Beirut weather 18.36 ° C
تاريخ النشر April 12, 2021
A A A
شيخ العقل في رسالة رمضان: بتنا نخجل من تكرار الحض على المحافظة على الثوابت الوطنية

– وجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، رسالة جاء فيها:
“يهل علينا، على وطننا المستباح وشعبه المتألم، شهر الرحمة والفضل، شهر النعمة الربانية التي بنورها تبددت ظلمة الجاهلية وانبلج الحق انبلاجا ماحقا لكل انحراف وافتئات وبطلان.

وأي رحمة أجل من نعمة يقظة النفس من غفلتها وسجون أوهامها ومطامعها نحو حريتها بالعدل والحكمة وإرادة الخير لمخلوقات الله في أرضه. وأي نعمة أشرف من أن يتنبه الفرد من طوق الخضوع لأهواء نفسه الأمارة بالسوء، نحو وعيها الإنساني لشرف الفضيلة وأعمال البر والتزكية؟ وأي فضل أعظم مما أوتي من رب العباد في هذا الشهر “وأنزلنا إليكم نورا مبينا”.

والصوم نعمة بمقاصده الموصولة بحرمة هذا الشهر. هو وقوف أمام المنعم والنعمة حمدا وشكرا، بالصلاة وبالتسبيح، بالتقوى وبالاستشعار، بالحضور المهذب بالذكر وبالرضى، بالنية الطيبة تجاه الذات وتطهيرها من كل سوء، وتجاه الجماعة الإنسانية بالمشاركة والألفة والمبادرة الخيرة، حيث حقل الثمرات التي أرادها الله تعالى للإنسان شهادة له على خياره اللائق بمعناه في دروب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

لن نفتقد رحمة الله الواسعة في بلد صيره، من هم في محل واجب رعايته، مستحيلا. هذا أمر عجب. كيف يمكن لهؤلاء أن يكرسوا ما تختلقه مخيلاتهم وحصائد نفوسهم حفاظا على المسالك الوعرة التي لا تفتح بابا من أبواب الأمل، لشعب سوف يقف قريبا في اللحظة الزمنية التي تسجل مرور نصف قرن على استمرار حروبه وحروب الآخرين فوق أرضه وفي وطنه؟ بل كيف يمكن أن تصير مسألة تدبير إدارته عبر تشكيل حكومة وفق مواد دستوره من معجزات الأمور؟ وكيف يمكن أن تؤول الأمور إلى المراوحة المديدة في حقل التجاذب الهدام الذي أطاح بكل ما كان يفخر به لبنان بين الأمم حتى صار بينها مدعاة رثاء وشفقة؟ أي صورة يمكن تقديمها عن الحال البائسة المستدامة لبلدنا بفضلكم غير هذه؟ بتنا نخجل من تكرار الحث على المحافظة على الثوابت الوطنية والحياة المؤتلفة بكل عناصر الإجتماع اللبناني الفريد، والدعوة إلى الرشد والإحساس بالمسؤولية والمبادرة إلى شيء من الصواب، بل بات لدينا الشعور بأن الآذان تأنف من سماع كلمة الحق والتعقل والرزانة. وبالطبع كم هو الأمر معيب لو تعلمون.

رمضان كريم، شهر خير ورحمة. وبالخير والرحمة لواذ بالضمير والوجدان، وهذا يعني في ثمرات الحياة تعاون الناس في ما بينها بالرفق والتواد ولسان حالها في الفكر والقلب يردد قولا وعملا “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”.

والإيمان لا تزعزعه سفاسف الظالمين “فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين”.