Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر April 20, 2021
A A A
سهيل عبود.. متى تستقيلون؟
الكاتب: راجح خوري - النهار

في 12 أيلول عندما عُيّن القاضي المميز سهيل عبود، رئيساً لمجلس القضاء الأعلى، اعلن نادي قضاة لبنان بالحرف: “هذا يوم قضائي مشرق”، لكن ما جرى منذ ذلك الحين معروف، لجهة معمعة التشكيلات القضائية المنهجية، التي انكبّ عليها مجلس القضاء الأعلى ووضعها وفق أرقى المعايير والأسس القضائية، وقدّمها في 5 آذار من العام الماضي الى وزيرة العدل ماري – كلود نجم، والتي لا تزال نائمة في دُرج رئيس الجمهورية ميشال عون.

ثم ان ما جرى ويجري، وآخره كان اول من امس، عندما اقتحمت القاضية غادة عون على رأس قوة من أمن الدولة “مكاتب مكتّف” في عوكر، وما قيل بعد ذلك على لسان البعض، من جماعة العهد، الذين حاولوا ان يربطوا هذه العراضة المستنكَرة بشعارات عون حول محاربة الفساد والتدقيق الجنائي، لكن وزيرة العدل تقول “اللي صاير بهدلي”، وان ما حصل مرفوض كلياً من جميع اللبنانيين “واللي بدّو يزعل يزعل”، وخصوصاً ان عملية الاقتحام مخالفة للمسرى القانوني، بعدما كانت المراجع القانونية العليا قد كفّت يد القاضية عون عن مثل هذه التحقيقات. ولهذا اسأل وزيرة العدل: “من ذا الذي سيزعل” لمجرد قولها ان الوضع “بهدلي”، ولماذا الحرص على الزعل وعدم الزعل، وقد فهم الجميع أنها تقصد ان الذين سيزعلون هم من جماعة الرئيس عون، ولكن ماذا عن غضب جميع اللبنانيين؟

هل قرأت ماري – كلود نجم تعليقات وزراء العدل السابقين ورجال القانون على ما جرى في مكاتب مكتّف، قبل ان تطالب القضاء بأن ينتفض على نفسه، ولكأن الكارثة عند القضاء لا عند المسؤولين الذين يضعون يدهم عليه، وما معنى قولها بالحرف: “هناك قضاء عاجز عن محاربة الفساد، واطلب من التفتيش القضائي وضع يده على الملف” بعدما كانت قد قالت انها ترى اليوم خلافاً قضائياً وانقساماً والشعب يرى ان القضاء منقسم وتابع لمرجعيات سياسية؟

هل قرأتْ كلام سلفها ابرهيم نجار عن ان ما حصل على مرأى من وسائل الاعلام، من صراخ واستقواء، يجب التحقيق به لمعرفة ما اذا كان وفقاً للقانون او على سبيل التشبيح، ولهذا فإنه يستغرب عدم اتخاذ التفتيش القضائي اي تدبير بحق القاضية عون؟

هل قرأت نجم رفض القاضية عون الاستماع الى محامي الشركة الكسندر نجار الذي حاول التواصل معها ولفت انتباهها الى ان ما تفعله غير قانوني، بعد قرار النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات كفّ يدها عن هذه الملفات، ما يعني انها باتت بلا صلاحيات، واهم من هذا هل تمعّنت وزيرة العدل جيداً بكلام الوزير السابق ادمون رزق عن “ان القضاء سلطة مستقلة، وان لوزيرة العدل صلاحيات ومرجعية إدارية لا قضائية”؟

اكثر من هذا، هل قرأت نجم رد القاضية عون على المحامي نجار الذي قال لها لا يحق لك التدخل في هذا الملف، فردّت بالحرف: “أنا لا آبه بقرار غسان عويدات، وأنا لم آبه بالمديرة العامة هدى سلوم ولا بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولا بالنائب سليمان فرنجيه … انا معي الشعب”، نعم الشعب الذي قالت وزيرة العدل إنه يرفض كليا ما حصل؟

لا يهمني إن كانتْ قرأت أم لا، يهمني العودة الى بداية هذا المقال، لأطرح سؤالاً على سهيل عبود ورفاقه في مجلس القضاء الأعلى الشريف: ماذا تنتظرون بعد، على ماذا تراهنون بعد، ماذا تنتظرون والسلطة القضائية تمتهن، لكي تضعوا استقالة جماعية في بعبدا، ماذا تنتظرون لوضع المسؤول عند مسؤوليته وبطيخ يكسّر بعضه؟