Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 23, 2017
A A A
زغرتا تكرّم ريمون عريجي
الكاتب: موقع المرده

اكد وزير الثقافة السابق المحامي ريمون عريجي ان ورشةَ الإنماء الثقافي، عملٌ مُستدام لا يمكنُ ولا يجوز أن يتوقف، خدمةً للمبدعين ولدورِ الثقافة الرائد، سمة هذا الوطن الرائع.
كلام عريجي جاء خلال حفل التكريم الذي نظمته بلدية زغرتا اهدن برئاسة الدكتور سيزار باسيم وذلك في حضور وزير الاشغال والنقل المحامي يوسف فنيانوس، ممثل النائب اسطفان الدويهي السيد انطوان الدويهي، النائبين السابقين قيصر معوض وجواد بولس، السيدة ريما سليمان فرنجيه، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض وعقيلته السيدة ماريال، ممثل النائب البطريركي على زغرتا المطران بولس عبد الساتر الاب اسطفان فرنجيه ، السيد اسعد كرم، المسؤول السياسي للقوات اللبنانية في زغرتا السيد سركيس الدويهي،  رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني مخايل خير، رئيسة مركز اجيال السيدة ماريان سركيس، الفنان مارسيل خليفة الى عدد من المدراء العامين وحشد من رؤساء البلديات والفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والهيئات والجمعيات الاهلية الى عائلة الوزير المكرم وحشد من المواطنين.
في بداية الحفل النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة عريف الاحتفال الاستاذ محسن يمين الذي اشار الى انجازات الوزير عريجي واخلاقه وتواضعه.
ثم عرض فيلم وثائقي عن عريجي من اعداد افلين سركيس حليس تلاه عزف على البيانو من السيدة جنان بارودي فكلمة للفنان مرسيل خليفة عن الصديق ريمون عريجي الحيوي والذكي الذي لا يكف عن الشك في اليقين.
بعد ذلك تحدث رئيس بلدية زغرتا اهدن الدكتور سيزار باسيم الذي لفت الى انه لم يكن من المقبول ابدا ان يمر النجاح الباهر الذي حققه الوزير عريجي في ادارته لوزارة الثقافة دون ان يقابل بما يستحق من تكريم في البلدة التي انجبته.
وقال: “لقد أفرَحَنا جميعاً نَجاحُه، لكِنَ فَرْحَتَنا بالوزير عريجي صارَتْ فرحَتيْن حينَ مُنِحَ وسامَ الشرف الفرنسي للفنون والآداب من رتبة كومندور Commandeur. فقد جاء مَنحُه الوسام ليتوّج سنتين ونصف من العمل المُضْني، إنما المنظم، والمدروس، والفعّالْ، الذي جَعَلَ وزارة الثقافةِ تتسامى فوقَ امكانياتها المحدودة، وتضطلعَ بدورها البنّاءِ على النحو الأمْثَلْ. على النحو الذي يتوخّاه كل من يدرك أن الثقافة هي وجهُ لبنان الأبهى.
لذلك، تلاحظون أن ما يجري هنا، اليوم، هو تكريمٌ ومشاركةٌ في تقبّلِ التهاني.
التكريمُ مستحقٌ قبل الوسام.
والمشاركة في تقبّل التهاني لأن المجلسَ البلدي في زغرتا-اهدن يرى أن واجِبَه يقضي بالوقوفِ في صفِ مُتقبّلي التهاني عندما يُقلّد وزيرٌ لامعٌ من زغرتا وسامَ الشرفَ الفرنسي.
لذلِك غَلبْنا على دعوتِنا لكم طابعَ الإستقبال.
وقد طعَّمْنا المشاركةَ في التهاني بتكريمٍ، لأن لهذا التكريم نكهته الخاصة فهنا التراب والجذور. وهنا الأهل، والبيت. وهنا الطفولة، والمدرسة. وهنا الصداقات الأولى، وقمر اهدن القريب. وهنا ضجَّ الصدرُ, أوّلَ ما ضجَّ، بالأحلامِ، وتحرّكت في النفس الرؤى.
