Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر May 11, 2018
A A A
شاب سوري: نبتة … غيّرت مجرى حياتي!
الكاتب: سبوتنيك

استطاع طالب الهندسة الزراعية يونس حميد الحيلوني أن يشكل نموذجا للشباب السوري الذي تحدى ظروف الحرب وجعل من الصبار وسيلته ومشروعه الصغير لصناعة أصص نباتات الزينة كوسيلة للإبداع ولتحسين ظروفه الاقتصادية وتغطية نفقات دراسته.
وكشف الحيلوني، في حديث لـ”سبوتنيك”، أن الفكرة جاءت بالصدفة حين أراد أن يشتري هدية لأحد الأصدقاء ولفت انتباهه انتشار نبتة الصبار في السوق فصنع أصيصا جديدا للنبتة مزينا بحجارة البحر نالت إعجاب ودعم وتشجيع ذلك الصديق.
وأضاف: كانت النبتة معروضة في أصص بلاستيكية عادية مزينة بشكل تقليدي جامد. وخطر ببالي أن يكون الأصيص شيئا مميزا وجديدا وملفتا من صنع يدي وكانت النتيجة أصيص في غاية الجمال والفن من حجارة البحر وشجعني صديقي وأبدى دعمه لي لأكمل في هذا المجال وطلب مني أصدقائي أن أصنع لهم نماذج خاصة بهم”.
وأشار الطالب السوري يونس إلى أنه بذل جهدا كبيرا في الترويج للفكرة واستطاع أن يحصل على دعم معنوي وإعلامي كبير وعلى تشجيع كبير من الناس المحيطين به. وقال: هناك الكثير ممن لا أعرفهم شجعوني بمجرد أن شاهدوا أعمالي وحققت نوعا من الشهرة في هذا المجال وتوسعت وتطورت فكرتي بشكل أكبر. وحاليا أصنع الكثير من النماذج وأرسلها إلى مختلف المحافظات السورية وأجهز حاليا نماذج أخرى لإرسالها إلى خارج سوريا.
وأوضح الحيلوني أنه اعتمد في مشروعه الصغير على فكرة غائبة كثيرا عن واقع السورين، بالرغم من أهميتها الاقتصادية الكبيرة ودورها في حماية البيئة، وهي إعادة التدوير. وتابع: “مختلف الأصص التي أصنعها تعتمد على إعادة التدوير وأستخدم في ذلك حصى البحر وعلب البلاستيك والتنك والحليب المهملة أو علب الأغذية أو عبوات جل الشعر فأقوم بتنظيفها وتعقيمها وطلائها وتزيينها بحجارة البحر وبأشكال عديدة باستخدام المواد اللاصقة”.
وشكلت أكواب الشرب إحدى الأدوات التي اعتمد عليها الطالب يونس والتي كان يجمعها في نهاية كل فصل دراسي من المدارس ورياض الأطفال بعد الانتهاء من استعمالها وبمساعدة من المدرسين وأضاف: بعد الحصول على الأكواب أغلفها بخيطان الخيش وبقطع القماش المهملة التي أجعلها على شكل أحرف الأسماء أو اكسسوارات تزين الأصيص بشكل جميل وأستخدم أيضا العلب البلاستيكية والمصابيح الكهربائية منتهية الصلاحية فأقوم بتنظيفها وزراعتها وإعادة الحياة إليها من جديد وبأفكار عديدة.
ولفت الطالب يونس إلى أن هذه الأفكار لاقت رواجا كبيرا وطلبا متزايدا بين الشباب والشابات الذين يرغبون بتقديم هدايا لأصدقائهم وذويهم في المناسبات أو ليحتفظوا بها في غرفهم ومكاتبهم. ولفت إلى أنه صنع قطعا مفردة وأخرى جماعية كتب على بعضها أسماء أو أحرف أو صور شخصية حسب الطلب.
وتابع: “صنعت أصيصا هدية لشاب لمناسبة عيد ميلاده على شكل رقم (13) في يوم ميلاده وكذلك صنعت هدية بمناسبة قدوم مولودة أنثى فعملت الأصيص على شكل عربة للطفلة ولونتها باللون الزهري وأصيص آخر لطالب يدرس الحقوق على شكل ميزان العدالة وهدية بمناسبة عيد الميلاد فجعلت الأصيص على شكل صليب وصنعت أصيصا لطبيب أسنان باستخدام الحجارة على شكل ضرس ونماذج عديدة على شكل قلب بمختلف الألوان”.
لم يقتصر الأمر بالنسبة للطالب يونس على صناعة الأصص الجميلة وانتقل إلى مجال تدريب الأطفال واليافعين على صناعة هذه الأعمال الفنية والتي تركز بشكل خاص على فكرة إعادة تدوير الأشياء وقال: في هذا المجال شاركت بمخيم “راية الشهيد” في منطقة صلنفة باللاذقية كمدرب للأطفال المشاركين في هذا المجال وقريبا سأصبح مدربا في مركز للأطفال في مدينة حمص وفي مركز للشباب في مدينة اللاذقية وسبق لي أن شاركت بالعديد من المعارض في اللاذقية وفي مدينتي بانياس وحقيقة هذا المجال أوصلني إلى الكثير من الأماكن وفتح لي أبوابا كثيرة ومهمة ويعود الفضل فيما أنا فيه الآن إلى أسرتي التي ساعدتني بكل التفاصيل الصغير وبكل خطوة خطوتها في هذا المجال وشكلوا بالنسبة لي عمود الارتكاز الأساسي إلى جانب مساندة الأشخاص القريبين مني ويمكن لي في المستقبل أن أطوّر مشروعي بشكل أكبر كوني أدرس الهندسة الزراعية وهذا المجال هو مجال دراستي.
وحول سبب تركيزه في أعماله على نباتات الصباريات أوضح الطالب يونس: “أناس كثر سألوني لماذا تركز على الصبار وأنا أقول لأنها نبتة مميزة جدا وغريبة عن بيئتنا وتتطلب عناية أقل من الورد في حال السفر أو الغياب الطويل عن المنزل وحجمها الصغير يساعد على ذلك ويمكن وضعها على طاولات المكاتب. وأنا شخصيا أؤمن بالطاقة الإيجابية التي تعطيها نبتة الصبار وأعترف بأن لهذه النبتة دور فيما أنا فيه الآن من تميز في هذا المجال من العمل الذي جعلني أهتم بكثير من التفاصيل الصغيرة المهمة، وساعدني ذلك على إعالة أسرتي وتغطية نفقات دراستي في الهندسة الزراعية بالاعتماد على نفسي ونحن كشباب سوري وخاصة في ظل هكذا ظروف صعبة تمر فيها بلدنا سوريا علينا أن نستثمر أي شي لنصنع منه شيئا عظيماً وكل شخص فينا لديه أفكار وإمكانات كبيرة في داخله وعليه أن يحسن استخدامها بطريقة صحيحة كي نفيد أنفسنا ووطننا”.