كتب الكاتب الشاعر اسعد المكاري

سليمان فرنجيه… لن أكتب اليوم عن عنفوانك ووطنيتك ورجولتك والجرأة في زمن ندرت فيه الرجال…
ولا عن المسامحة وتقديم المساعدات وخلق واحة تعايش في منطقتك قلّ مثيلها في زمن انهيار الإنسانية وزيادة التفرقة وانعدام الأخلاق…
ولا عن الدور الذي تلعبه دائماً في ترتيب الأمور ونسج التقارب بين الأفرقاء وإن كان لغير صالحك السياسي أحياناً وعلى حساب مصلحتك الشخصية في زمن كثر فيه الخبث والتملّق وتبويس اللحى وضرب الأكمام والأخماس بالأسداس واللعب على أوتار الخصومات…
وإنما وددت أن أكتب عن القاعدة الشعبية التي تنطلق منها وعن المنزل الذي تربّيت فيه والسياسة المتبعة منذ أكثر من قرن من الزمن وعن الوفاء والمبادئ الوطنية والإلتزام في زمن يكثر التكالب على المناصب ويكثر نقل البندقية من كتف إلى كتف والحجّ إلى السفارات وإلى ما أبعد من الوطن حيث الذئاب تلبس ثياب النعاج…
وددت أن أكتب عن قامتك الوطنية الأرزة الشامخة المتسامية التي لا تخسر ولا تخضع للتحوّلات والفرص المؤاتية وتبقى كما أنت صديقك صديق وعدو لبنان عدو إلى قيام الساعة لأنك تؤمن بأن الوطن دائماً على حق… ومن هذه القِيَم وتلك المبادئ وجب عليك أن لا تسحب ترشيحك لرئاسة الجمهورية حتى لا تُجهض نشوء الدولة القادرة وقيامة الوطن… فمهما انقلبت الموازين وتضاربت المصالح تبقى الأماني معقودة على رجل يقود ولا يُقاد… على أمل يخوض ولا يخون… على من يبذل جهداً ولا من يجتهدون عنه…
سليمان فرنجيه … عليك أن تمارس حقّ الشعب عليك بخوضك المعركة الرئاسية لأنه يؤمن بمسيرة ونهج بيتكم ووطنيته وعروبته وإن كان الوطن في حالة غير مستقرّة والعروبة تلهث متعبة منهكة… فمهما كانت الضغوطات كبيرة لا تستطيع أن تسلب منك القرار ولا من أحبّائك الإختيار….