Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 20, 2018
A A A
صفقات الموسم في الميزان: خيارات (غير) صائبة
الكاتب: علي زين الدين - الأخبار

انتهى الموسم الكروي في لبنان. موسمٌ كان يُنتظر منه الكثير على الصعيد الفني، بعد سوق انتقالات عجّ بالصفقات المفاجئة و«الضخمة» نسبياً. أسماءٌ لبنانية عدة توافدت من دوريات الاحتراف إلى الدوري اللبناني، وأسماء أخرى أجنبية. هنا قراءة متأنية في أبرز صفقات الموسم، المميزة منها والمخيّبة.

أحياناً كان الهدف مادياً وأحياناً كان لضمان مكانٍ في تشكيلة مدرب منتخب لبنان المونتنيغري ميودراغ رادلوفويتش، مع اقتراب موعد انطلاق مسابقة كأس آسيا، التي تأهل منتخب لبنان إليها. هذه هي حال الصفقات «المحلية» في العام الفائت. أما أجنبياً، فلم يحضر أي اسمٍ معروف، كحال «التوانسة» ايهاب المساكني ويوسف المويهبي ورضوان الفالحي، أو مواهب جديدة كدومينيك ماندي وايليو مارتينز وكارلوس منديس، الذين عرضوا إمكانياتهم في الدوري المحلي ورحلوا. المواهب، أو الأسماء الكبيرة عموماً، ما زالت مفقودة في الدوري اللبناني.

«كب مصاري»
أكثر من 130 لاعباً بين لبناني وأجنبي تنقّلوا بين أندية الدوري. عددٌ لا بأس به منهم لم تستفد الفرق من خدماتهم، بسبب قلة مشاركاتهم، ما يدلُّ على عشوائية في التعاقدات، في ظل شح مالي تعاني منه الإدارات، خاصة تلك الموجودة خارج العاصمة. أبرز هذه الأسماء تلك التي انتقلت بالإعارة، كجاد الزين وجمال خليفة وحسين حيدر في الصفاء، الذين لم تتعدَّ مشاركة أي منهم التسع مباريات. في الصفاء أيضاً، لم يلعب المدافع مصطفى الخطيب القادم من الشبيبة المزرعة سوى مباراتين، كحال أمير لحاف، الذي خاض مجموع نحو ثلاث مباريات فقط.
في زغرتا، لم يُشرك المدرب التونسي ماهر السديري الشاب يوسف عتريس سوى في مباراة واحدة، فيما نال زميله عبدالله مرحبا فرصة المشاركة بمجموع دقائق أقل من ثلاث مباريات، مثل محمود الزغبي القادم من الأنصار. وفي الجبل، أثّرت إصابة الحارس أحمد التكتوك على مشاركته مع الاخاء الاهلي عاليه، فلم يلعب أي مباراة، لينتقل في مرحلة الإياب إلى النبي شيت. ومثله زميله الجديد الحارس أحمد القرحاني القادم من الاجتماعي، الذي لم يخض إلا مباراة واحدة في ختام الدوري. أيضاً سلطان حيدر المنتقل من الصفاء، لعب مجموع دقائق نحو مباراتين.
حتى في النجمة، انتقل الظهير الأيمن حمزة عبود من الأنصار دون الاستفادة من خدماته، فلم يخض أي مباراة في الدوري، مثله مدافع الاخاء السابق أحمد يونس. أما الضربة الأكبر، فكانت من نصيب الأنصار، الذي ضم المدافع عبدالله طالب بمبلغ فاق الـ130 ألف دولار، من دون أن يشارك في التمارين حتى، بسبب الإصابة التي كان يعاني منها. طبعاً، هذا كله محلياً، أما على صعيد اللاعبين الأجانب، فالمصيبة كانت أكبر، حتى مع مشاركات اللاعبين الكثيرة. أسماء أخرى لم تقدّم المستوى المأمول طوال الموسم، كأحمد جلول مع النجمة ومحمد جعفر مع الصفاء وخالد تكه جي مع الأنصار.

