Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 21, 2016
A A A
صراع العرب على باب المندب
الكاتب: أشرف كمال - سبوتنيك

يعتبر مضيق باب المندب، واحد من أهم ممرات النقل البحري الرابط بين أوروبا والبحر المتوسط والمحيط الهندي وشرقي أفريقيا، كما يعتبر من أبرز الأسباب التي وضعت اليمن في مكانة استراتيجية مهمة من خلال السيطرة على الممر،

بينما تنتشر القواعد العسكرية الأجنبية بالقرب من المضيق خاصة في جيبوتي لمنع أي محاولة لإعاقة حركة الملاحة الدولية، وتجنب أي تأثير سلبي على حركة التجارة العالمية.

وترتبط أهمية باب المندب بممرات أخرى مثل قناة السويس في مصر، ومضيق هرمز اللذان تمر من خلالهما ناقلات النفط العملاقة لإمداد أوروبا بالنفط في ظل تزايد الاعتماد على نقط دول الخليج.

الوطن العربي - مضيق باب المندب

عسكرة المنطقة
دفعت الحرب في اليمن إلى تعزيز التواجد العسكري الدولي في المنطقة، حيث توجد قواعد عسكرية من دول مختلفة في المنطقة بهدف حماية مصالحها الاستراتيجية اقتصاديا وعسكريا  وسياسيا، إلى جانب انتشار واضح لأساطيل الدول العظمى والإقليمية والقوى الكبرى لمراقبة خليج عدن وحماية الممر المائي من عمليات القرصنة، فضلا عن تطورات الحرب في اليمن الذي يواجه صراعا وحربا تدور رحاها بين قوى محلية مدعومة بأخرى إقليمية ودولية.

حقيقة التواجد العسكري الفرنسي في بلاد العرب
القاعد العسكرية الفرنسية هي الأكبر في القارة الأفريقية، وتتمرز القوات في جيبوتي التي تقع على الجانب الغربي من المضيق، ومهمة هذه القوات تتمثل في حماية حركة التجارة عبر مضيق باب المندب، وهي تضم 2735 عسكرياً، يتمركز منهم 1576 بشكل دائم في جيبوتي، بينما يقوم 1159 آخرون بمهام قصيرة الأجل في المنطقة.

ثم تأتي القاعدة العسكرية الأميركية “ليمونير” في جيبوتي، التي أنشأت عام 2007، وهي مسؤولة عن العمليات والعلاقات العسكرية مع الدول الأفريقية، وبلغ تعداد قواتها ما يقرب من 4 آلاف جندي، وأصبحت مقرا لقوات “أفريكوم” في المنطقة، ومهمتها مراقبة المجال الجوي والبحري والبري للسودان وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا، واليمن.

أما التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، ويضم الإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول الأخرى، فيواجه خلافات سياسية ربما تؤثر على مستقبل اليمن، بينما تشير تقارير المراقبين إلى بوادر انفصال جنوب اليمن وعدم الاعتراف بشرعية الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والمشاركة في عمليات التحالف الذي تقوده السعودية، والحديث عن فشل الوحدة بسبب النزعات القبلية وجرائم الحرب التي تركتب في حق اليمنيين.

صراع العرب على باب المندب
العودة باليمن إلى ما قبل العام 1990 بات سيناريو مفتوحا أمام تطورات الأحداث الميدانية والسياسية حول اليمن، وفي ظل الدور الأكبر للرياض وأبو ظبي في إطار التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، فإن الخلافات السياسية والأهداف المرجوة في اليمن ما بعد انتهاء الأزمة، تبدو واضحة بين البلدين، بينما يقف ميناء عدن الذي يطل على باب المندب في صدارة استراتيجية الإمارات التي دفعتها للمشاركة في هذا التحالف. وانقسام اليمن ربما يحقق بعض ما تستهدفه أبو ظبي، بينما تعمل الرياض على إحباط أي دور إقليمي في المنطقة تعتبره عائقا أمام محاولات بسط النفوذ على اليمن الذي يمثل عنصرا مهما في المعادلة السعودية التي لا تستقيم في حال انقسم اليمن وأصبح للإمارتيين تواجد اقتصادي على أقل تقدير في الجنوب، في امتداد لأعمال شركة “موانئ دبي العالمية”.

انقسام اليمن إلى جمهوريتين في الستينيات من القرن الماضي

انقسام اليمن إلى جمهوريتين في الستينيات من القرن الماضي
دخلت شركة “موانئ دبي العالمية” في مفاوضات مع ميناء عدن خلال حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبسبب الأحداث الجارية تجمدت المشاورات، بينما أكدت “موانئ دبي العالمية” خلال تشرين الأول من العام الماضي عن خطة لإحياء المفاوضات مرة أخرى، وذلك من خلال تصريحات رئيس مجلس إدارة “موانئ دبي العالمية”، سلطان بن سليم “نحن ندرس المجالات التي يمكننا أن نساعد فيها جارتنا في مبادراتها لاستعادة البنية التحتية التجارية والبحرية المهمة في عدن، ونتطلع إلى تطوير مناقشاتنا في المستقبل القريب”.

الخلاصة
بركان الخلافات السعودية الإماراتية حول اليمن، الذي إذا انفجر سيُزيد الوضع تعقيدا، في ضوء تطورات المشهدين الميداني والسياسي، وفشل الحوار الذي تقوده الأمم المتحدة، وإن مساع الإمارات لتعزيز تواجدها في الجنوب خصوصا في عدن والمكلا وحضرموت، وفي جزيرة “سقطرى” يثير قلق السعودية التي تسعى إلى فرض رؤيتها على اليمن، في ظل ما يشهده باب المندب من انتشار غير مسبوق للقواعد العسكرية الأجنبية في المنطقة، التي وإن كان تواجدها يوفر الأمن والسلامة لحركة الملاحة الدولية، إلا أن صراع النفوذ على المنطقة ينذر بخطر شديد، وحين ذاك فإن حمم البركان لن تستثني أحدا.