تسلم الجنرال الإيطالي ستيفانو ديل كول اليوم، قيادة قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان (اليونيفيل)، خلفا للجنرال الإيرلندي مايكل بيري، وذلك في حفل عسكري أقيم في مقر القوات الدولية في بلدة الناقورة الحدودية.
وقال الجنرال ديل كول، في كلمة ألقاها بعد تسلمه راية الأمم المتحدة من الجنرال بيري خلال الاحتفال الذي حضرته وزيرة الدفاع الإيطالية اليزابيتا ترينتا، “سأواصل قيادة اليونيفيل على ذات الدرب المؤدي إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، وسأتطلّع إليكم، وإلى القيادات في لبنان، وبالأخص هنا في الجنوب، بصفتكم شركاء رئيسيين وملتزمين في هذا المسعى”.
وأضاف: “يسرني رؤية الأصدقاء الذين حضروا هذا الاحتفال. أعرف من تجربتي السابقة أن “اليونيفيل” تضطلع بجهود كبيرة، حيث حافظنا على الهدوء والاستقرار لمدة 12 سنة، وتحت قيادتي سيستمر هذا لتجنيب الشعب اللبناني إي معاناة”.
وأكد الجنرال الإيطالي أن “لبنان هو بلدي الثاني، وأنا فخور أن يكون قائدي الأسبق اللواء غريتزايانو، وأنا متأكد من أننا سننجح معا مع الداعمين لليونيفيل”.
وتابع: “أتطلع إلى العمل مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام لما فيه مصلحة لبنان والسكان المحليين، وآمل أن ننجز مهمتنا بسلام”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أعلن، في 12 تموز الماضي، عن تعيين الجنرال ديل كول قائداً عاماً للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان.
وبحسب السيرة الذاتية لديل كول، والتي نشرها المكتب الإعلامي التابع للأمم المتحدة، فإن الجنرال الإيطالي “لديه مسيره طويلة ومتميزة في الجيش الإيطالي”.
والجنرال ديل كول من مواليد العام 1961، وهو يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم الاستراتيجية وشهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية والعلوم الدبلوماسية من جامعة تريستا. كما يحمل إجازة الماجستير في العلوم الاستراتيجية من جامعة تورينو وإجازة الماجستير في الدراسات العسكرية الدولية من جامعة ميلانو.
وبصفته ضابط أركان في الجيش الإيطالي، عمل ديل كول رئيساً لقسم المشاريع الخاصة، ورئيساً لقسم التخطيط في قوات الناتو، وضابط اتصال للجيش الإيطالي مع الجيش البريطاني”.
وفي الفترة الممتدة بين العامين 2009 و2011، عمل الجنرال ديل كول رئيساً لفرع السياسات والاستراتيجيات الدفاعية في مقر أركان الدفاع في روما.
ومنذ 2015، شغل ديل كول منصب النائب الأول لرئيس مكتب وزير الدفاع.
ووفقاً للمكتب الإعلامي للأمم المتحدة فإن ديل كول “يتمتع بخبرة عملية دولية واسعه النطاق، بما في ذلك في كوسوفو ولبنان وليبيا، حيث عمل مع اليونيفيل في العام 2008، كقائد كتيبة وفي العامين 2014 و2015، كقائد للقطاع الغربي وقائد الوحدة الإيطالية”.
أما الجنرال بيري، الذي أثار في السابق انتقادات حادة من قبل الحكومة الإسرائيلية من بينها اتهامات بـ”غض الطرف عن نشاط حزب الله” في جنوب لبنان، فتولى منصب قائد القوة الأممية في لبنان في 19 تموز العام 2016.
وبدأ الجنرال بيري (مواليد العام 1956) خدمته العسكرية كضابط في سلاح المشاة الايرلندي في العام 1975، وتولى منصب قائد اللواء الثاني منذ العام 2013، حيث خدم في مجموعة واسعة من المهمات، وتولّى العديد من المناصب في القيادة والأركان، بما في ذلك على مستويات قيادة الوحدات والألوية وقوات الدفاع.
وعمل الجنرال الإيرلندي لمدة عشر سنوات في مهمات عدّة في أفغانستان والبوسنة والهرسك والعراق ولبنان وأوغندا والصومال. منذ عام 2011 إلى عام 2013، تولّى قيادة مهمة التدريب العسكرية التابعة للاتحاد الأوروبي في الصومال، وفي عام 2004 شغل منصب رئيس فريق الارتباط مع قوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان. كما شغل سابقاً منصب مدير التدريب لقوات الدفاع الايرلندية وقائد الكلية العسكرية.
الجدير بالذكر أن “اليونفيل” هي قوات طوارئ دولية تنتشر في جنوبي لبنان منذ العام 1978 بموجب قرارات أممية، أسندت لها مهام عدة، أبرزها استعادة الاستقرار والأمن الدوليين ومراقبة وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل.
وأنشأ مجلس الأمن الدولي قوات اليونيفيل استناداً إلى القرار الدولي رقم 425 (1978)، وجرى تعزيزها بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006، للسهر على تنفيذ القرار 1701 ومساعدة الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها.
وبحسب المكتب الإعلامي لـ”اليونيفيل”، فإن عدد الدول التي تتألف منها القوات الدولية هو 41 دولة، حيث تشارك بما مجموعه 10462 جندياً لحفظ السلام.