Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر August 20, 2017
A A A
سرية عسكرية خاصة تبحث عن العسكريين
الكاتب: الديار

«ناطرين معكم النصر» بهذا الكلام توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى قائد العمليات في جرود القاع ورأس بعلبك العميد فادي داوود والضباط والعسكريين وسبقه قائد الجيش العماد جوزف عون باطلاق عملية «فجر الجرود» عند الرابعة والنصف من فجر امس من اليرزة، وبدأت المدفعية التابعة للجيش اللبناني وراجمات الصواريخ والطائرات العسكرية تصب حممها على مواقع داعش في الجرود، وترافق كل ذلك للمرة الاولى ظهور مدير التوجيه في الجيش العميد علي قانصو امام الصحافيين لشرح كل ما يتعلق بالعملية العسكرية وهي سابقة في تاريخ الجيش اللبناني يمكن تسجيلها ايجابا بشكل متقدم كي لا تذهب قراءات اهل السياسة والمحللين الى نواح اخرى وتم الحسم وفق مصادر عسكرية بان كافة عمليات الجيش من نواحيها الكاملة يمكن الاستعلام عنها من مديرية التوجيه بعيدا عن التنظير وما شابه، فالمعركة وحسب هذه المصادر مفصلية وقاسية مع تنظيم ارهابي لا يزرع سوى الموت والقتل، ويمكن القول ان هذا التنظيم الفائق الدقة عسكريا وعملانياً واعلاميا ومتابعة وسائل الاعلام من قبل الجيش اللبناني يصب في خانتين:

– الاولى: ضمان سلامة العملية العسكرية وتنقل الوحدات في الجيش دون عمليات تصوير او ما شابه بعيدا عن الاستنتاج الذي يتم اطلاقه من الصالونات بعيدا عن حقيقة ما يجري على ارض المعركة، وبالتالي ايضا ضمان وصول المعلومات اللازمة للوسائل الاعلامية من مصادرها الحقيقية دون زيادة او نقصان وهذا يدل دلالة واضحة الى ان التحضيرات لعملية «فجر الجرود» كانت دقيقة من كافة نواحيها من البندقية وصولا الى طعام العسكريين.

– الثانية: ووفق اعلان قائد الجيش العماد جوزف عون ومن خلال الاسطر القليلة المدروسة وبعناية يمكن القول ان قضية العسكريين المختطفين لدى داعش الارهابي تدخل في اولويات واهتمامات قيادة الجيش عندما يعلن العماد عون التالي: «باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء وابطال الجيش» نطلق العملية العسكرية اي ان الاولوية لدى القيادة هي معرفة مصير العسكريين الذين تخاض المعركة في سبيلهم. ولا شك ان المعركة صعبة من خلال طبيعة الارض وطبيعة عقلية داعش الانتحارية ذلك ان قوى الجيش من افواج النخبة تحارب العدو من تحت الى فوق اي من السهل الى اعالي الجبال الوعرة حيث لا تصل سيارة او دبابة وعملية الارتكاز الاساسية تستند على افواج المغاوير في البر والبحر وفوج المجوقل نظرا لوعورة المسالك الجبلية وتواجد المفخخات بين الصخور والممرات الضيقة.

وصحيح ان كامل الشعب اللبناني وراء جيشه في معركة التحرير من الارهابيين الا ان اوساطا عسكرية سابقة تلفت النظر ومجرد التفاتة لعلمها ان الاجهزة الامنية مستنفرة في الداخل اللبناني حيث يكمن الخطر الاكبر من ان تلجأ بعض الخلايا الداعشية والتابعة لجبهة النصرة من افتعال تفجيرات في اماكن سكنية وسياحية سبيلا للانتقام من هزيمتها، لكن هذه الاوساط نفسها تشير الى ان معظم الخلايا وليس باكملها ثم القضاء عليها بنسبة تسعين بالماية وتبقى نسبة العشرة بالماية التي تستلزم وعيا ليس من الاجهزة فحسب انما من مجمل الناس والمواطنين في الاحياء والقرى وان يكونوا عيون الجيش وآذانه لاي تحرك مشبوه ليتكامل الدعم الشعبي للقوى المسلحة، ومن هنا تطلب هذه المصادر من كافة المواطنين التبليغ فوراً عن اي تحرك او سيارة او شخص يتم الشك في تصرفاته. هذه الاوساط العسكرية وبالتوازي مع كلام قائد الجيش حول اهداف العملية لناحية العسكريين المختطفين تؤكد ان قيادة الجيش شكلت خلية خاصة من خيرة الضباط والمقاتلين على شكل سرية عسكرية ينحصر عملها في عمليات الاستطلاع والتخابر مع مدير المخابرات العميد طوني منصور من اجل الاهتمام ومعرفة مكان وجود العسكريين بشتى الطرق بموازاة العمليات الميدانية، ومع انعدام وجود معلومات حول مصير العسكريين المختطفين منذ العام 2014 تسعى المؤسسة العسكرية بكل ما أوتيت من قوة استخبارية برهنت عن نجاحها في اكثر من عملية الى معرفة مصير هؤلاء المختطفين أكانوا احياء او شهداء، الا ان ما لفت الانتباه لهذه الاوساط حركة اللواء عباس ابراهيم نحو منطقة عرسال ترافقه سيارات تابعة للصليب الاحمر اللبناني وقد فسرتها هذه الاوساط بشكل يربط بين من تم استلامهم من داعش وهم قياديين في هذا التنظيم وامكانية البوح عن مصير العسكريين خصوصاً وان القاضي الشرعي لداعش في الجرود اصبح في أيدي رجال حزب الله ولا بد ان يكون على علاقة او ترابط او معرفة بعملية خطف العسكريين في آب عام 2014 وتؤكد هذه الاوساط بشكل جازم ان قيادياً على هذا المستوى في تنظيم داعش لا بد من ان يمتلك خيوطاً ولو سطحية عن عملية أسر العسكريين ومكانهم الا اذا تم نقلهم في مرحلة ما الى مناطق الرقة ودير الزور ولكنها طرحت علامات استفهام مفصلية حول موكب اللواء ابراهيم الذي ترافقه سيارات عدة للصليب الاحمر للتفتيش عن هوية الجثث ومن ناحية ثانية تنظر هذه الاوساط العسكرية السابقة الى عملية «فجر الجرود» لتشير الى ان ملحقين عسكريين في السفارات الغربية في بيروت تراقب لحظة بلحظة مسار العملية العسكرية وهي تقدر باحترام بالغ تكتيكات الجيش اللبناني في محاربة الارهاب بالرغم من كون الامكانات المتواجدة لديه قياساً على دول هذه السفارات لا يمكن قياسها سوى على مستوى الارادة والالتفاف الشعبي الذي لا يمكن ملاحظته في الدول الغربية حيث تشير الى ان اللبنانيين وفي نهار السبت بالذات تابعوا بالكثير من الاهتمام معركة جيشهم بدل الذهاب الى الاستجمام.