Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر September 3, 2017
A A A
رفع علم حزب الله على تلال القلمون نهاية حلم تل أبيب
الكاتب: د. فيصل مصلح - روسيا الآن

 

معركة عرسال لم تكن أبداً بالمعركة العادية ولم تكن معركة هامشية في خضم سلسلة المعارك الجارية في المنطقة بل كانت في صلب الإهتمامات الدولية لذلك عملت الدول الكبرى على مراقبة هذه المعركة على مدار الساعة عبر الأقمار الإصطناعية والتقارير الميدانية والطائرات المسيرة كونها تمثل نموذجاً قتالياً جديداً وفريداً من نوعه حيث أن حزب الله يخوض معركة قاسية ضد إرهابيين متحصنين في جبال وعرة وعلى إرتفاعات شاهقة أي أن الطبيعة الجغرافية تقدم للإرهابيين دعماً كبيراً لدفاعاتهم ما يجعل من إنتصار حزب الله في هذه المعركة خرقاً عسكرياً كبيراً في العلم القتالي حيث أن قوى عالمية كبرى عجزت عن حصد الإنتصار في ظروف جغرافية مماثلة مثل الإتحاد السوفياتي في أفغانستان والولايات المتحدة ضد طالبان.

لقد فوجئت الدول الكبرى من التقدم السريع لحزب الله فبعدما كانت تشير كل التوقعات إلى أن المعركة ستستغرق أكثر من شهر وأن الخسائر ستكون كبيرة جداً في صفوف حزب الله بسبب القتال الشرس الذي سيبديه الإرهابيين وبسبب قوة تحصيناتهم في صخور شاهقة وعالية وعاتية إلا أن قوات حزب الله إستطاعت من حسم المعركة خلال أيام قليلة فقط بخسائر لم تتجاوز العشرين شهيداً وهو الآن قاب قوسين أو أدنى من إعلان النصر ما أذهل المراقبين العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين ووضعهم في مأزق كبير في المنطقة حيث أصبح حزب الله لاعباً مقرراً في منطقة الشرق الأوسط فقد تحول خلال خمس سنوات من قوة داخلية لبنانية إلى قوة إقليمية وأصبح بعد معركة الجرود بمصاف القوى الدولية لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية وهذا ما اعترفت به جريدة نيويورك تايمز حيث تكلمت موسعاً عن حالة الذهول في الأوساط العسكرية الأمريكية والفرنسية والبريطانية من قدرات حزب الله الخارقة وعن المأزق الذي تواجهه امريكا وإسرائيل في المنطقة بسبب خرق حزب الله لكل التوقعات العسكرية وعن تحوله لقوة بمصاف القوى الدولية في الشرق الأوسط خاتمة كلامها بأن رفع علم حزب الله على تلال القلمون هو نهاية حلم تل أبيب.

أن يلتقي الجيش السوري مع الجيش العراقي عند الحدود السورية العراقية وأن يلتقي الجيش اللبناني مع الجيش السوري عند الحدود اللبنانية السورية وأن يحقق حزب الله إنجازات خارقة في قدرته على وصل الجيوش بعدما قطع وصالها الإرهاب في المنطقة وأن يتمكن الحشد الشعبي في العراق من حصد الإنتصارات ضد تنظيم داعش يعني أن في المشرق العربي أصبح هناك قوة عسكرية متجانسة تفوق النصف مليون مقاتل متمرس قادرة أن تحدد مصير الشرق الأوسط برمته.