Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر February 1, 2017
A A A
سخيف يحكم
الكاتب: نور نعمة - الديار

عنصرية الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليس لها مثيل في العالم فهو يترجم افكاره المتشددة تجاه الآخرين بشكل مفضوح ويصنّف الناس على هواه بين ارهابيّ وغير ارهابي، بين مخرّب وغير مخرّب مقسما شعوب العالم الى فئات وطبقات اجتماعية لا تتماشى مع مبادىء الانسانية. يبني جدارا مع المكسيك، يضع لائحة حظر لشعوب سبع دول من الدخول الى الولايات المتحدة فيزيد مشاعر القهر عند المسلمين ويؤجج الغضب عندهم كما يتعامل بفوقية مع المكسيكيين على اساس انهم شعب ادنى مستوى من الاميركيين. ترامب، في اعتقاده انه بفعل هذه القرارات سيحمي بلاده من الفوضى والارهاب انما الحقيقة هي انه يجعل وطنه عرضة لحملات الكراهية والتطرف والبغض تجاه اميركا.

قرارات ترامب تعرّض الشعب الاميركي الى المزيد من المخاطر وتعزله عن باقي الشعوب فيصبح الاميركي انسانا متوقعقا على ذاته، خائفا من الآخر، غير حر وغير ديموقراطي. قرار الحظر سيزيد من فرص خلق تنظيمات ارهابية على غرار «داعش» و«النصرة» وسيخلق «اميركا فوبيا» وهو خوف جماعي من اميركا والاميركيين لان قرارات ترامب الاخيرة اثارت استياء عارما في اوساط الشعوب كافة ايا كانت جنسياتهم. والحال ان اميركا لم تعد مجتمعاً يحترم التعددية والتنوع واختلاف الحضارات والآراء بل بات ينحرف الى مجتمع متشدد، منغلق، لا يحترم حرية الآخر وثقافته. يسير المجتمع الاميركي بقيادة ترامب نحو الديكتاتورية فيصبح مشابها تدريجياً مع حكم بعض الدول العربية المستبدة التي يعمّها الظلام لانه من البديهي ان قرارات ترامب بحق المسلمين لن تكون الاخيرة وبان الآتي… اعظم.

فهل قيام الرئيس الاميركي بحظر شعوب سبع دول من دخول الولايات المتحدة على اساس ان هذه الدول معقل للارهاب والفوضى يجعله مختلفا عن اصحاب العقول المتخلفة والتي ادت الى ظهور الاسلام الاصولي؟ هل قيام ترامب بتعميم الارهاب على شعوب منتمية الى عرق ودين معين سيضع حدا للارهاب ام انه يوسع شريحة الحاقدين على اميركا وشعبها؟ هل بالانعزال تحمي اميركا نفسها ام بانتقاء سياسة اكثر عدلا بحق المسلمين والعرب؟

بيد ان ما اوصل الولايات المتحدة الى ان تكون هدفا للاصوليات هو سياستها الظالمة بحق معظم القضايا العربية واهمها القضية الفلسطينية حيث رأت واشنطن بعين واحدة الصراع الفلسطيني ـ الاسرائىلي وعطفت فقط على الاسرائيليين تاركة الدولة العبرية تتوسع على حساب الاراضي الفلسطينية ما اشعل حربا وصل لهيب نيرانها الى العالم بأجمعه. سياسة واشنطن غير العادلة بحق المسلمين والاستهانة بدمائهم هو السبب الرئيسي الذي جعلها عرضة للتطرف فالولايات المتحدة هي التي خلقت التنظيمات الارهابية المتشددة بعد ان امعنت في سفك دماء المسلمين بدم بارد. سجن «غونتانامو باي» وحده كاف لحث الاصوليين على تنفيذ عمليات ارهابية بحق اميركا نظرا للقساوة الشديدة التي تعتمد مع السجناء.
ان قرار ترامب بحظر شعوب سبع دول من دخول الولايات المتحدة هو حل سخيف لمحاربة الارهاب وهو دواء لا يقتل «مرض الارهاب» بل قيام الولايات المتحدة بمراجعة سياستها تجاه العرب والمسلمين هو الداء لاي تطرف واي ارهاب.