وتابع : “سحابة سنتين ونصف، ونحن نتابعُ، بإعجابٍ، مع سائرِ اللبنانيين، عَمَلَ الوزير عريجي في سبيلِ تعزيزِ الثقافةِ بين أبناء الوطن، بما ُيعلي شأنَ لبنان، ويردُّه الى الواجهةِ التي طالما َتصَدَّرَها، في هذا الجزءِ من العالم”.
وقد كنّا نخشى عليه أن يدركَه التعبُ، في بعضِ الطريقِ، لكنه كان صلبَ العود محافظاً على اللياقات والدبلوماسية فارضاً احترامه وهو الذي ترعرع في بيت رباه على حبِّ الثقافةِ، وعُشقِ الكتاب.
وكنّا نخشى عليه من ضيقِ امكانيات الوزارة التي تبوّأَ مَنْصِبَها، لكنه عرفَ كيف يتدبّرُ أمْرَه، وينتزعُ ثقةَ المُموّلينَ، من القطاعِ الخاص.
وكانتِ الغايةُ أن يُبرزَ وجهَ لبنان بأكثر ما يمكنُ من الإشرافِ، رغم كل صعوباتِ الحاضرِ، وأوجاعِه، وتجاذباتِه المُدوّخة.
وقد بَذَلَ أقصى ما في ِوسعِه من أجل تحقيق هذه الغاية.
الى أن جاء التقديرُ الفرنسيُ ليزيدنا رغبة في التكريم.
وقد حَيَّتْه نظيرتُه الفرنسية، وزيرةُ الثقافةِ والتواصل، السيدة أودري أزوليه Audrey Azoulay ، على تفانيه من أجلِ الثقافةِ، ومن أجل الحوار بين فرنسا ولبنان، وهي تُطوِّقُ عُنُقَه بالوسام. هذا الوسامُ الذي لم يُعلَّق على صدر آخر في لبنان منذُ خمسةَ عشر عاماً.
شعرنا، يومَها، معالي الوزير، أن الوسامَ يُعلّقُ على صدر زغرتا كَكُل. نحن الذين إعتبرنا، طوالَ مسيرتِك، أن نجاحَك في مَهامِكَ الوزارية، مصدرُ فخرٍ لنا جميعاً. وانجازاتُك واضحةٌ للعيان. للقاصي والداني.
وقد سرَّنا أن تشملَ بإنجازاتِك، وأن تَسُدَّ حاجَتها لرعايةِ، وإحتضانِ، المواهبِ الموسيقيةِ والغنائية، بإفتتاحِك فَرْعاً للكونسرفاتوار الوطني في مركز “أجيال”، في كفرحاتا.
كما سرَّنا أن تشملَ البلديةَ بالذات بفضلِك، من خلال سَعْيكَ المُخلص مع “مؤسسة الأمير الوليد بن طلال”، من أجل تأهيلِ المسرح البلدي في زغرتا – قاعة بيار فرشخ – الذي أوشكت أعماله على الإنتهاء.
اختمُ كلمتي شاكراً الجميعَ على تلبيةِ الدعوة، متوجّهاً أيضاً، بالشكرِ لإدارةِ الجامعةِ الأنطونيةِ، في مجدليا، لتكرّمها باستضافتنا، متمنياً أن يدوم تقدمُها، والإزدهار.
وشكر خاص لكل الذين عملوا لانجاح هذه المناسبة.
بعدها كانت كلمة الوزير عريجي معربا عن سروره لتكريمه في زغرتا بين الاهل والاحبة معربا عن اعتزازه لانتمائه الى هذه المنطقة التي اعطت من قامات كبيرة ولا تزال في الإيمان والقداسة وشهداء البطولة الأبرار والوطنية والفكر والآداب والفنون.
