Beirut weather 12.41 ° C
تاريخ النشر June 17, 2018
A A A
صفقة ضخمة سترفع التعاون الأمنيّ بين برلين وتل أبيب
الكاتب: زهير أندراوس - رأي اليوم

على الرغم من فضيحة تزويد الغواصّات:
البرلمان الألمانيّ يُصادق على صفقةٍ ضخمةٍ سترفع التعاون الأمنيّ بين برلين وتل أبيب إلى حدٍّ غيرُ مسبوقٍ
*

على الرغم من فضيحة شراء الغواصّات الألمانيّة من قبل إسرائيل، واعتقال والتحقيق مع عددٍ من المُقرّبين من رئيس الوزراء الإسرائيليّ بشبهة الحصول على عمولةٍ من هذه الصفقات، على الرغم من ذلك، فإنّ التعاون الأمنيّ – الاقتصاديّ بين تل أبيب وبرلين ما زال مُستمرًّا وبوتيرةٍ عاليّةٍ، وفي هذا السياق، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة النقاب عن أنّه بعد إبطاءٍ دام أكثر من سنتين أقرّ البرلمان في برلين الصفقة الضخمة بين ألمانيا والصناعات الجوية الإسرائيلية (وشريكتها شركة إيرباص)، والتي من المتوقع أنْ ترفع التعاون الأمني بين إسرائيل وألمانيا إلى مستوى غيرُ مسبوقٍ، كما أكّدت المصادر السياسيّة في تل أبيب للصحيفة الإسرائيليّة.

وتابعت الصحيفة قائلةً إنّه بحسب الوثائق الرسمية لوزارة الدفاع الألمانية، ستقوم ألمانيا، في إطار الصفقة التي تمّ إقرارها، باستئجار طائرات عملاقة من دون طيار من طراز “هارون تي. بي” الذكية التي في مقدورها أنْ تحمل أسلحة دقيقة. وشدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّ الصفقة المذكورة، التي تُقدّر قيمتها بمليار دولار، تشمل فيما تشمل استئجار 5 طائرات عملانية كهذه، واستخدام طائرتين أخريين بهدف التدريب، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ مدّة الصفقة تصل إلى تسعة أعوام.

علاوة على ذلك، أوضحت المصادر الإسرائيليّة للصحيفة إنّه من المتوقع أنْ تقوم الدولة العبريّة، في إطار هذه الصفقة، بتدريب نحو 100 جندي من سلاح البر الألماني، الـ”بوندسوور”، في قاعدة “تل نوف” التابعة لسلاح الجو الإسرائيليّ، حيث ترابط وحدة الطيران “210- النسر الأبيض” التي تقوم بتشغيل طائرات “هارون تي. بي”، على حدّ قولها.

وساقت الصحيفة قائلةً إنّه على الرغم من أنّه سبق أنْ جاء جنود من سلاح البرّ الألمانيّ إلى دولة الاحتلال للتدّرب على تفعيل طائرات من دون طيار إسرائيلية من طراز “هارون 1” تستخدمها ألمانيا، فإنّ الحديث الآن يجري حول قوّةٍ عسكريّةٍ ألمانيّةٍ ستكون موجودة في قاعدة “تل نوف” طوال فترة استئجار الطائرات الجديدة.

وشدّدّت المصادر، كما ذكرت (يديعوت أحرونوت) على أنّه من المُقرّر وصول القوة الألمانيّة إلى إسرائيل قبل نهاية العام القادم 2019، حيثُ ستقوم برلين بدفع مبلغ 200 مليون دولار إلى إسرائيل كاستدانةٍ أوْ قرضٍ في مقابل استخدام القاعدة الجوية وإجراء التدريبات، كما أكّدت.

ونقلت الصحيفة عن وزيرة الدفاع الألمانيّة قولها إنّ سلاح البر الألمانيّ راضٍ بشكلٍ كبيرٍ عن أداء طائرات “هارون 1″، التي يستخدمها منذ عدة سنوات لأغراض استخباراتية في كلٍّ من أفغانستان ومالي، حيث يوجد جنود ألمان، مؤكّدة في الوقت نفسه على أنّ قدرات طائرات “هارون تي. بي” ستتيح إمكان حماية القوات الألمانية بصورةٍ أفضل، بحسب قولها. ولفتت الصحيفة إلى أنّه من جانبه أشاد رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو أمس بإقرار الصفقة، وقال إنّها تعبّر عن الشراكة الإستراتيجية بين ألمانيا وإسرائيل، وتشهد على قدرات الصناعات الجويّة الإسرائيليّة وما يُمكن أنْ تُقدمّه حتى لدولٍ متطورّةٍ مثل ألمانيا.

يُشار إلى أنّ ألمانيا تقوم بتزويد إسرائيل بالغواصّات الأكثر تطورًا، والقادرة على حمل رؤوسٍ نوويّةٍ، وفي هذا السياق، كان الجنرال المسؤول عن تفعيل الغواصات في سلاح البحريّة الإسرائيليّ، والذي لا يُسمح بنشر اسمه، قال إنّ الغواصّة الجديدة هي آلية معقدّة ومُركبّة جدًا، وبالتالي نحتاج إلى مقاتلين أكفاء لكي يقوموا بتفعيلها، لافتًا إلى أنّه في السنة الماضية قامت الغواصات بتنفيذ العديد من العمليات المُعقدّة، وبناءً على ذلك، حصلت على وسام الشرف من قائد البحريّة الإسرائيليّة، على حدّ قوله.

جدير بالذكر في هذا السياق، بأن هذه الغواصة تتمتع، بحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، بالقدرة على إطلاق صواريخ موجهة تحمل رؤوسًا نووية، وبكونها تُشكّل مركبًا أساسيًا في إستراتيجيًة الضربة الثانية للجيش الإسرائيليّ، في حال تلقّت إسرائيل ضربة ذريّة، بحيث تتوفّر لها القدرة على توجيه ضربةٍ مضادّةٍ.

وقال موقع (WALLA) أيضًا إنّه على الرغم من السريّة التي تُحيط مواصفات الغواصة الجديدة وقدراتها القتاليّة والعسكريّة، إلّا أنّ الجانب الألماني أعلن أنّ طولها يبلغ 69 مترًا، وهي أطول غواصة صنعت في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.