Beirut weather 26.41 ° C
تاريخ النشر October 4, 2024
A A A
ريكاردو كرم: ما تمّ اعتباره ضربة قاضية قوبل بمقاومة أكبر

كتب الإعلامي ريكاردو كرم عبر حسابه على منصة “إكس”:
“عام ١٩٩٢ وغداة اغتيال الأمين العام لحزب الله، السيد عباس الموسوي، تصدّرت الصحف الإسرائيلية عناوين تقول: “عهد الصراع مع حزب الله في ملعبه المريح قد انتهى”. ومع ذلك، جاء رد التاريخ مختلفاً.
ما تمّ اعتباره ضربة قاضية قوبل بمقاومة أكبر أدّت إلى التحرير وخروج جيش الاحتلال من لبنان عام ٢٠٠٠.
السبت الماضي، رأينا وسمعنا بنيامين نتنياهو يعلن عن اغتيال السيد حسن نصرالله ويقول “ولقد صفّينا الحسابات مع حزب الله”.
ولكن ماذا يكشف هذا الكلام؟ إنّه نفس الاعتقاد بأنّ اغتيال قائد يمكن أن يقضي على روح مسيرة طويلة ونَفَس جمهور عريض.
لم يسبق لي أن حاورت السيد حسن نصرالله لكنني التقيت به مرة واحدة خلال مأدبة إفطار أقامته مؤسسات الإمام الصدر – إذا لم تخني الذاكرة – عام ١٩٩٧ أو ١٩٩٨ في فندق الكومودور في شارع الحمراء في قلب بيروت. كانت تلك من المناسبات العامة النادرة التي يظهر فيها. أثناء مصافحتي له، هنّأني على ما أقدّمه – وقد فوجئت أنّه كان يتابعني، وقد قال لي: “ناصر الحق والحقيقة ولا تَخَف”. كنت في بداياتي وإنني أذكر ذاك اللقاء كما لو كان في الأمس.
منذ أسبوع، تمّ اغتيال السيد حسن نصرالله في بيروت. قالوا إنّهم “صفّوا الحسابات”، لكن ما الذي تغيّر؟ القتل ما زال مستمراً، الدمار يتفاقم لتحويل لبنان ربّما إلى غزة جديدة، الخوف يتغلغل في قلوب الناس ومع كل يوم يمرّ، تزداد أصوات الغارات الجوية والضربات العنيفة، وتهتز معها أسس حياتنا. الناس يفرّون في حالة من الذعر، غير متأكدين إلى أين يتوجهون … الشوارع مليئة بالعائلات الهاربة من منازلها، تحمل ما تستطيع , وفي كثير من الأحيان ليس حقائب، بل حزم من الملابس ملفوفة في أغطية … ماذا يريدون بعد؟
كل المجموعات اللبنانية- سواء كانت طوائف أو أحزاب- فقدت قادتها، وقد تمّ اغتيالهم بطرق درامية ومأساوية. وبغضّ النظر عما إذا كنّا معهم أو ضدّهم، من المناصرين والمؤيّدين أو المعارضين والمناهضين، فإنّ هذه الخسائر كانت كبيرة على البلد وعلى من أحبّهم وآمن بخطابهم. لكن متى ستنتهي هذه الاغتيالات؟
هنالك أصوات تعلو عبر المنابر الإعلامية الأجنبية، وتصوّر إسرائيل كمنقذ، كلام يخدم فقط تبرير أفعالها وإسكات من يحاولون إنهاء العدوان. كفانا دم، وموت، وتخوين، وأحقاد، وكراهية، وأحزان، وحداد. هذا الوطن الصغير لن ينهض إلّا بوحدة أبنائه. المستقبل الوحيد الممكن يُبنى على أساس دولة لبنانية قوية برؤية تركّز على الأمن والسلم والعدالة والحرية والازدهار والمواطنة. خلاصنا لن يأتي سوى بتضامننا. رحم الله جميع الشهداء. هم رحلوا لكن لبنان باقٍ – ويجب أن يبقى 🙏🕯️🇱🇧”.
#لبنان