Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر October 11, 2018
A A A
سحرُك… لن ينطفئ!
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

أطفأت “الأنوار” مصابيحها و”السفير” سافرت ربما الى غير رجعة و”النهار” صدرت اليوم بصفحات بيضاء وكأنها تقرع ناقوس الخطر.
بكل حسرة ووجع يجلس “العمّ سليمان” في مقهى الضيعة فجراً الى جانب أصدقائه ويتمتم هذه الكلمات ويحتسي القهوة كما اعتاد كل يوم ويقول: “في شي ناقص في شي معوّد عليه مضيّعو”، يفتقد جريدتي “السفير والانوار” اللتين توقفتا عن الصدور بعد ان قرأهما لسنوات طوال ويحزن لابيض النهار اليوم.
رغم هذه الحال المزرية لما وصلت اليه الصحافة الورقية بشكل عام، لا يمكننا ان نتجاهل ان الصحيفة المطبوعة احتلت مكانة رفيعة في عملية الاتصال لفترة طويلة وأدت أدواراً مختلفة في تطور المجتمعات، و إذا كانت تشترك مع بقية وسائل الاتصال الجماهيري في العديد من الوظائف و الأهداف فإنها ظلت متميزة “وما عطيت قيمتها لحدا” وقد شهد مطلع القرن الواحد والعشرين تطوراً مذهلاً لتكنولوجيات المعلومات فتوقفت العديد من الصحف عن الصدور فيما سارعت بعضها الى حجز مكان لها عبر الشبكات التكنولوجية العالمية.
“مولود اعلامي” اي الصحافة الالكترونية زاحمت بشكل ملحوظ الصحافة التقليدية لدرجة جعلت الكثيرين يختلفون في وجهات النظر حول مستقبلها.
الى ذلك حلت المفاجأة اليوم بعد صدور عدد جريدة النهار بأوراق بيضاء حيث اشارت رئيسة تحرير النهار نايلة تويني الى ان “الوقت يمر والخطر يزيد ونواجه أشد المراحل خطورة في لبنان”، وقالت: “ان صفحات النهار البيضاء اليوم هي تعبير عن شعورنا بالمسؤولية تجاه وضع البلد الكارثي، صرختنا اليوم هي لنقول إنّ الوضع لم يعد يُحتَمل، وصفحات “النهار” هي صفحات الشعب، وهدفنا دعوة المسؤولين إلى صرخة ضمير وبياض صفحات “النهار” سلاحنا اليوم وواجب القلم نقل نبض الشعب”.
لقد زخر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بالكثير من التعليقات فكيف تفاعل الناشطون بمختلف فئاتهم مع هاشتاغ “#النهار، #نهار_أبيض” اليكم غيضٌ من فيض التغريدات:
غرد النائب سامي الجميل قائلاً: “رسالة مدوّية من جريدة النهار تعكس مدى إهمال الدولة للسلطة الرابعة وخاصة الصحافة المكتوبة. تحيّة الى كل “المناضلين” في هذا القطاع الذين يواجهون كل التحديات للإبقاء على رسالتهم”.
وجاء في تغريدة النائب زياد الحواط: “صرخة “النهار” اليوم غير مسبوقة ، وتعبير عن وجع كبير .
نخاف موت جزء من لبنان عماده الحريّة ، ولذا من الواجب دعم الصحافة المكتوبة واقرار اقتراحات القوانين التي تقدّم بها الوزير ملحم الرياشي. #النهار “.
وجاء في تغريدة الاعلامية سمر أبو خليل: “من كِتْر الألم..تْبَخّر الحبر وصار ضباب..! #النهار”.
وقال المسؤول الاعلامي في المرده المحامي سليمان فرنجيه: “أيامنا السوداء جعلت من صفحاتِكِ بيضاء! #النهار”، ولفتت عضو المكتب السياسي في “المرده” فيرا يمين الى أن “فصلاً من فصول الانهيار ولن نمضي على بياض”.
وزادت على ذلك الصحافية والكاتبة فاطمة عبدالله: “#النهار مستمرة ورقياً والكترونياً، وصدرت اليوم بالأبيض احتجاجاً على استحالة تحمّل كلّ شيء. صرختنا بالقلم، وهو وسيلتنا الى الاعتراض والرفض. هذه المؤسسة ضمير حيّ. #نهار_أبيض”.
انطفأت الانوار وقبلها بات البلد بلا سفير وليس مستبعداً أن تتحول “النهار” الى ليل والمستقبل يتركنا لاقدارنا،
انه زمن التصحر الفكري وهنا تكمن المصيبة.