Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر August 26, 2017
A A A
شادي المولوي: “لا أريد سوى الخروج من لبنان”
الكاتب: أسرار شبارو - النهار

عرف بالرقم الصعب في طرابلس، قبل أن يتحوّل إلى أحد أهمّ المطلوبين للدولة، بعد اتهامه بالقتال ضد الجيش، وبتشكيل شبكات إرهابية وإدارة عمليات انتحاريّة والتخطيط لضرب ثكنات عسكرية. برز اسمه مع أحداث باب التبانة وبداية الحرب السورية، قبل أن ينتقل إلى مخيم عين الحلوة، من دون أن تغفل عين الإعلام والقوى الأمنية عن متابعته.. هو شادي المولوي ابن منطقة الحديد الشمالية، الذي عرف بتشدده الديني و”دفاعه عن أهل السنّة في لبنان وسوريا”.

“تشدّد” منذ الصغر
ما إن بلغ المولوي الـ20 من عمره حتى تمكّن من جذب الأضواء إليه، بعدما سجن في عام 2007 بتهمة محاولة السفر إلى العراق. خرج بعد عامين من السجن، شاباً متشدّداً دينياً، ومع اندلاع الثورات في العالم العربي، من ليبيا إلى تونس ومصر فسوريا، اتخذ طريق “الجهاد” خياراً، مواقف عدّة جعلت منه بطلاً قبل أن يزجّ به في خانة الإرهاب.
في عائلة مؤلفة من شابّين وفتاة ترعرع المولوي في منطقة القبّة في طرابلس، درس في مدرسة الفرير من دون أن يكمل علمه. عمل لدى خاله علي جوهر في مكتبة لبيع القرطاسية، قبل أن يتغيّر منهج حياته. والدته ممرضة موظّفة في وزارة الشؤون الاجتماعية ومعلّمة، ووالده مجدي متعهد كهرباء وموظف في شركة قاديشا. تزوّج بعد خروجه من السجن، رزق بآدم، عبد الرحمن، جنان، وغزوة التي توفيت عن عمر خمسة أشهر نتيجة إصابتها بشلل نصفي.

مسيرة “حافلة”
مسيرة حياة ابن الثلاثين عاماً رواها لـ”النهار” أقرب المقرّبين إليه، قائلاً: “في عائلة محافظة دينياً تربّى المولوي، إلا أنه سلك طريق التشدد بعد إنهاء خدمته العسكرية عام 2007، فقد انضمّ إلى الجيش في عام 2005 لأداء الخدمة الإجبارية قبل أن يتطوّع فيه لسنة، حيث شارك في صفوفه خلال حرب تموز”. وأضاف: “بعدما اندلعت الحرب في سوريا، تعاطف مع النازحين وأبناء الشعب السوري الذي تعرّض لظلم بشار الأسد وشبيحته، وصولاً إلى الخروج إلى أرض الشام، لا سيما المناطق الحدودية في القصير وغيرها. شارك مع “الجيش الحرّ” في بعض الأعمال اللوجستية، ساعد الثورة بالسلاح والموادّ الغذائية، قبل أن يعود ويعتقله الأمن العام في كمين داخل مكتب الصفدي. وقف معه كثيرون من أهل طرابلس. تظاهروا حتى خروجه، ليبدأ بعد ذلك الحديث عن انتمائه إلى “جبهة النصرة” وتنظيم “القاعدة”، عندها قرر الخروج للمرة الثانية إلى أرض الشام، لكن المشايخ وعلماء أهل السنّة رفضوا لأنّ طرابلس أولى بأبنائها من سوريا، رضي بذلك لحماية أهل السنّة وردّ الظلم عنهم”.

