Beirut weather 16.32 ° C
تاريخ النشر February 13, 2018
A A A
سورية تُطبّق نموذج حزب الله التسعيني ضد إسرائيل
الكاتب: الراي

قرّرتْ القيادة السورية تطبيق تجربة ونموذج أسلوب حزب الله اللبناني الذي اتبعه ضد إسرائيل قبل انسحاب قواتها من لبنان العام 2000 وكان يقوم على إطلاق مضادات وعيارات ثقيلة فوق المستوطنات ما كان يتسبّب بشظايا تصيب المنطقة وتُطلق صفارات الإنذار بشكل متواصل كلّما حلقت طائرات إسرائيلية مخترقة السيادة اللبنانية فوق العاصمة بيروت. وبارساء هذه المعادلة، امتنعت إسرائيل عن التحليق فوق بيروت لغاية يومنا هذا.

أما بالنسبة لسورية، فقد قالت مصادر قيادية في العاصمة السورية ان «دمشق قررت إطلاق صواريخ وعيارات نارية ثقيلة فوق الجليل والجولان المحتلّ من دون تحديد الإصابة، إرساء معادلة جديدة تفرضها على إسرائيل كلما حاول الطيران الاسرائيلي التحليق وضرب أهداف له داخل سورية. هذا عدا قرار التصدي الذي اتخذته القيادة السورية والذي يسري مفعوله دائماً لتصل الرسالة الى اسرائيل بأن طيرانها فوق سورية او ضربها لأي هدف لن يكون نزهة، وفي حال أفلتت الطائرات من الاستهداف، فلن تفلت المستوطنات ولا المنازل الاسرائيلية من ردّ الفعل».

وقد أُطلقت صفارات الانذار في اسرائيل لمدة ساعات حيث أُغلق مطار بن غوريون بسبب الصواريخ الـ 25 التي أطلقتْها سورية باتجاه الجولان والداخل الاسرائيلي عند اصابة الـ«إف 16» الاسرائيلية فوق الجولان، السبت الماضي.

وتقلّ المسافة بين مطار بن غوريون ودمشق عن مئتي كيلومتر جوي فيما يصل مدى صواريخ الـ S-200 الى 300 كيلومتر. وبالتالي فإن التدابير الاسرائيلية كانت سليمة في بقعة تقع ضمن احتمالات الأهداف التي يمكن ان تضربها سورية وتصل اليها صواريخها.

وقد تسبّبت هذه المعادلة بتململ حقيقي في الداخل الاسرائيلي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي – بسبب سياسته وتلويحه الدائم بخيار الحرب وهو غير قادر على تطبيقه – زاد من المخاطر التي تجابه اسرائيل اليوم بدل ان يأخذ البلاد نحو الازدهار والتركيز على الاقتصاد وتنميته.

وقد اعتاد المسؤولون الاسرائيليون على الترويج لقدراتهم العسكرية والدفاعات الجوية التي أثبتت انها لن تستطيع ان تصدّ صليات متتالية تطلق دفعة واحدة ضدّ هدف جوي او ضد أهداف أرضية. بالاضافة الى ذلك، فإن اسرائيل نفسها تصرّح بأن جبهتها الداخلية غير جاهزة للحرب وانها لن تستطيع ان تدافع عن سكانها وتمنع عنهم التدمير والقتل في اي حرب مقبلة. وهنا يطرح السؤال: لماذا التهويل بالحرب إن كانت إسرائيل غير أهل لها؟