وقال: مهما نأت بنا الأيام والظروف ومسؤوليات الدنيا، تظلّ جمرة الانتماء إلى عمق الجذور – بفعل ذلك الوتر السحري، إلى رائحة التراب مع المطرات الأولى والوان الفصول ومراتع الطفولة وعبق الكروم، وعصف الحبّ الأول…
يغمرني الليلة، شعور دافئ بالأمان الإنساني الجميل، وبلذّة إغماضة العين وانا في أرجوحة عاطفة الاحتضان الرائع، بفضلكم، هنا في زغرتا بين الأهل والاحبة، أرضِ الولادة والطفولة والشباب الاول.
أعتز بانتمائي الى هذه المنطقة الأحب من بلادي، كما افخر بما اعطت من قامات كبيرة ولا تزال في الإيمان والقداسة وشهداء البطولة الأبرار والوطنية والفكر والآداب والفنون.
اما إهدن فلها عندي ارتباط سحري وجداني وفعل انتماء للجذور الكيانية العميقة.
هذه العشية، اشعر بحَرجٍ وارتباك وانا على منصّة التقدير…
إنكم تكرّمون صديقاً وقريباً ونسيباً، ووزيراً سابقاً.
هذا الموقع، أدين به للزعيم الصديق الأعز سليمان بك فرنجيه.
اعتز بمنحي شرف تمثيله في الحكومة وبالثقة الكبيرة التي أولاني، وللدعم المطلق الذي أتاح لي القدرة على إنجاز ما فعلت في الثقافة والسياسة … حيث عبرت عن صلابة الثوابت الوطنية التي نشأنا عليها في هذه المنطقة ووضوح الرؤية وشفافية الموقف سمة الوزير فرنجيه. واليوم انتقلت الامانة الى الوزير الصديق يوسف فنيانوس الذي اتمنى له النجاح في مهامه فهو بلا شك على قدر المسؤولية.
وتابع: بفرح وراحة ضمير أتطلع إلى فترة توليّ وزارة الثقافة… هذا الموقع أتاح لي فرصة التعرّف على قطاع لعله الأجمل، من خلال التواصل مع اهل الحرف واللون والخشبة والشاشة والمبدعين في المجالات كافة، والاطلاع على أحلامهم والطموحات والمطالب المحقة….
كانت فرصة رائعة لربط علاقاتٍ إنسانية وصداقاتٍ مع العديدِ منهم وتعرف أعمق لإبداعاتهم، ما وسًع أفق ثقافتي وأغنى شخصيتي.
واسمحوا لي هنا ان ارحب بالصديق والقامة الثقافية والانسانية الاستاذ مرسيل خليفة الذي ما ان عرف بهذا التكريم حتى بادر الى الاتصال وابدى رغبته بالحضور والقاء كلمة.
حضورك يشرفني وكلامك الجميل دخل قلبي وسوف يبقى به الى الأبد.
وقال: إنَّ ورشةَ الإنماء الثقافي، عملٌ مُستدام لا يمكنُ ولا يجوزْ أن يتوقف، خدمةً للمبدعين ولدورِ الثقافة الرائد، سمةِ هذا الوطن الرائع
ومن هذا المنطلق، حفلت السنوات الثلاث الماضية بأيام مليئة بتحضير وتنفيذ مشاريع تحتضن الإبداعات الفنية والأدبية وتوفر لها أطر النمو والتطور، كما العمل على حماية وصيانة المواقع الاثرية والتراثية غنى لبنان التاريخي، وفي هذا الاطار حاز المتحف الوطني على حيًز كبير من اهتمامي لما يشكل من رمزية وقيمة انسانية وتاريخية فريدة.
ان هذا العمل لم يكن ممكناً انجازه لولا تفاني ومهنية اخلاص فريق العمل الذي رافقني خلال مهمتي. لهم مني الشكر والعرفان. كما لولا دعم وتشجيع عائلتي وأصدقائي واهل مدينتي وشفاعة وحماية سيدة زغرتا.