معتوق و«أونيكا» نجما «المركاتو»
لم يخيّب كابتن منتخب لبنان تطلعات جماهير النجمة التي عقدت آمالها عليه بالمنافسة على الألقاب. صاحب الرقم 10 الذي كان أول القادمين من الخارج احتلّ صدارة صانعي الأهداف مع ختام الموسم، بصناعته 14 هدفاً، مسجلاً 12 هدفاً، كثاني أفضل هدافٍ مشاركة مع لاعب العهد حسن شعيتو. معتوق الذي حمل عبء المساهمة بمعظم انتصارات فريقه، من المتوقّع أن يتوَّج موسمه بجائزة أفضل لاعب، خاصة إذا قاد «النبيذي» إلى لقب كأس لبنان، علماً أنه رفع كأس النخبة.
لاعبٌ آخر سرق الأضواء ونافس بشراسة على صدارة صانعي الأهداف، هو عباس عطوي «أونيكا»، الذي انتقل من العهد إلى الأنصار. على الرغم من وصوله إلى عامه الـ33، إلا أن لاعب الوسط أبدع في إيصال مهاجمي فريقه إلى المرمى، وكان لهداف الدوري، السنغالي الحاج مالك تال حصة كبيرة من تمريراته، إذ سجل خمسة من أهدافه بصناعة حامل الرقم 10.
بطل لبنان العهد أبرم صفقات ناجحة أيضاً، أبرزها الغاني عيسى يعقوبو، أحد أفضل أجانب الدوري، على قلّتهم. ومثله فعل الصفاء صاحب المركز الثالث، بتعاقده مع الكاميروني إرنست أنانغ والمدافع الدولي جاد نور الدين. جاره الاخاء لم يستفد كثيراً من صفقاته، ولو أن المغربي ربيع هوبري فرض نفسه كأحد أفضل المدافعين في الدوري. كما فعل السنغالي مامادو سيلا مع الشباب العربي. أما في الجنوب، يمكن اعتبار التضامن صور الأفضل في «المركاتو»، بتعاقده مع لاعبين ساهموا كثيراً بانتصارات الفريق، فيما غاب الإصلاح البرج الشمالي عن الواجهة، كحال النبي شيت البقاعي، وطرابلس الشمالي، ولو أن حسن كوراني الذي انتقل بالإعارة لموسم واحد كان حالة استثنائية.

العهد الأكثر ذكاءً
اتبع العهد استراتيجية الموسم الماضي في التعاقد مع اللاعبين، فكان النادي الأقل إبراماً للصفقات، إذ وزّعت الإدارة الميزانية المخصصة لهذا الشأن على عدد محدود من اللاعبين الذين يحتاج إليهم الفريق، فكانت الصفقة الأولى استقدام حارس المنتخب الأول مهدي خليل، الذي حافظ على نظافة شباكه 11 مرة، أكثر من أي حارسٍ آخر. كما ضم سمير أياس، صاحب الهدف الأغلى لبطل لبنان هذا الموسم، والوجه المعروف في الدوري، الغاني عيسى يعقوبو، حتى بات يملك فريقين في خط الوسط. صفقة العهد المخيّبة كانت المهاجم السنغالي إبراهيما ديوب، الذي شارك في 18 مباراة ساهم خلالها بتسجيل سبعة أهداف فقط. كما لم يستفد الفريق من انتقال المدافع علي السعدي إلى صفوفه، بعدما استغنى المدير الفني باسم مرمر عن خدماته.

التضامن المستفيد الأول
عرف المدير الفني للتضامن صور جمال طه النقص في فريقه، وباشر بتعاقداته مع لاعبين لتعويض النقص. ضم الحارس رضوان كساب الذي عوّض غياب الشاب هادي خليل بسبب الإصابة، واستقدم الظهير الأيسر شادي سكاف، وصانع الألعاب محمد عطوي والمهاجم محمود السبليني. الأخيران انتقلا بالإعارة، لكنهما ساهما بتسجيل ثمانيةٍ من أهداف الفريق الـ25، فيما تكفّل المهاجم العاجي كريست ريمي، الذي لعب تحت قيادة طه سابقاً، بتسجيل عشرة أهداف وصناعة أربعة أخرى، ثلاثة منها لم يسجلها الثنائي عطوي وسبليني. وتعاقد مع الغاني كوفي يبواه في الوسط والمدافع السنغالي داوودا ديوب. هذا الثلاثي الأجنبي هو الوحيد إلى جانب ثلاثي العهد الذي لم يتغيّر بين مرحلتي الذهاب والإياب.

«خبصة» الشباب العربي
أحد أبرز عناوين الموسم، كان المبلغ المالي الذي دفعته إدارة الشباب العربي، في سوق الانتقالات. أكثر من مليون دولار لم تُبقِ الفريق في الدرجة الأولى، وذلك بسبب التعاقدات العشوائية وتفريغ الفريق من اللاعبين الذين صعدوا به إلى الدرجة الأولى. أضخم الصفقات كانت تلك التي دُفعت مقابل الظفر بكابتن النجمة السابق عباس عطوي، الذي استغنت الإدارة عن خدماته في منتصف الموسم. كما ضم النادي حسين العوطة ومحمد شمص ومحمد حمود وأحمد الخطيب ومحمد باقر أيوب وقاسم مناع ومحمد قدوح وحسن حسين، وغيرهم من اللاعبين الشباب الذين استقدموا على سبيل الإعارة، كحسن مهنا ومصطفى كساب ودانيال عباس. فيما خيّب أربعة من الأجانب الآمال، فلم يبقَ مع الفريق إلا السنغالي مامادو سيلا، وغادر الغاني كوفي بواكيه والبرازيلي جوناثان بيريرا والأرجنتيني لوكاس غالان والسوري خالد الصالح.
*

لم يخيّب كابتن منتخب لبنان تطلعات جماهير النجمة (عدنان الحاج علي)