معارك وانكفاءات
وقال صديق المولوي: “في هذه الفترة، حصل تفجيرا مسجدي التقوى والسلام، شاركنا مع المشايخ بحماية المناطق السنّية، وشاركنا في المعارك الدائرة بين جبل محسن وباب التبانة بشكل فردي، من دون أن نتلقّى أوامر سياسية ولا أمنية رغم أنّ العروض كانت كثيرة، لا بل إن أسماء أمنية بارزة كانت تهاتفنا تعرض علينا مساعدات من دون أن تجد قبولاً من طرفنا، عندها حاكوا لنا المؤامرات”. وأضاف: “بدأت الخطط الأمنية، انكفأنا وخرجنا إلى منزل الشيخ سالم الرافعي، برضى مدير استخبارات الشمال وبعلم مفتي الجمهورية وعلم مسؤول فرع المعلومات، حينها كان يعدّ لخروجنا من لبنان إلى تركيا ومن هناك إلى أوروبا أو سوريا لكن لم يحصل ذلك. عدنا إلى بيوتنا، بدأت خطة أمنية ثانية، توارينا لمدة 5 أشهر في منازلنا، كي لا نستفزّ الجيش والأجهزة الأمنية بانتظار تسوية تنصفنا، وصولاً إلى الخطة الأمنية الثالثة التي أصرّت فيها القوى الأمنية على تسليم أنفسنا. رفضنا كي لا ندفع فاتورة الجميع، لأنه لا قضاء عادلاً ونزيهاً في لبنان، فقضاء هرّب رفعت عيد لا يمكن الوثوق فيه”.

من الشمال إلى الجنوب
“بدأت المشاكل الأمنية داخل طرابلس في الأسواق والمنية، نأينا بأنفسنا عنها، إلا أنه خلال قتال الجيش لجماعة “خالد حبلص” وجماعة “الأسواق” دخل إلى شوارع طرابلس ومنها إلى التبانة وبدأ بإطلاق النار. اضطررنا للدفاع عن أنفسنا، من دون أن يقع للجيش أي قتيل، انكفأنا للمرة الرابعة وقررنا خلال اجتماع في مسجد حربا الخروج نهائياً من التبانة وإيقاف المعركة رأفة بالنساء والأطفال، شرط أن يوقف الجيش المعركة على أن ننتظر تسوية. وبالفعل انتقل المولوي إلى مخيّم عين الحلوة في عام 2014، ومنذ ذلك التاريخ لم نشارك بأي عمل أمني، لا في الداخل اللبناني ولا داخل المخيم” بحسب صديق المولوي. وأضاف: “الدولة والأجهزة الأمنية تعرف جيداً منزل شادي الكائن على أطراف المخيّم، بعيداً من الاشتباكات. قالوا إنه تلقّى أوامر من أبو مالك التلة لإشعال المخيّم مع العلم أن الأخير عندما كان في القلمون لم يطلب إليه شيئاً، وفي المعارك الأخيرة قيل إن “داعش” طلب إليه فتح الجبهة، كيف ذلك وهذا التنظيم يعدّه كافراً، مرتدّاً، ومستباح الدم. ما هو أكيد أنّ المولوي ومن حوله من شبّان، قدموا معه من طرابلس وعددهم لا يفوق الستّة أشخاص ليس لديهم مشروع لا في لبنان ولا خارجه، وإلا لما طلبوا بتأمين خروجهم من هذا البلد، وهو كل ما يريده شادي ومن معه، مع التأكيد أنّ العميد المنشقّ عن حركة “فتح” محمود عيسى اللينو هو أول من اتهمنا بذلك لقلب الشارع علينا، فهو له مصلحة بضربنا لكونه يرى أنه يضرب أعداءه”. وختم: “نحن ضيوف في المخيّم، نراعي الظروف وحساسية الوضع داخله، الفصائل الفلسطينية خاصّة الإسلامية تعلم أننا لم نطلق رصاصة منذ مجيئنا، فلم نشارك معهم كي لا يقولوا إن الجماعات المتشدّدة داخل المخيّم تستقطب اللبنانيين لقتال الفلسطينيين”.