Beirut weather 14.65 ° C
تاريخ النشر June 25, 2025
A A A
زعامة أميركا على محك ترامب!
الكاتب: صلاح سلام

كتب صلاح سلام في “اللواء”:
يمكن القول أن الكل خرج من الحرب الإسرائيلية ــ الإيرانية ــ الأميركية رابحاً، على طريقة الأفلام الهوليوودية الساخرة «win .. win»، بمجرد إستغلال أسماء وصور اللاعبين الأساسيين في الفيلم.
إيران ربحت بقاء النظام، وحياة الإمام الخامنئي التي تشارك الأميركي والإسرائيلي في توجيه التهديدات لإستهدافه مباشرة، بعدما أعلن ترامب شخصياً «إننا نعلم أين يختبىء الخامنئي»، الذي بادر إلى تسمية خلفائه المحتملين، في حال تعرضه للإغتيال بعد الإنذارات الأميركية والإسرائيلية المتعاقبة.

إسرائيل ربحت الرهان على ضرب وتعطيل المشروع النووي الإيراني، الذي جعل منه رئيس حكومة العدو نتنياهو المحور الأساس في تبرير إستمراره في السلطة، بعد زلزال طوفان الأقصى في ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣، الذي شكل الضربة الأقوى التي يتلقاها الأمن الإسرائيلي، وما تلاه من حرب الإبادة ضد أهالي غزة، والتي تعتبر الأطول والأقسى منذ نشأة الكيان الصهيوني.
الرئيس الأميركي ترامب أتقن لعب دور المايسترو، وأثبت مرة أخرى أن بلاده هي القوة الأعظم في العالم، وتملك أضخم أنواع الطائرات والقنابل الذكية، الأكثر تطوراً والأشد فتكاً، وهي قادرة على إشعال الحروب بكبسة زر، وعلى إيقاف المعارك الطاحنة بإشارة أصبع، والإعلان عن إنتهاء الحرب بأمر من بضع كلمات.
الحديث عن مهزلة قصف قاعدة «العديد» الأميركية في قطر أصبح من الماضي، أمام المشاريع المطروحة لتغيير أجواء الحروب في المنطقة، وإستبدالها بمناخات أكثر ثباتاً من السلام والإستقرار، بعدما أصبحت أبواب التسويات مفتوحة على مصراعيها، إثر ظهور ميول نحو سياسات أكثر واقعية، وأكثر بعداً عن الإيديولوجيات المتزمتة، ورغبة دول المنطقة في الجنوح إلى ضفاف الأمن والإستقرار، بعد عقود من الحروب والإضطرابات التي أنهكت شعوب الإقليم، وإستنزفت طاقات البلدان المتنازعة.
وحده الكيان الصهيوني قد يشكل العقبة الكأداء في إنتقال الشرق الأوسط من خنادق القتال والتوتر إلى آفاق السلام والإستقرار، لأن نتنياهو وتحالفه مع الأحزاب الدينية المتطرفة، مستمرون في رفض مشروع «حل الدولتين»، وإنهاء الصراع مع الفلسطينيين،
ومصرُّون على متابعة حرب الإبادة في غزة، رغم كل الضغوط الدولية لوقف المجازر اليومية ضد المدنيين العُزَّل في القطاع.
ترامب أكد عشية إعلانه وقف الحرب الإسرائيلية ضد إيران، وما أفضت إليه من تعطيل البرنامج النووي الإيراني، أن طريق السلام في المنطقة أصبح مفتوحاً. ولكن حليفه المدلل نتنياهو كان يتابع قصف أهداف حيوية في إيران، ويستمر في مطاردة الفلسطينيين في غزة، ويتمادى في إعتداءاته اليومية على لبنان.
فهل يُلجم الرئيس الأميركي عدوانية نتنياهو التي تُبقي نيران الحروب مُتّقدة، ويفرض عليه سلوك طريق السلام العادل والدائم في المنطقة؟
زعامة أميركا على محك جدية ترامب في تحقيق السلام في الشرق الأوسط!