Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر February 11, 2024
A A A
صناعة المؤثرين… “إنفلونسرز” مستعدّون للقيام بأيّ تصرّف مهين ليحصلوا على مشاهدات وأرباح
الكاتب: ندى عبد الرزاق - الديار

المؤثرون هم شخصيات عادية على منصات التواصل الاجتماعي ويطلق على هؤلاء “Influencers” ويملكون عددا كبيرا من المتابعين والمعجبين الذين يتفاعلون معهم بشكل دائم وتربطهم علاقة معزّة واخاء. وبالرغم من ذلك يمكن ان يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سلبا في المجتمع عموما والمراهقين خصوصا ويكون ذلك من خلال بعثرة انتباههم والهائم بأمور سطحية وغالبا ما تكون خادشة للحياء او خطرة وتلحق الضرر الجسدي والنفسي بجميع فئات المجتمع.

الى جانب ذلك، المحتوى السخيف قد يعطّل مستقبل الشباب لا سيما طلاب المدارس وقد ينتج من هذا الامر تقصير في اداء الواجبات المدرسية والعائلية حتّى. فالمضمون القائم على الشائعات وافتعال احداث غير واقعية وكاذبة، يهدف الى حصد ملايين الاعجابات ولجذب وزيادة المتابعين الى جانب توظيف أدوات أخرى ماجنة للمساهمة في مضاعفة رصيد “التيكتوكرز”.

 

 

المنصات

وفقا للخبراء في المجال الرقمي، تشير كلمة وسائل الى المنصات التي تُيسّر التفاعل بين الأشخاص، ومن المفترض ان يشارك ويتبادل الجانبين المعلومات والأفكار والدراسات العلمية التي تتناول مجالات مهنية مختلفة والتي من شأنها ان تساهم إيجابا في تحسين وزيادة الوعي المجتمعي لدرء الامراض والاخطار التي تلحق الأذى بالنفس البشرية. وكل ذلك يجري في مجتمعات وشبكات اقتراحية مثل “الفيسبوك” و “اكس” و “تيك توك” و “انستغرام” وغيرها. والغرض من وجود هذه الوسائل تقديم خدمات متنوعة، لكن هذا المجال ما لبث ان بات بابًا من أبواب الاستغلال الجنسي والانحطاط الأخلاقي والانحلال المجتمعي الى جانب التسويق الذي يلحق بالأطفال والمراهقين اضرارا نفسية وجسدية قد تؤدي الى الانتحار، ويحصل كل ذلك من اجل الوصول الى الموارد المالية وتضخيم رأس المال الذي يحقق الشهرة لجماعة “المؤثرين”.

 

 

التباس في نشر المعلومات!

في موازاة ذلك قال الخبير الرقمي والمتخصص في مجال البرمجة جورج سمعان لـ “الديار” “في ظل المجتمع الرقمي والانتشار الواسع لمنصات التواصل فان نشر المعلومات اضحى أكثر ابهاما؛ وللأسف وسائل التواصل الاجتماعي تسهل عملية النشر وهذا تسبّب بخلق حاله اسمها الـ “Influencers”. وأضاف “قد يسأل البعض عن أسباب تنامي دور “التيكتوكرز” وسطوتهم ومستقبل هذه الظاهرة التي أضحت خطرة، ويسعى هؤلاء الى التأثير على طريقة تفكير بعض الافراد في اتخاذ القرارات وفي هذا السياق رأينا الترويج للمثلية وكانت تديره شركات كبرى بغية تحقيق عوائد مالية وربحية ضخمة. طبعا يوجد قطاع كبير من البشر لا يمكنه ان يقرر بنفسه تماما، لذلك تلجأ شريحة واسعة من الناس الى الانترنت لجمع المعلومات. ومن هنا برز طابور المؤثرين وهم الأشخاص الذين لديهم حشد وأكثرية مخيفة ويستغلون شهرتهم وشعبيتهم لإقناع الاغلبية بفكرة او سلعة”.

أردف: “ينتهز هؤلاء حظوتهم لدى الناس لأغراض ترويجية واعلانية لتحقيق مقاصد معينة سواء ارتبط هذا التسويق بمنتج محدد او قضايا اجتماعية وسياسية ودينية وطائفية او حتى للتشهير من قبل طرفين على النحو الذي حدث في قضية طبيب تجميلي لبناني والإعلامية المصرية ريهام سعيد التي اتهمته بتشويه ملامحها بعد اجراء الأخيرة عملية تجميلية لشد الوجه؛ ومع ذلك كان بإمكانهما اللجوء الى القضاء لكن الذمّ كان ظاهرا من كِلا الطرفين”. لذلك يرتكز التفريق بين عدة فئات من المؤثرين الرقميين على اعداد المتابعين اذ يصنف المؤثرون وفقا لـ “Followers” ونسبة المشاهدات والمشاركات”.

 

 

المؤثرون باتوا خطرا على المجتمع؟

في موازاة ذلك، قال موقع “شيدار نيوز” “في السنوات الأخيرة أصبح الجمهور يتأثر بالأشخاص المؤثرين واقطاب منصات التواصل الذين يتطلعون الى انشاء منتجات قد يستخدمها المستهلكون ويحبونها وقد لا يستخدمونها مطلقا بعد شرائها. أضاف في العام الماضي ظهر نوع جديد من الشخصيات على منصات التواصل: مزيلو النفوذ، والذين يروجون الى عمليات شراء اقل، ومراجعات أكثر صدقا للمنتجات (أي سلبية غالبا)، ونهج أكثر بساطة في الحياة”.

وفي هذا المجال، قالت رئيسة قسم الإدارة والتسويق بجامعة اوكلاند جانيل تاونسند “من الناحية الفلسفية، كان (تقليص التأثير) موجودا دائما ويتنافس مع الرأسمالية والاستهلاك تمثيلا لها”. ووفقا لـ “هارفارد بيزنس ريفيو” حققت صناعة المؤثرين في العام 2022 16.4 مليار دولار ووجدت ان أكثر من 75% من العلامات التجارية لديها ميزانية مخصصة للتسويق عبر المؤثرين”.