Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 3, 2018
A A A
شربل نحاس: لا يمكن أن يكمل البلد بالمراهنة على التأجيل

استضاف “مجلس بعلبك الثقافي” الأمين العام لحركة “مواطنون ومواطنات في دولة” الوزير السابق شربل نحاس، في لقاء حواري أقيم في قاعة “جمعية الشبيبة الخيرية” في بعلبك، تحت عنوان “الأزمة الاقتصادية في لبنان ذنوبهم ومسؤوليتنا”، في حضور راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال وفاعليات.

و اعتبر نحاس أن “الانتخابات النيابية الأخيرة حصلت بفعل تغيرات شهدتها المنطقة، وبفعل تسوية داخلية حكمتها متغيرات خارجية، فقد تم التكيف مع ترتيب خارجي وضمن هذا التكيف تم إقرار قانون الانتخابات، ومؤتمر سيدر كان همروجة إعلامية لإعطاء دفع قبل الانتخابات، وقد جاءت الانتخابات لاستعادة الثقة”.

وقال: “الانتخابات كانت محكومة بشعار القوة، وجرى التركيز على شعار القوة، وتشير الدراسات الواقعية التي تأخذ بعين الاعتبار اللبنانيين المقيمين، بأن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت فعليا حوالي 80 بالمئة، وفي الدول التي تعتمد الاقتراع الإلزامي وتفرض غرامات على الذي لا يلتزم، لا تصل فيها نسبة الاقتراع إلى هذه النسبة المرتفعة، وأكبر مشاركة، خلافا لما يشاع، كانت في مدينة بيروت، ومجرد حصول الانتخابات يعني اتفقوا، يعني هناك هدنة، الانتخابات بمثابة مبايعة لتمديد الهدنة، وتأجيل منطق القلق”.

أضاف: “الشيعة في بعلبك الهرمل صوتوا بنسبة 93% لتحالف حزب الله وأمل، والسنة منحوا تيار المستقبل 48% من أصواتهم و21% لتحالف أمل وحزب الله و5% للأحباش، أما الموارنة فقد منحوا 83% من الأصوات إلى القوات اللبنانية و11% إلى أمل وحزب الله، و4% إلى التيار الوطني الحر، في حين أن الكاثوليك توزعت نسب أصواتهم كالتالي: 43% للقوات 24% للتيار الوطني الحر و25% لتحالف أمل وحزب الله. أما على صعيد لبنان فمن أصل أصوات الشيعة 85% لتحالف أمل وحزب الله، ولدى السنة حصل تيار المستقبل على نسبة 48% من الأصوات، و12% لتحالف أمل وحزب الله، وعلى صعيد المقترعين الموارنة حصل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على نسبة 65%، و13% لتحالف أمل وحزب الله، و6% لحزب الكتائب”.

وتابع: “السلوك كان احتفاليا من باب المشاركة الكثيفة، والإحجام عن الترشيح، وهما نتيجتان للأمر ذاته ألا وهو ضغط القلق والخوف، لذلك دعم الناس زعماءهم ليكونوا أقوياء، وبعد الاطمئنان بمرور القطوع الذي أسموه استحقاقا، عادوا إلى القصة العادية بأن الحالة الاقتصادية خربانة”.

وأردف: “لا يمكن أن يكمل البلد بالمراهنة على التأجيل، هناك ضرورة لكي يتحمل كل زعيم مسؤوليته، ولا بد فورا من اتخاذ قرار سياسي إرادي عنوانه توزيع عادل للخسائر والأضرار، وتوزيع الخسائر لا يكون كيفما كان، لأن التغاضي عن الخسائر هو تعظيم لها، الذين “عبوا” كثيرا عليهم التضحية أكثر من غيرهم. وينبغي أن نركز على دعم القطاعات الإنتاجية ونحرص على بقاء الشباب في البلد. هذا خيار يحتاج إلى جرأة كبيرة تستدعي ممن يشغلون مواقع القرار أن يتحملوا مسؤوليتهم في المبادرة إلى اتخاذ هذا الخيار، فترة الهدنة انتهت، وحتى مقدرات الاستمرار بالهدنة لم تعد موجودة”.

وختم: “نحن قادرون على بناء دولة نكون فيها جميعا مواطنين ومواطنات، وليس طوائف وعشائر، والمطلوب ثلاثة أمور: المعرفة والجرأة والفاعلية”.

ودار حوار بين نحاس والحضور.