Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر March 22, 2018
A A A
سعادة أكثر وشيخوخة أقل… روسيا على طريق الإبداع التكنولوجي
الكاتب: سبوتنيك

بفضل جهود العلماء تتسع وتتعزز فرص المجتمع الحديث في كل عام، إذ تسمح الاختراعات العلمية للناس بأن يكون لديهم المزيد من الوقت والطاقة، وكذلك التخلص ليس فقط من روتين العمل وإنما من الحياة الروتينية أيضاً.
*

إن ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا بات أفضل حليف للمرأة، ليس فقط على طريق تطوير الذات والكشف عن القدرات المهنية، وإنما أيضاً في مجال الترفيه عن النفس وتلبية الاحتياجات الخاصة بالجمال. وهنا لا بد أن نذكر بأن التصاميم التي يبتكرها الباحثون في الجامعات الروسية المشاركة في مشروع 5-100 تلبي هذه المتطلبات العصرية.

الجامعة الوطنية للبحوث التكنولوجية “ميسيس”: عناصر التصميم الداخلي والملابس ذات الأشكال المتنوعة

على أرضية الجامعة الوطنية للبحوث التكنولوجية “ميسيس” تم إنشاء أول حركة في روسيا تحت عنوان “Fablab”، وهذه التسمية تعود لعبارة باللغة الإنكليزية تعني “مختبر إنتاجي”، والتي ظهرت في بداية القرن الحادي والعشرين واكتسبت شعبية في جميع أنحاء العالم. إذ يقوم أصحاب هذه الحركة بإنشاء نماذج جديدة من الملابس والأثاث وعناصر الديكور من مواد متنوعة، بدءاً من الخشب والورق المقوى وانتهاءً من المعدن والبلاستيك.
ولتحقيق هذه الأهداف يستخدم المصممون اليوم تقنية جديدة بنجاح وهي الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي توفر إمكانيات غير محدودة تقريباً لتصميم الأشياء والمواد والمنشآت بمختلف الأشكال والأحجام والزخرفة. ويؤكد الخبراء أنه في المستقبل المنظور، ستكون هناك مثل هذه الطابعات في كل منزل، قادرة على تصميم الملابس حسب الطلب. وبحسب قول الباحثين في جامعة “ميسيس” فإنه سيكون ممكناً في المستقبل تصميم أي نوع من المواد بمجرد إرسال التعليمات للمجمع الجزيئي على شكل ملف حاسوبي.

معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا: مكافحة التغيرات المرتبطة بالسن
توصل علماء معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا تقريباً من المفهوم الأساسي لمسألة إنشاء تقنيات جديدة “anti-age”. وبحسب قول بيوتر فيديتشيف رئيس مختبر محاكاة المنظومات الحية في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا فإن الشيخوخة من وجهة النظر الرياضية لا تعتبر أمراً حتمياً، وإن عملية اهتراء الخلايا يمكن ابطاؤها حتى ما لا نهاية.
وفي حديث لوكالة “ريا نوفستي” أشار الباحث قائلاً: “نحن نبحث خلال السنوات الخمس الماضية عن أساليب علاجية لمشكلة الشيخوخة بالتعاون مع أبرز الخبراء الدوليين في هذا المجال، ونأمل بأننا سنقوم، خلال سنتين أو ثلاث، في طرح حلول إلى السوق، التي سيكون بمقدورها العمل على تأجيل ظهور الشيخوخة. وسوف يتيح علاج الشيخوخة في المستقبل القريب التخلص من التغيرات المرتبطة بالسن والتقليل من احتمال الإصابة بالأمراض وتحسين نوعية الحياة للناس في سن النضج”. وبحسب قول الباحث الروسي فإنه هناك حيوانات لا تشيخ أجسامها أو أنها تشيخ بسرعة بطيئة غير محدودة، على سبيل المثال الخفافيش والخلد. إذ أنه ليس لدى هذه الحيوانات مؤشرات معروفة للشيخوخة، وعندما يكبرون في السن لا تظهر لديهم أمراض متعلقة بذلك ولا يموتون أكثر لهذا السبب. ولهذا فإن تصميم أساليب قادرة على أن تجعل جسم الإنسان يعيش وفق نظام عمل مماثل سوف يصبح أحد الخيارات الواعدة في مجال مكافحة الشيخوخة. ويعتقد بيوتر فيديتشيف أن مثل هذه الأساليب سوف تظهر في روسيا والعالم في المستقبل القريب.

جامعة قازان الفيدرالية: الأحجار الكريمة الملونة
تكلفة المجوهرات ذات الألوان الزاهية -التي يطلق عليها الخيالية- في سوق الألماس العالمية، أكثر بعشرات المرات وحتى بمئات المرات من المجوهرات الشفافة، حتى إن تكلفة بعضها تصل إلى 300 ألف دولار للقيراط الواحد.
وقد تمكن البروفسور أوليغ لوباتين من قسم المعادن والخصائص الصخرية من جامعة قازان الفيدرالية، وهو شريك في ملكية براءة اختراع “طريقة الحصول على الألماس ذو الألوان الصفراء والسوداء”، جنباً إلى جنب مع زملائه من معهد قازان للفيزياء والتكنولوجيا، من محاكاة عملية تشكل الألماس الملون الطبيعي بواسطة غرس الأيونات.

