Beirut weather 13.54 ° C
تاريخ النشر June 19, 2020
A A A
روني عريجي: هناك خيبة وطنية وأسس لبنان تهتزّ
الكاتب: موقع المرده

أكد عضو المكتب السياسي في المرده الوزير السابق المحامي روني عريجي أن حرية التعبير قاعدة ومبدأ اساسي، وهي مكرسة في الدستور اللبناني ولا يجوز كمّ الافواه في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، ولبنان كان قائماً على هذه الحرية منذ آلاف السنوات، كما أن لبنان صادق على شرعة حقوق الانسان التي تجيز انتقاد السلطة طالما لا تؤدي الى العنف والتفرقة الجندرية، ومن واجب السلطة والاجدر بها ان تكشف اسباب انتقادات وصرخة الناس عوضاً عن ان تضعهم في السجون.
وشدد عريجي على ضرورة احترام المقامات، ومن يلاحق الناس اليوم اثر التعرض الى مقام رئاسة الجمهورية هم الجهة نفسها التي كانت الاعنف على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة تغريدة النائب جبران باسيل ضد الرئيس ميشال سليمان، معتبراً ان “​التيار الوطني الحر​ يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي ليسوّق لأفكاره ان كانت صحيحة أو خاطئة”، داعياً إلى معالجة الاسباب وليس النتائج فقط”.
ولفت عريجي في حديث لبرنامج “نهاركم سعيد” عبر محطة الـlbci مع الزميلة ليال الاختيار الى ان التوقيف الاحتياطي هو فقط لضرورات التحقيق ولا يجوز قبل صدور الحكم بحق اي شخص وبالتالى لم يكن جائزا توقيف الناشط ميشال شمعون أمس”.
واضاف: “في حال وصول رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الى سدة الرئاسة لن يلجأ يوماً الى هذا الاسلوب المتبع اليوم في قمع حرية التعبير ففرنجيه من أشد الحريصين على حرية التعبير، متسائلاً: “لماذا استُدعي احد ناشطي المرده مع انه لم يتعرض الى رئاسة الجمهورية ولكنه كتب “بوست” ذات منحى سياسي”؟
وقال: “هناك خطأ بين التيار الوطني الحر والاطراف السياسية الاخرى وعلى تجربة الرئيس عون ان تنجح لنخاف منها واعتقد انها لم تنجح حتى اليوم فا​لوضع الاقتصادي​ كارثي والوضع السياسي متشنج، مشيراً الى أن البلد وصل الى حائط مسدود وبالتالي ان مكونات وأسس لبنان كافة تهتزّ”.
ورداً على سؤال حول محاولة المرده قطع الطريق على باسيل للوصول الى رئاسة الجمهورية، أجاب عريجي: “نحن في صراع واختلاف سياسي وحقنا ان نلجأ الى كل الاساليب المشروعة ومن حقنا ان نصل إلى الرئاسة ومن حقنا ان نعمل على عدم إيصال خصمنا السياسي إلى الرئاسة ونحن تحت سقف القانون وهذا أمر طبيعي للوصول الى هدفنا ويجب ان نسأل باسيل لماذا يواجه مشاكل مع كل الناس، ومن فتح معركة رئاسة الجمهورية هو الرئيس عون وليس نحن ولا نساوم على مبادئنا كي نصل الى مبتغانا والدليل علاقتنا مع الجميع”.
وأضاف عريجي: “أفضل ان يكون الشخص كسولاً على أن يؤجج البلد طائفياً وحزب الله لم يأخذ موقفاً بعد من رئاسة الجمهورية ولا يزال الرئيس الحالي يمارس مهامه وهذا النقاش سابق لأوانه والاولوية تكمن اليوم في معالجة الوضع الاقتصادي الاجتماعي والأمني”.
