حسناً فعلت إدارة «نادي الأنصار» بحل رابطة جمهورها بعدما خرجت عن أهدافها الطبيعية المرسومة لها، وتحولت إلى أداة للشتائم المتعددة الاتجاهات (…)، ما ألحق ضرراً كبيراً بسمعة النادي وأثر تأثيراً كبيراً على أداء اللاعبين الذين باتوا يفتقدون التشجيع المطلوب لهم، كما يقول رئيس النادي سمير بدر.
وما تفعله رابطة جمهور الأنصار هو نفسه الذي ينطبق على رابطة جمهور النجمة، حيث الوضع يتشابه بنسبة كبيرة لجهة طغيان الشتائم على تشجيع اللاعبين، ومفعوله أكثر سلبية عند النجماويين كون أعدادهم تفوق بأضعاف أعداد الأنصاريين.
ولأن جماهير «النجمة» و «الأنصار» تشكل معاً الأغلبية الساحقة من رواد ملاعب كرة القدم اللبنانية، فإنها تظهر في الواجهة دائماً، من دون إغفال التصرفات المماثلة في بعض الأحيان لجماهير الأندية الأخرى التي تقل أعداداً عنها.
الأمر الثابت المتعارف عليه في عالم كرة القدم أن الجمهور هو اللاعب الرقم الـ12 في الملعب، لذلك فإن دوره في تشجيع اللاعبين أساسي لحثهم على تقديم كل ما عندهم، وزيادة، لتحقيق الفوز، لكن للأسف، فإن معظم لاعبي «النجمة» و «الأنصار» مستاؤون جداً من تصرفات الجمهور، وخصوصاً عندما يصدح بشتائم مذهبية تؤثر على أداء وتركيز اللاعبين الذين ينتمون لمذاهب مختلفة.
يقول أحد اللاعبين الذي طلب عدم ذكر اسمه: «كيف لي أن أركز على أدائي في الملعب وأنا أسمع المئات يشتمون أمي وأختي ومرجعياتي المذهبية والسياسية» (…).
وكلام هذا اللاعب ينطبق على جميع اللاعبين في الفرق كافة، وهي التي تضم بين صفوفها لاعبين من مختلف المذاهب والمرجعيات السياسية.
للتذكير، ما تزال اللوحة الرائعة التي رسمها جمهور «السلام» زغرتا خلال مباراته على أرضه مع «النجمة» عالقة في الأذهان، حيث شجع فريقه بطريقة مثالية رائعة ساهمت كثيرا في شحن اللاعبين بمعنويات كبيرة أوصلتهم لتحقيق الفوز.
ليت هذه اللوحة ترتسم عند جماهير كل الفرق، لأن الشتائم لم تساهم يوماً بصنع الانتصارات، بل على العكس كانت نتائجها كارثية على اللاعبين وعلى الأندية.
رسالة أخوة ومحبة إلى كل جماهير كرة القدم اللبنانية بلا استثناء: «حباً بالله وبأنديتكم ولاعبيكم، عودوا إلى أصالتكم وأخلاقكم وشجعوا بما يفيد، لأن الشتائم المتبادلة لم ولن تجدي نفعاً، ولتبقَ روابطكم نعمة على اللاعبين لا نقمة».

الصورة لجمهور السلام زغرتا