الأحجار الكريمة
يكمن جوهر الطريقة في حقيقة أنه يتم غرس الأيونات في العينة الموجودة على المسرع الشعاعي الأيوني، والتي تتوزع إلى الأماكن الصحيحة في الشبكة البلورية. ونتيجة لذلك يمكن الحصول على زمرد أخضر من البيريل الشفاف (في حال تم قصفه بأيونات الكروم) أو الزبرجد السماوي (إذا ما تم إدخال أيونات الحديد). وبنفس الطريقة يمكن تحويل الكوراندوم إلى الياقوت الأحمر أو إلى ياقوت أزرق. ويمكن الحصول ضمن الجهاز، على حجر كريم أصفر من الألماس الطبيعي الشفاف في غضون خمس دقائق فقط، ويمكن الحصول على اللون الأسود في غضون أقل من ساعة، في حين أن الطبيعة تحتاج إلى ملايين من السنين للقيام بذلك.

جامعة سان بطرسبورغ الوطنية العلمية لتكنولوجيا المعلومات والميكانيك والبصريات: منزل ذكي آمن
يعتبر المنزل الذكي تطوراً علمياً يجسد حلم العديد من ربات المنزل، إذ أن النظم البرمجية تعمل على توفير الراحة وتوفير الطاقة وهي قادرة على التعرف على الظروف الراهنة والاستجابة بشكل صحيح عليها.
حالياً بدأ العمل على تنفيذ تقنيات المنزل الذكي، ولكن بعض منها لديه عدد من العيوب: تكلفتها باهظة، ومحدودة من حيث براءة الاختراع الأجنبية، والأهم من ذلك، ليست محمية من الهجمات الخارجية.
ولقد استرشد الباحثون من قسم تكنولوجيا المعلومات الآمنة:
سيرغي زيمنينكو ودينيس نيفميرجينتسكي وألكسي سيلايف من جامعة “اي تي م و” لدى العمل على منظومتهم الخاصة، بمبادئ الأمن والسلامة. وبحسب قول الباحثين فإن المشكلة الرئيسية للحلول المقدمة إلى السوق تكمن في عدم وجود اهتمام حقيقي بمسألة تشفير البيانات المنقولة. في حين أن تصميم الباحثين من جامعة “ام تي م و” يسمح التوصل إلى مستوى أعلى من الأمن مقارنة بتصاميم المنافسين.
وعلى قاعدة مفهوم “المنزل الذكي الآمن” قام الباحثون بإنشاء مقبس ذكي غير عادي: إذ يتم التحكم فيه عن بعد بواسطة جهاز إرسال وبرتوكول خاص. وهو محمي من أي اختراق غير قانوني، ولا يمكن تشغيله أو إيقافه عن بعد إلا من خلال المالك.
إن المقبس، “ذكي” بسبب أنه قادر أيضاً على قياس مؤشرات الطاقة الكهربائية المستهلكة من قبل الأجهزة الموجودة في المنزل. وفي حال كانت هناك الكثير من الأجهزة موصولة مع الشبكة الكهربائية يتلقى صاحب المنزل رسالة تنصحه بإيقاف البعض منها وذلك لتجنب الشبكة حمولة زائدة.

الجامعة الوطنية للأبحاث النووية “ميفي”: جهاز مساعد يتمتع بذكاء اصطناعي من أجل أداء أية مهمة
يعمل البروفسور ألكسي سمسونوفيتش من معهد النظم السيبرانية الذكية في الجامعة الوطنية للأبحاث النووية على تحسين أداء العميل الذكي “الممثل الافتراضي”، الذي يتمتع بذكاء واقعي أو خيالي أو عاطفي.
ويؤكد الباحث بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهل على الإنسان حياته المهنية أو اليومية من خلال تحمل المسؤولية حيال أداء الكثير من المهام المتنوعة. وأشار ألكسي سمسونوفيتش لوكالة “سبوتنيك” قائلاً: “في وقت من الأوقات تم استبدال الآلة الحاسبة والمرسم الهندسي والآلة الموسيقية بالكمبيوتر، وحل الهاتف الذكي محل آلة التصوير ومسجل الصوت والكمبيوتر وحتى المصباح اليدوي- كلها مدمجة في جهاز واحد. واليوم نحن ننتظر ظهور برنامج حاسوبي جديد يمكن أن يحل محل برنامج فوتوشوب وبرنامج الكتابة وورد وغيرها من التطبيقات الأخرى، بفارق وحيد أنه سوف يكون قادر على فهم ما تحتاجه”. وأوضح بأن المستخدم سوف يتواصل مع الحاسوب أو الهاتف الذكي وكأنه يتحدث مع شخص. وختم الباحث حديثه قائلاً: “سوف يكون لديكم فهم متبادل مع هذا البرنامج ليس بوصفه أداة وإنما شريك ومساعد. هذا البرنامج سوف يترجم مشاعركم ويفهم أهدافكم ويدرك الوضع الراهن في العالم المحيط. الحديث يدور عنما يشبه التفرد، عندما تكون جميع الوظائف مدمجة في برنامج واحد، وهذا الشيء يمنحنا مجموعة كاملة من الخيارات”.