وأردف عريجي: “أتمنى ان يجنّبنا الرئيس عون الكابوس الآتي بدل السعي الى إيصال أي أحد إلى الرئاسة ولو كان صهره وتجدر الاشارة الى ان انطلاقة تياره كانت قائمة على محاربة التوريث السياسي فكيف يناقض نفسه اليوم؟”
واشار عريجي الى أن “ثوابتنا معروفة ولا “نبيّض وجهنا” وفرنجيه علاقته جيدة مع كل الدول وهي قائمة على الاحترام وهو مقبول من الجميع ولكن لا يتفق مع الجميع وان كلمته مسموعة وعلاقاته جيدة والسفراء يلمسون صراحته المعهودة في المواقف التي يدلي بها.
وقال: “الدولة السوفياتية كانت محبذة لوصول الرئيس الراحل سليمان فرنجيه الى سدة الرئاسة واجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفرنجيه في موسكو دليل احترام من الجانب الروسي”.
ورأى أن عدم توقيع التشكيلات القضائية يعتبر خطأً لأن القانون يعطي الحق لمجلس القضاء الاعلى بادارة الشؤون القضائية ومنها وضع التشكيلات القضائية ومن ثم يرفعها الى وزير العدل ويوافق عليها وتلزم رئيس الجمهورية بالتوقيع عليها وفي هذا النص صلاحية رئيس الجمهورية مقيّدة اذ كان من الافضل ترسيخ المبدأ وتوقيع التشكيلات ومن بعدها يمكننا ان نحاسب القضاة ومعارضة التشكيلات القضائية، معتبراً أن لبنان أهم من الرئاسات كلها والاهم تطبيق القانون واحترامه وأكنّ الاحترام لوزيرة العدل ماري كلود نجم التي كانت من الاساتذة المؤثرين في الجامعة اليسوعية واذا لم يعجبها القانون تستطيع ان تغيره وترفعه الى مجلس الوزراء”.
وعن لقاء بعبدا المرتقب قال عريجي: “منذ 30 سنة وكلما اتجهت الامور نحو الأسوأ يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري هو ضابط الايقاع وصمام الامان دائماً في هذا البلد، واستطاع ان يخلق شبكة من الأمان وشبكة من الثقة مع الجميع، لأن العهد نظراً لعلاقته السيئة لم يعد باستطاعته ان يلعب دور الميزان في البلد”، معتبراً ان “الحوار بالمطلق جيد خاصة عندما يمر البلد بمراحل صعبة بتاريخه لكن الحوار كي ينجح بحاجة إلى عمل وان عدم عقد حوار أفضل من انعقاده وفشله”، لافتاً الى أن الوضع متشنج بين العهد والقوى السياسية وان حواراً بهذا المستوى كي ينجح كان يفترض ان تشكل لجنة تجول على المشاركين للتهيئة لهذا الحوار ووضع مسودة بيان الا ان هذا لم يحدث ومن هذا المنطلق من حق فرنجيه ان يجوجل الامور ويقوم باتصالاته واذا وجد ان هذا الحوار يصب في مصلحة لبنان ويحقق نقلة سيشارك، لافتاً الى أن الاحسن الا يكون هناك حوار من ان يكون هناك حوار فيه مشكلة”.
وقال ردا على سؤال: “نحترم رئيس الحكومة حسان دياب واللقاء التشاوري ولا احد يمكنه ان ينتقص من وجودهم وتمثيلهم وهناك قلق في جزء كبير من الساحة السنية ويجب معالجة الامور في هذا الاطار واننا نفضل ان يتواجد في الحوار رؤساء الحكومات ومن ضمنهم الرئيس سعد الحريري”.
وعن العلاقة بين المرده والقوات اللبنانية قال عريجي: “هناك اختلاف كبير في التوجهات السياسية الا ان هناك نقاط التقاء بيننا على الساحة الداخلية ونحن لدينا اهدافنا السياسية وقمنا بمصالحة بعيدة عن المصالح السياسية وتجاوزنا ملفاً صعباً على الساحة المسيحية ولكننا لا ننسى شهداءنا ولم يسجل تقدم كبير بل يمكن أن أصف العلاقة بالعادية”.
واضاف: “نحن موجودون في السياسة منذ مئة عام وباسيل لم يكن قد وُلد بعد ما يعني ان ممارستنا السياسية غير مرتبطة به على الاطلاق”.
