Beirut weather 28.41 ° C
تاريخ النشر October 2, 2017
A A A
سياحة ريفية ومونة الشتاء في خربة قنافار البقاعية
الكاتب: جويل رياشي - الأنباء

لا تستسلم يسرى بسترس لتحديات الحياة، وغالبا ما تختبر الأصعب لتحقق النجاح، ثم تنتقل إلى تحد جديد.

هي مسيرة حافلة لسيدة بيروتية أقامت في كسروان ومتحدرة من إحدى العائلات السبع في منطقة الاشرفية.

ومنذ أعوام، بدأت بسترس تنشر صورا اخاذة عن البقاع الغربي وطبيعته، شارحة أنواع الأشجار والكروم ومعبرة بأجمل الكلمات عن حبها لهذه المنطقة مسقط رأس زوجها العميد المتقاعد جورج شديد. ثم شرعت تنظم رحلات مشي انطلاقا من منزلهما في خربة قنافار بالبقاع الغربي. واحتلت مساحة واسعة على «فيسبوك» من خلال حسابها الشخصي وصفحة Les promenades de Kherbet Kanafar.

ومن العالم الافتراضي، جلبت رجالا ونساء بيارتة إلى منزل العائلة في الخربة. هي التي وزعت الدعوات عن معرض للمونة وآخر للصور للفنانة كارمن غولداليان التي جمدت بعدستها مشاهد بقاعية طبيعية ومن الحياة اليومية.

هناك في المنطقة النائية التي تعتبر الأكثر صفاء في لبنان، حيث تنتشر كروم العنب والأشجار المزروعة من أيام الانتداب الفرنسي، وعلى مدى يومين متتاليين، كان «هجوما» غير متوقع على الخربة، التي يلفظ اسمها زوار آل شديد بلكنة فرنسية تتميز بها سيدات مجتمع منطقة الاشرفية في بيروت، وإقبال على شراء «مونة الشتاء» فقدت معه غالبية الأصناف، في الساعات الأولى من اليوم الأول للمعرض، فما كان من المضيفين الا تسجيل طلبيات الأصدقاء والمقربين لتأمينها لاحقا لفسح المجال أمام الضيوف في اختيار ما لذ وطاب من المأكولات البلدية.

نجحت يسرى بسترس شديد في الترويج لفكرة «الأبواب المفتوحة» في تلك المنطقة، ونقلت الناس من العالم الافتراضي الى رحاب البقاع. والأهم من كل ذلك انها أمنت تصريفا لمنتجات سيدات مقيمات في البلدة حضرن المونة البيتية من زعتر ومكدوس ومربى التين وصابون بلدي وغيرها… جهزت المكان، وأصابت في اختيار الموضوع: تعريف الناس إلى منطقة لا تطل على بحيرة القرعون الشهيرة، لكنها تتميز بسهولها ومناخها الجميل.

«كمشت» الفكرة جيدا، وعودت الناس على «السفر» الى البقاع لتمضية الساعات الأولى من أيام الآحاد مشيا في الطبيعة. وصاروا يطالبونها لاحقا بالمزيد. فتحولت بلدة خربة خنافار مقصدا يصل اليها الناس من الطريق الدولية المؤدية إلى البقاع، ومن تلك التي تصل قضائي المتن وجزين بالبقاع الغربي.

حتى طريقة البيع اختلفت عن أجواء المنطقة، حيث تنتشر البسطات على الطريق الرئيسية، في حين ان شديد وزعت ايصالات على الأصدقاء الذين تحولوا في دقائق إلى زبائن، قبل ان يعودوا سريعا ضيوفا اعزاء احتفت بهم بالقهوة العربية و«البوفيه» المفتوح على سطيحة المنزل الجميل ببساطته.

المعرض والأنشطة إلى اتساع ومزيد من التنظيم. ومنتوجات البلدة ترافق المشائين في الربيع، حيت تختتم الجولات بتناول مأكولات بلدية تحمل الطابع القروي اللبناني.

الإعلام حط في الخربة، ونقل أخبار المعرض ورحلات المشي، التي باتت من معالم القرية.

لم تدع شديد الناس الى مهرجانات، بل إلى «نزهات في الخربة». رياضة وسياحة داخلية ولكنة فرنسية غالبا. نجحت في نقل مجتمع افتراضي إلى بلدة نائية، وفي جعل الناس مشاركين في أنشطة بعيدا من حسابات التواصل الاجتماعي، لخدمة تحدياتها الجديدة.
*

يسرى بسترس شديد صاحبة المشروع