واسعة من المصداقية، حتى الرأي العام داخل كيان الاحتلال الاسرائيلي بات ينتظر إطلالاته التلفزيونية ليبني عليها في مستقبل التطورات، بعكس ما يمليه عليه القادة داخل الكيان ويشكّك الرأي العام دائماً في ما يهدفون إليه!
ولكن على الساحة اللبنانية، وفي صفوف الفريق المعارض لتوجهات المقاومة، هناك محاولات تشكيك دائم في كل ما يصدر عنها، علّهم يجرونها إلى محاولات البيع والشراء، كما يفعلون في العديد من المحطات المفصلية، ليس على الساحة اللبنانية العامة وحسب، وإنما على ساحة المجتمع المسيحي الذي بات على أبواب خسارة كل شيء في النظام اللبناني، نتيجة ممارساتهم المنطلقة من مصالح شخصية متقدمة على كل ما هو وطني.
في المبدأ، أعلن “حزب الله”، منذ البداية، أنه يرى في رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه الشخص الذي يعكس طموحاته في رئاسة الجمهورية، إن لجهة قدرته على إدارة البلاد بالتوازن بين جميع الأفرقاء من دون تمييز، حتى الذين يُصنّفون في خانة المنافسين له في السياسة. كما أنه يأمن له أنه لا يطعن المقاومة في الظهر، كما فعل آخرون في ظروف ملتبسة، ولذلك فهو يثق به كل الثقة، لأنه أهل ثقة، وكلمته كلمة، فوق الطاولة وتحتها، فلا يتلون ولا يبدّل جلده “عندما تدعو الحاجة”!
وفي المبدأ أيضاً، فإن الأفرقاء الذين يصنّفون أنفسهم بأنهم “معارضة”، أخذوا على أنفسهم أن يوصلوا شخصية إلى قصر بعبدا تشكل “استفزازاً” لـ “حزب الله”، كما أعلن صراحة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ما يعني أن لا همّ لهم من تكون هذه الشخصية، وما هو تاريخها السياسي، وما هي مقوماتها لإدارة البلاد بعد السنوات العجاف.
ويضيف جعجع في مكان آخر: “إنّ الفريق السيادي مستعد للبحث في خيار مرشح ثالث، شرط أن يكون شخصية جدّية ومستقلة ويستطيع أن يكون رئيساً فعلياً وليس مجرد صورة، لكن الحزب لا يريد حتى هذا الخيار لأنه متمسك بفرنجيه”.
ولكن، حتى اليوم، لم يشأ “الفريق المعارض” أن يعلن اسم هذه “الشخصية الجدية”، بعدما تراجع عن ترشيح رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض، و”يتأرجح” في ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، و “يفتش” عن صورة مبهمة لم تتوضح معالمها لـ”الرئيس الغامض” بعد ستة عشر شهراً من الفراغ!
وبعد لقائه وفد كتلة الاعتدال قال جعجع: “إذا صَفَت النيات فسيتم انتخاب رئيس، ونيتنا صافية من اللحظة الأولى، ولكن الأكيد أن محور الممانعة متمسك بفرنجيه”.
ولكن الواضح أن المشكلة ليست في “صفاء النيات”، وإنما في “صفاء المواقف” التي تتطلب طرح إسم محدد، والوقوف إلى جانبه حتى يصل إلى قصر بعبدا!