ولفت عريجي الى أن “هناك خيبة وطنية كبيرة وليس خيبة مسيحية فقط وعلى الدولة ان تؤمن مقومات العيش كي يبقى اللبناني في بلده الأمّ والدولة خذلت المواطن ودفعته نحو الهجرة”.
وشدد عريجي على أن “المرده لم يلمس يوماً ان هناك اتجاهاً لدى حزب الله الى جر لبنان الى اي منحى سلبي وان الدولة مسؤولة عن سوء الادارة في ملف الكهرباء وحزب الله يدرك انه لا يختزل كل اللبنانيين وتغيير لبنان بشكل دراماتيكي لا هدف للحزب فيه”.
ووجه عريجي تحية الى وزير الصحة حمد حسن والوزارة والمدير العام الذي تقاعد الدكتور وليد عمار.
واضاف ردا على سؤال: “لا نتحدى القضاء ولسنا مصرين على عدم مثول مدير عام منشآت النفط سركيس حليس امام القضاء وأنا وكيله وهو من أهم المدراء في الدولة وعمل على تحسين المنشآت بشهادة ديوان المحاسبة وساهم في جزء كبير من قانون النفط كما نظم قطاع المازوت وأعاد للدولة هيبتها والقضاء “دفش بالقوة” سركيس حليس حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم، وقد وصل حليس الى باب العدلية ولكن عندما شعر بالخطأ عدل عن المثول الى التحقيق الا انه سيمثل في الوقت المناسب أمام المحكمة ونحن نؤمن ببراءته”.
ولفت الى أن لبنان كله لديه مشكلة مع القاضية غادة عون واشير الى أنه يمنع الاجتهاد بوجود نص صريح وهناك اخطاء جوهرية ارتُكبت في ملف الفيول المغشوش واذا كان مغشوشاً لماذا لم يقدموا شكوى ضد “سونطراك” حتى الآن وهناك قرار بالاستمرار في التعامل معها وليس هناك اي ادعاء في هذا الملف.
وعن المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزيرة السابقة ندى بستاني علّق عريجي قائلاً: “بستاني ردت على النائب انطوان حبشي وليس على فرنجيه وكان الاجدر بوزير الطاقة الحالي ان يتحدث وفرنجيه لم يقُل انه لا يريد سلعاتا بالمطلق بل قال ان معمل سلعاتا ليس جاهزاً بعد”.
واستغرب عريجي من هذا الكلام المتداول “ما خلونا” هنا يجب على من يقول هذا الامر ان يستقيل لانه فشل.
في الشق الاقتصادي والمالي لفت عريجي الى أن “الانعكاس هائل على المودع اللبناني وعلينا ان نتّجه موحدين نحو صندوق النقد الدولي برقم مهني”.
ورداً على سؤال حول اذا ما كان تيار المرده قد ندم على مشاركته في الحكومة قال عريجي: “لم يكن لدينا رغبة بالمشاركة فيها ولكننا شاركنا لاعتبارات سياسية، لم نشعر بالندم ولكننا لسنا راضين وسعداء لأن الحكومة لم تنجح وقبل ان تستقيل الحكومة يجب تأمين البديل وأشك ان هناك بديلاً في هذه الفترة وعلى علمي فان الاستقالة لم تطرح حتى الساعة”.
وحول الذهاب من الاقتصاد الريعي الى المنتج قال عريجي: “الاقتصاد اللبناني لم يكن فاشلاً ولكن الدولة كانت فاشلة وهناك مشكلة في ميزان المدفوعات كان يمكن ان تعالج ومن الممكن تحسين الصناعة والزراعة في لبنان والادارة يجب ان نبعدها عن المحاصصة السياسية والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال انه يجب ان تكون الخيارات كلها مفتوحة أمام الدولة”.
وختم عريجي قائلاً: “نجدد التمسك بحرية التعبير واحترام القانون الذي هو مظلة ووُجد ليحمي الجميع وعلينا اعطاء الثقة للأجيال الشابة التي ستبقى في هذا البلد ومتى توفرت هذه المظلة عندها تكون الدنيا بألف خير”.