Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر December 20, 2024
A A A
سباق رئاسي مع الوقت!
الكاتب: ديانا غسطين

كتبت ديانا غسطين في “سفير الشمال”

في سباق مع الوقت، تدور محركات الكتل النيابية من اجل التوصل الى اسم توافقي لانتخابه رئيساً للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، موعد الجلسة النيابية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري تمهيدا لملء الشغور في الرئاسة الأولى.

حسابات مختلف التيارات السياسية لم تتطابق حتى الآن مع حساب المرشح الجدي الوحيد رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، اذ كان الجميع بإنتظار ان يعلن فرنجيه انسحابه من السباق الرئاسي، الا ان توقعاتهم باءت بالفشل. وللتذكير، ان كانت الذكرى تنفع، فإن اسم زعيم المرده قد طرح للرئاسة منذ العام ٢٠٠٤ قبيل انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود، غير ان اصوات التمديد يومها بموافقة سورية غلبت وابعدت فرنجيه عن قصر بعبدا.

اما في العام ٢٠٠٨، وبعد عقبات عديدة شابت انتخاب رئيس للجمهورية، ادى اتفاق الدوحة الى وصول قائد الجيش السابق العماد ميشال سليمان الى سدة الرئاسة الاولى.

والى سنة ٢٠١٦، وعقب شغور امتد لعامين ونصف العام اثر انتهاء ولاية ميشال سليمان، وبمبادرة من رئيس الحكومة آنذاك سعد الحريري كان سليمان فرنجيه الاقرب الى رئاسة الجمهورية، غير انه اصطدم بتمسك حليفه الرئيسي “حزب الله” بترشيح العماد ميشال عون اثر وعد قطعه الامين العام السابق لحزب الله الشهيد حسن نصر الله لعون بدعمه للرئاسة. اضف الى ان وفاء سليمان فرنجيه لحلفائه ونظافة تعامله السياسي منعاه من المشاركة بجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية كادت توصله الى قصر بعبدا، معتبراً انه “كائناً من كان الرئيس طالما انه من خطنا السياسي يعني اننا فزنا”.

في سياق متصل، فإنّ فرنجيه، والذي كان، كما دائماً، منسجماً مع نفسه وناسه في كلمته الاخيرة، اعاد اول من امس التأكيد على انه من القلائل الذين يولون مصلحة البلد الاولوية ولو على حسابهم الشخصي، قائلاً “مستمر بترشيحي ولن انسحب الا لمن يمتلك القدرة على إدارة هذه المرحلة التي يمر بها الوطن”. مشدداً على ان لا المزايدات والشعبوية ولا الامعان في اختلاق الخلافات ينفع اذ “لم نعد نملك ترف الوقت”.

اذاً، يبدو ان جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل ستشهد تنافساً بين مرشحين عدة، اذا لم يتم التوافق على اسم واحد ترضى به جميع الاطراف. وفي حين تستعد البلاد للدخول في عطلة الاعياد الاسبوع المقبل تتمحور امنيات اللبنانيين حول ان يكون لهم رئيس يعيد تصويب اوضاع المؤسسات علها تنعكس تحسنا على اوضاعهم المعيشية والاقتصادية. والى ان يتصاعد الدخان الابيض من مجلس النواب يبقى الامل بأن يكون للبنان رئيس من الشعب لا رئيس على الشعب.