Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر July 2, 2021
A A A
صرخة الفاتيكان لإنقاذ لبنان..
الكاتب: نون - اللواء

مبادرة البابا فرنسيس بإقامة صلاة الرجاء من أجل لبنان الغارق في أزماته، أكدت مرة أخرى حجم الإهتمام الخارجي، الفاتيكاني والدولي، بوطن «الرسالة» والتجربة الفريدة من نوعها في الشرق العربي، في الوقت الذي يُمعن فيه الساسة اللبنانيون في صراعاتهم وكيدياتهم، على حساب هذا الشعب المقهور.
الكلمة التي ألقاها البابا كانت صريحة وواضحة في توجهاتها وفي تحديد أهدافها، وفي وضع اليد على الوجع اللبناني بشكل مباشر، من خلال محورين رئيسيين: المحور الأول، إنتقاده اللاذع للسياسيين اللبنانيين من خلال دعوتهم للعمل من أجل الوطن، لا من أجل مصالحهم الشخصية والأنانية، مديناً بذلك فساد المنظومة السياسية وفشلها في إدارة شؤون البلاد والعباد، وتسببها في إفلاس البلد وإفقار اللبنانيين.
المحور الثاني، توجهه المباشر إلى القوى الخارجية ودعوته لوقف تصفية حساباتها على الأرض اللبنانية، وإقحام وطن الأرز في صراعات لا دخل للبنان فيها، بل تسببت بأضرار بالغة للشعب اللبناني.
لعلها من المرات النادرة التي يتوجه فيها المرجع المسيحي الأول في العالم بمثل هذا الأسلوب المباشر إلى الأطراف السياسية اللبنانية، ويحثها على التخلي عن فسادها ومصالحها الضيقة، والعمل بجدية في خدمة لبنان، وإنقاذ اللبنانيين من المهاوي والأزمات التي يتخبطون فيها منذ أكثر من سنة.
رغم الأهمية المعنوية البالغة لليوم اللبناني الطويل في الفاتيكان، فإن تحقيق أهداف المبادرة البابوية يتطلب أن يشق خطاب البابا فرنسيس طريقه إلى عواصم القرار القادرة على التحرك فعلياً على الأرض، للضغط على المسؤولين ومساعدة اللبنانيين على الخروج من هذا النفق الطويل، الذي أوصلتهم إليه الطبقة السياسية الفاسدة، التي نهبت وهدرت المليارات من الدولارات، ولم تأخذ بنصائح الدول المانحة، ولم تحترم تعهداتها بتنفيذ الإصلاحات الإدارية والمالية التي وعدت بها، وخاصة في مؤتمر سيدر.
لقد أطلق الفاتيكان صرخة مدوّية لإنقاذ لبنان .. فهل تلقى التجاوب المطلوب داخلياً وخارجياً؟