رأى الدكتور في التاريخ السياسي والمحلل السياسي شارل رزق الله في حديث خاص لموقع “المرده” أن “اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من المملكة العربية السعودية يشكل سابقة لم تحصل في تاريخ لبنان السياسي وتمت في المملكة العربية السعودية بإيعاز من أصحاب القرار على الساحة الدولية”، لافتا الى انه دستورياً وبموجب المادة 53 من الدستور، الفقرة الخامسة، يحق لرئيس الجمهورية ان يصدر منفرداً مرسوم قبول استقالة الحكومة او اعتبارها مستقيلة والمادة 69 تشير الى كيفية استقالة رئيسها وتقدم الاستقالة شفهيا أو خطياً. ووحده رئيس الجمهورية يقرر موقفه من الاستقالة. ومن الممكن قبولها حتى ولو أعلنت من خارج لبنان.
وأوضح انه “إذا استقال رئيس الحكومة بمفرده تنتقل الصلاحيات الى نائب الرئيس فتصبح الحكومة حكومة تصريف أعمال في غياب الرئيس ويعطى نائب رئيس الحكومة الصلاحيات المحددة والكاملة لرئيس الحكومة ولكن لا يمكن ان تستمر حكومة تصريف الأعمال لمدة طويلة لأن العرف في لبنان يقضي أن يتبوأ منصب رئاسة الحكومة سنيا وليس مسيحيا”.
أضاف “ويمكن قبول الاستقالة حتى ولو أعلنت من خارج لبنان ولكن من دون اي ضغط أو اكراه لأن رئيس مجلس الوزراء يتمتع بحصانة. وما حصل للرئيس الحريري يطال كرامة الدولة اللبنانية بل الوطن بأسره”.
وأشار رزق الله الى ان الوضع الأمني لا يحسد عليه مستبعدا في الوقت الحاضر حدوث أي شيء مخل بالأمن، “حتى ان اسرائيل لن تشهر الحرب. لكن يمكننا القول إن لبنان يمر في أزمة”. متسائلا في هذا الاطار: “ولكن هل سيؤدي الوضع الى حصار أميركي سعودي خليجي على لبنان فيزداد الوضع الاقتصادي سوءاً؟ وهل يكون الحصار المدخل الى إثارة الرأي العام اللبناني على “حزب الله”؟ وبالتالي مقدمة لحملة عسكرية ضد “حزب الله” تكون فيها إسرائيل رأس الحربة؟