Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر January 4, 2023
A A A
صانع عالمية لبنان الموسيقية في ذكراه الثانية
الكاتب: بقلم الكاتب والباحث والناقد تشارلي سميا

إذا أردنا أن نستذكر في كل ذكرى من مطلع كل عام مآثر الياس الرحباني على الموسيقى بشكل كامل, نبقى طوال العمر في هذا الإستذكار ولا نوافيه حقه. موسيقار الأكوان, ملك الميلوديا, صاحب الشمولية الامحدودة في الموسيقى. منهجية التفكير الخاصة به لم تعطي له حتى إمكانية معرفة نفسه في شموليته, حيث إستطاع أن يدخل بموهبته إلى كل مجالات الموسيقى في العالم وجارى كل الأجيال الموسيقية في موسيقاه. كان يدخل إلى عقول المستمعين الشباب الجارين وراء الموسيقى الريتمية الراقصة, فيحيك ما يناسب الجو مع الحفاظ على التأليف الموسيقي. تاريخه يشهد, لو بقي اليوم بيننا ومهما ظهر من تحديات جديدة طارئة على الموسيقى حتى من الأجيال الأكثر يفاعة”, جعل من نفسه يافعاً مثلهم ليحاكيهم بجيلهم. النهر الغزير الذي لا ينشف, وما كان ينوي فعله وما كان بحوزته يحتاج إلى عمر ثاني حتماً. أسلوبه العالمي ألغى جغرافية الموسيقى. إجتازت موسيقاه السحب ووصلت إلى جميع الفئات ,الأعمار والدول. كان يغزل وينسج الموسيقى بحنكة وفذاذة لا مثيل لهما. فكل أعماله في شتى المجالات, الفنية, السياسية,الإذاعية…. الشرقية والغربية أثرّت بشكل كبير وبشكل أكبر من أي كان على الجماهير وما زالت لغاية اليوم إلى الأبد. موسيقاه تتناغم في الآذان وأغانيه تتردد على كل شفة ولسان بشكل يومي. إن ما قدمه ولده غسان في الكونسرات في سوريا والسعودية هي خير دليل على أثر والده وأزليته. رحل الياس وترك الشعلة لغسان وجاد لينيروا سماء الموسيقى بأضواء ألحانهم وكلماتهم.