Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر August 25, 2021
A A A
شرب الكميات الكافية من الماء يومياً يمكن أن يمنع الإصابة بعجز القلب
الكاتب: الشرق الأوسط

قبل ثلاثة أيام من انعقاد مؤتمرها الطبي السنوي، نشرت جمعية القلب الأوروبية تفاصيل إحدى الدراسات اللافتة للنظر، التي سيتم تقديمها خلال فعاليات المؤتمر السنوي لجمعية القلب الأوروبية ESC Congress 2021 في الفترة ما بين 27 و30 أغسطس (آب) الحالي. وأفادت نتائج هذه الدراسة بأن الحفاظ على تروية جيدة للجسم طوال الحياة، بشرب الكميات اليومية الكافية من الماء، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بعجز القلب Heart Failure.

ووفق ما تم نشره في 24 من الشهر الحالي على الموقع الإلكتروني لجمعية القلب الأوروبية، قالت الدكتورة ناتاليا ديميتريفا، من المعهد القومي للقلب والرئة والدم بالولايات المتحدة والباحث الرئيسي في الدراسة: «تشير النتائج إلى أننا بحاجة إلى الانتباه إلى كمية السوائل التي نتناولها كل يوم، واتخاذ إجراءات إذا وجدنا أننا نشرب القليل جداً».

وتتراوح التوصيات الخاصة بتناول السوائل يومياً من 1.6 (واحد فاصلة ستة) لتر إلى 2.1 (اثنين فاصلة واحد) لتر للنساء، و2 إلى 3 لترات للرجال. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات الطبية الاستقصائية في جميع أنحاء العالم أن كثيراً من الناس لا يلبّون تروية أجسامهم بالماء حتى بالكميات الأدنى من هذه النطاقات. وتفيد المصادر الطبية بأن نسبة الصوديوم في الدم هي مقياس دقيق لمستوى حالة تروية الجسم بالسوائل اللازمة، وعندما يشرب المرء كمية قليلة من السوائل يزداد تركيز الصوديوم في الدم. وحينئذ يحاول الجسم جاهداً الحفاظ على الماء المتوفر داخله، وتنشط (في أثناء تلك المحاولات) العمليات المعروف دورها السلبي في المساهمة في تطور حالة عجز القلب.

وقالت الدكتورة دميتريفا: «من الطبيعي أن نعتقد أن الماء والصوديوم في الدم يجب أن يتغيرا يوماً بعد يوم، اعتماداً على الكمية التي نشربها كل يوم من الماء. ومع ذلك، يظل تركيز الصوديوم في الدم ضمن نطاق ضيق على مدى فترات طويلة، والذي من المحتمل أن يكون مرتبطاً بما هو مُعتاد من المرء في استهلاك السوائل».

وفحصت هذه الدراسة ما إذا كان تركيز الصوديوم في الدم في مراحل منتصف العمر، كمقياس لعادات المرء في تروية جسمه بالماء، يتنبأ بمدى احتمال تطور حصول حالة عجز القلب بعد 25 سنة تالية. وقام الباحثون أيضاً بفحص العلاقة بين مستوى تروية الجسم وسماكة جدران حجرة الضخ الرئيسية للقلب، وهي البطين الأيسر. ويسمى تضخم سماكة جدار البطين الأيسر «تضخم البطين الأيسر Left Ventricular Hypertrophy»، وهو بالفعل مقدمة لتشخيص عجز القلب إكلينيكياً.

وفي مراحل إجراء الدراسة، تم إجراء التحليل على نحو 16 ألف شخص بالغ، ضمن المشمولين في دراسة «مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات» ARIC Study. وكانت أعمار المشاركين تتراوح ما بين 44 و66 عاماً عند بدء المتابعة، وتم تقييمهم على مدار خمس زيارات حتى بلوغ سن 70 إلى 90 عاماً.

وتم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات بناءً على متوسط تركيز الصوديوم في الدم، عند زيارات المتابعة الأولى والثانية خلال الدراسة (أُجريت في السنوات الثلاث الأولى). ولكل مجموعة في مقدار نسبة الصوديوم، قام الباحثون بعد ذلك بتحليل نسبة الأشخاص الذين أُصيبوا بفشل القلب وتضخم البطين الأيسر عند الزيارة الخامسة بعد 25 عاماً من بدء الدراسة.

ولاحظ الباحثون في نتائج دراستهم أن ارتفاع تركيز الصوديوم في الدم في منتصف العمر، ارتبط بشكل مباشر مع الإصابة بفشل القلب وتضخم البطين الأيسر بعد 25 عاماً. كما ظل مستوى نسبة الصوديوم مرتبطاً بشكل كبير بفشل القلب وتضخم البطين الأيسر حتى بعد تعديل تأثير العوامل الأخرى المعروف ارتباطها بالأصل في تطور حصول الإصابة بضعف القلب، مثل: زيادة العمر، وارتفاع ضغط الدم، وتدهور وظائف الكلى، واضطرابات كوليسترول الدم، ومستويات نسبة جلوكوز الدم، ومؤشر كتلة الجسم، والجنس، وحالة التدخين.

وقالت الدكتورة دميتريفا: «تشير النتائج إلى أن التروية الجيدة للجسم بالسوائل طوال الحياة، قد تقلل من خطر الإصابة بتضخم البطين الأيسر وفشل القلب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن اكتشافنا أن تجاوز الصوديوم في الدم مقدار 142 مليمول/ لتر يزيد من مخاطر الآثار الضارة في القلب، قد يساعد في تحديد الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من تقييم مستوى التروية بالماء لديهم».