Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر January 20, 2020
A A A
سركيس أبو زيد لموقع “المرده”: الحروب أصبحت مكلفة ومستبعدة
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

رأى المحلل السياسي والاعلامي سركيس أبو زيد أن الرابح الأكبر من السياسات التي يعتمدها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط هو العدو الاسرائيلي لأن ترامب يعبّر عن وجهة نظر بل عن مخطط أميركي قائم بشكل اساسي على حماية أمن “اسرائيل” وذلك من خلال دعمها بشتى الطرق واضعاف الدول المجاورة لها، لافتاً في حديث خاص لموقع “المرده” الى أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة يصبّ في اطار تدمير الدول والمجتمعات وزرع الفوضى والانقسامات والخلافات داخل الدول المحيطة بـ”اسرائيل” وهذا ما نشهده في أكثر من منطقة خاصة في العراق، سوريا ولبنان.
واعتبر ان واشنطن تسعى لبناء “كونتونات” أو بناء مناطق تحت عنوان حكم ذاتي او أمر واقع من أجل تفكيك الدول التي نشأت في اتفاقية “سايكس بيكو” ونوع من تلاشي الدول المركزية من اجل بثّ الفوضى وزرع الحروب الاهلية”.
ورأى أن “كل ما أسلفنا على ذكره كفيل بتدمير المجتمع وليس فقط الدولة وذلك عندما تتفكك المجتمعات وتزداد الانقسامات ذات البعد الطائفي والاتني وغيرها فان ذلك يضعف الدول المركزية ويفككها ويضرب الجيوش الموجودة في هذه الدول وبذلك لا تستطيع مواجهة “اسرائيل” باي شكل من الاشكال، لذلك سياسة ترامب أدت الى تعزيز دور “اسرائيل” من خلال محاولة تنفيذ أو فرض صفقة القرن كأمر واقع ومن جهة أخرى اضعاف الدول المحيطة بها حتى لا تتمكن من مواجهتها او فرض ميزان قوى مواجه لها، الا انه قابلت هذه السياسة مقاومة وممانعة سعت الى خلق ميزان رادع او توازن رعب ما زال قائماً بتشكيل نوع من ردع لاي عدوان اسرائيلي على المنطقة مما خلق معادلة جديدة يقرر نتائجها المستقبل”.
ورداً على سؤال حول كيف تعزز موسكو دورها وموقعها في الشرق وهل هي على استعداد لحماية الوضع الحالي ومنع انفلاته ووفق اي آليات في ظل التصعيد الأميركي في المنطقة، قال أبو زيد: “التصعيد الأميركي في المنطقة مرهون بالتفاهم مع روسيا وان أميركا لا تستطيع ان ترسم سياسة منفردة في المنطقة بل يتوجب عليها ان تأخذ بعين الاعتبار دور القوى الاقليمية والدولية وخاصة روسيا، لذلك في الامور الاستراتيجية التي لها علاقة في الشرق الأوسط واشنطن تراعي الدور الروسي وتتعامل معه بتقاطعات معينة وهذا ما نشاهده في سوريا وغيرها من المناطق حيث نلحظ بان هناك توزيعا للادوار وللنفوذ وتقاطعا لهذه الامور لأن الدول الكبرى في هذا الزمن لم تعُد تعتمد سياسة المواجهة المباشرة كما كان يحدث في السابق.
على خطٍّ موازٍ، شدد أبو زيد على أن العلاقات الدولية باتت متداخلة وفي ايام الحرب الباردة كان العالم منقسماً اما ابيض واما اسود، اي انه اما مع الاتحاد السوفياتي واما مع أميركا، ونلاحظ اليوم ان بعض الدول لديها علاقات متباينة مثلاً تركيا التي هي جزء من الحلف الاطلسي ولكن في الوقت عينه علاقاتها ايجابية مع روسيا، حتى السعودية التي هي الحليف الاستراتيجي لأميركا ولكن لديها علاقات مع روسيا وهذا ما نشاهده في لبنان وسوريا…، مشيراً الى أن الدول الكبرى غير قادرة على خوض حرب عسكرية مباشرة قد تنذر بحرب عالمية.
وأوضح أبو زيد أنه “في هذا الزمن الحروب أصبحت مكلفة ومستبعدة وغير واردة ومدمرة وقد تؤدي الى فناء الطرفين لذا تسعى الدول الكبرى الى المنافسة لكن من دون الوصول الى مواجهة عسكرية شاملة، موضحاً أنه “في المناطق الحساسة هناك تقاطع مصالح ما بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية لاحتواء الأزمات والحؤول دون الوصول الى المواجهة المباشرة وعدم الذهاب الى حروب مفتوحة تؤدي الى دمار أطراف عدة”.
واستطرد قائلاً: “بعد أن عززت روسيا دورها في سوريا أصبحت تسعى أن يكون لها سياسة في المشرق ككل، وبالتالي فإنها تسعى الى تعزيز هذا الدور في أكثر من منطقة عبر الوجود العسكري والاقتصادي ولكن من ضمن التنافس والاحتواء والتقاطع مع أميركا”.
وعن دور روسي لافت في لبنان، أجاب أبو زيد: “الدور الروسي موجود من خلال الصداقات التي أقامتها روسيا مع عدد من الدول في المنطقة وخاصة في سوريا حيث تتمتع بالنفوذ وهذا ينعكس على دول الجوار لا سيما لبنان حيث لروسيا صداقات مع عدد من القوى السياسية والاحزاب اللبنانية وهي تعزز دورها لأن السياسة الأميركية في لبنان مربكة ومترددة مما يعطي فرصة أكبر لموسكو بأن تعزز علاقاتها بشكل ايجابي ويمكن لهذا الدور ان يتعزز مع تعزيز دورها في سوريا وتعزيز الدور السوري في المنطقة خاصة ان روسيا تسعى لحل الوضع في سوريا على قاعدة المحافظة على وحدة الاراضي السورية واخراج القوى الارهابية مما يثقل دورها في سوريا وذلك حتماً سيمتدّ الى لبنان”.
ورجح ابو زيد ان يكون النفوذ الروسي من خلال العلاقات مع القوى الفاعلة في لبنان ومن خلال تعزيز دورها العسكري والاقتصادي في سوريا وانعكاسه على المنطقة.