لقد استأثرت زيارة المناطق، بعيداً عن العاصمة، بالكثير من اهتمامي لإيماني الراسخ بضرورة تحقيق وانعاش اللامركزية الثقافية إنفاذاً لإملاء الدستور اللبناني الواضح في الإنماء الثقافي المتوازن لما للثقافة من دور محوري في بناء نسيج وطني متنور، ولتشجيع المناطق اللبنانية على اكتشاف وتطوير مواهب أبنائها وإدماجها بالحتمية الوطنية، في ثراء لبنان الثقافي ودوره الدائم الإشعاع، في الداخل والمحيط العربي وما وراء البحار…
وفي هذا الإطار أشدد على ضرورة اضطلاع البلديات والجمعيات ومنتديات المجتمع الأهلي، بدور أكـبر في حثّ وتشجيع واستنهاض الطاقات الفكرية والفنية والتراثية، وإقامة المزيد من المناسبات الثقافية والمهرجانات الفنية على تنوعها ما يفيد المناطق على الصعد الثقافية والاقتصادية والانمائية.
كما أرى ان تنتج كل منطقة في لبنان خاصيّة تطبعها وتكوّن بصمة وعلامة فارقة في تنوّع الخريطة الثقافية الوطنية، على غرار دول العالم الراقي.
وتابع: ان الطاقاتِ الإبداعية الهائلة التي يتمتعُ بها لبنان في المجالاتِ الثقافية والفنون، لو أتاحتْ لها الدولة الظروفَ الموضوعيةَ الملائمة والتشجيعَ الضروري، لَكَوَّنتْ قطاعاً مُنتجاً للبنان على الصُّعدِ الثقافيةِ والاقتصادية، يضافُ إلى القطاعاتِ التقليدية في الصناعةْ والزراعةْ والخدماتْ، على غِرارِ اقتصاداتِ دولِ العالمْ.
إن الحاجةَ والضرورةْ، تُحتّم علينا في لبنان، التعويلَ على اقتصادِ المعرفة وتفعيله على كلِّ المستويات والاستفادة منه إلى الحدودِ القصوى، لخيرِ لبنانَ الإبداع والمبدعين.
واضاف: حوالى ثلاث سنوات قضيتُها في خِضَمِّ الشأنِ العام، وفي قناعتي أنه لا منة للمواطنين إدارةُ المسؤول مرفق الشأن العام. انه بالحتمية الوطنية والأخلاقيات يؤدي واجباً هو حقٌ مقدسٌ للناس والمجتمع … فتبوأَ مسؤوليةِ الموقِع هدفُهُ الاول خدمةَ الوطنِ والمواطن وليس مجرد الوصول الى السلطة والتمتع بمنافعها.
كما أنَّ ممارسة الصلاحيات – يجب أن تكون دائماً وفقاً للدستورِ والقانون وبروح المسؤولية البناءة بعيداً عن السياسات والحزبيات الضيقة.
آمل أن أكونَ قد أديتُ ما يُمليهِ عليَّ الضميرُ والواجب، وبإظهار الوجه الحضاري الجميل والراقي للبنان بشكل عام ولزغرتا الزاوية واهلها بشكل خاص.
وختم قائلا: سعيدٌ أنا الليلة باحتضانكم لي. فرحٌ هائل يعبِّئ نفسي. وأَتمنى أن أكون مستحقاً لهذا الحب والتقدير وأهلاً للتكريم – الغامر…
اشكر مبادرة بلدية زغرتا – اهدن، وأخص بالشكر رئيس البلدية الصديق الدكتور سيزار باسيم وكل فرد من أعضاء المجلس البلدي واتمنى لهم النجاح في ورشة تطوير وعصرنة خدمات الإطار البلدي في الانماء الشامل لمدينتنا العزيزة.
وفي الختام قدم رئيس البلدية الدكتور سيزار باسيم واعضاء المجلس البلدي هدية رمزية للوزير عريجي هي 3 كتب مطبوعة على مطابع النقيب جوزيف الرعيدي.

img-20170121-wa0054_resized img-20170121-wa0055_resized img-20170121-wa0051_resized img-20170121-wa0052_resized img-20170121-wa0057_resized img-20170121-wa0058_resized img-20170121-wa0059_resized img-20170123-wa0023_resized img-20170123-wa0024_resized img-20170123-wa0025_resized img-20170123-wa0026_resized
<
>