Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر January 21, 2025
A A A
«سلطان العالم» والعصر الترامبي
الكاتب: صلاح سلام

كتب صلاح سلام في “اللواء”

بدأت مفاعيل عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية ترسم ملامح «العصر الترامبي»، قبل دخول «سلطان العالم «الجديد إلى البيت الأبيض، وممارسة صلاحياته الدستورية.
كان لبنان في طليعة البلدان التي إستشعرت بالمتغيّرات القادمة مع ترامب، الذي استطاع أن يفرض وقف الحرب الإسرائيلية على بلد الأرز، بعد أسابيع قليلة من فوزه بالرئاسة على سلفه جو بايدن، الذي لم يستطع تطويع نتنياهو للإلتزام بقرارات واشنطن، كما فعل الرئيس الجمهوري، العائد مع سلاح «فائض القوة»، لنشر سطوته في أنحاء المعمورة.
وبعد أسابيع أخرى حصل التغيير الدراماتيكي في سوريا: سقط نظام الأسد وهو في عامه الخمسيني. وتولت فصائل المعارضة المسلحة زمام السلطة في عاصمة الأمويين، معلنة بزوغ فجر جديد في بلاد الشام، إنطلاقاً مما حصل في العاصمة السورية.
وحاول نتنياهو أن يتنصل من إنذارات ترامب بضرورة إنهاء الحرب في غزة قبل دخوله البيت الأبيض، فعالجه بلغة الجحيم الذي هدد بفتحه في حال إستمرت الحرب.
ولما أيقن بأن الجحيم الترامبي لن يقتصر على غزة وأهلها فقط، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إبرام صفقة إطلاق الرهائن ووقف الحرب، بعد محاولات يائسة للإلتفاف على الهدنة، وتحميل الطرف الفلسطيني مسؤولية تطيير الصفقة، كما كان يجري مع إدارة بايدن.
فكان أن جاء موفد ترامب إلى تل أبيب، وهو يهودي متعاطف مع الدولة العبرية، ليجبر نتنياهو على الموافقة على الصفقة صباح يوم سبت، رغم معاندة رئيس الليكود بأنه لا يعمل يوم العطلة الدينية، ولا يذهب إلى المكتب، وذلك بعدما تبين للأخير بأن الجحيم الترامبي لن يوفر الدولة الصهيونية.
في بغداد إستبقت فصائل الحشد الشعبي الموالية أساساً لطهران، التسونامي الأميركي ، ووافقت على الإنضمام إلى الأجهزة العسكرية والأمنية الرسمية، ووقف هجماتها على الكيان الصهيوني، وعلى القواعد الأميركية في العراق والمنطقة.
لم تقتصر المتغيرات في «العصر الترامبي» على منطقتنا، بل بدأت تظهر بوادرها في الولايات المتحدة نفسها، حيث أصدر ترامب أمراً بتغيير إسم «خليج المكسيك» وتسميته «خليج أميركا»، كما يستعد في اليومين المقبلين على إلغاء الحظر القانوني عن موقع «تيك توك» الصيني، الذي يبلغ عدد متابعيه ١٧٥ مليون أميركياً، وينوي صديقه ألون ماسك شراء إمتياز تشغيله في أميركا الشمالية من الصينيين. فضلاً عن إعادة التدابير المشددة على الحدود لمنع تدفق اللاجئين من المكسيك وبلدان جنوب أميركا.
الخطوة التالية المتوقعة لقرارات الحسم في الإدارة الأميركية الجديدة ستكون حرب أوكرانياً، حيث سيفرض على الرئيس الأوكراني الدخول في مفاوضات مع الرئيس الروسي بوتين، لإنهاء الحرب والتوصل إلى حلول سياسية للنزاع بين البلدين.
أما العودة إلى إتفاقات إبراهام للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وملف حل الدولتين في فلسطين، فيحتاج إلى حديث آخر، عن توجهات «العصر الترامبي» في الشرق الأوسط وفي العالم.