Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 8, 2018
A A A
رشيدة طليب… أول فلسطينية في الكونغرس “المرة المقبلة إلى الرئاسة”؟
الكاتب: محمد يونس - الحياة

مثل غالبية العائلات الفلسطينية التي تعيش الشتات المتعدد، أخذ أقرباء رشيدة طليب، أول امرأة فلسطينية، وأول مسلمة، تفوز بعضوية «الكونغرس» الأميركي، يتبادلون التهاني من ثلاثة أقطار، أميركا والأردن وفلسطين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
«المرة المقبلة إلى الرئاسة، إن شاء الله» قالت والدة رشيدة، وهي تخاطب شقيقتها اللاجئة في الأردن، وشقيقها في قرية بيت عور الفوقا، قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
استذكرت والدة رشيدة معركة ابنتها المحامية الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والفقراء في ولاية ميتشغن، التي ولدت ونشأت فيها، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أثناء حملته الانتخابية في الولاية في العام 2016، حين تصدّت له وهاجمته بشدة إلى أن أخرجها الحراس من القاعة.
«وقفت في وجهه في الانتخابات السابقة، وإن شاء الله ستقف في وجهه مرشحة في الانتخابات المقبلة، وستنتصر بإذن الله» قالت الوالدة من على شاشة الـ «أي باد» ودموع الفرح تغالبها…
وفازت رشيدة على خمسة مرشحين في الانتخابات التمهيدية في ولاية ميتشغن، وحصلت على ترشيح «الحزب الديموقراطي»، لتحصل على مقعد دائرتها من نائب يدعى جون كونيرز، احتفظ به منذ العام 1965، إلى أن خرج أخيراً بعد سلسلة فضائح جنسية، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية.
ورشيدة (42 سنة) هي الشقيقة الكبرى لـ 14 ابناً وبنتاً لعائلة فلسطينية مهاجرة إلى أميركا، الأب من حي بيت حنينا في القدس والأم من قرية بيت عور. وقال خالها بسام طليب (52 سنة) إنها درست الحقوق ونشطت في الدفاع عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص، وعن البيئة.
وقبل ترشحها إلى عضوية الكونغرس، كانت رشيدة نائباً في البرلمان المحلي في ولايتها ميتشغن، حيث برزت في حربها ضد أحد كبار رجال الأعمال الذي يدير مصفاة للنفط تعمل على تلويث البيئة، وفي دفاعها عن حقوق الفقراء، وفي مطالبتها الدائمة بتحسين نظام الخدمات الصحية. وأثناء الانتخابات الرئاسية، اشتهرت بنضالها ضد تأثير المال في السياسة.
وفي تعريفها عن نفسها على موقعها كتبت: «أنا أميركية، أم، مسلمة، عربية أميركية وإمرأة».
وقال خالها بسام: «رشيدة فخورة بفلسطينيتها وقالت لنا إنها سترتدي الثوب الفلسطيني التقليدي المطرز في حفل افتتاح البرلمان الجديد، وستؤدي القسم على القرآن الكريم».
«هذا بحدّ ذاته برنامج سياسي» قال بسام، وهو ناشط اعتُقل مرات عديدة في السجون الإسرائيلية بتهمة الانتماء إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
ويعرف أبناء العائلة رشيدة منذ طفولتها حيث كانت تزورهم في كل صيف. وقالت خالتها هدى التي تعيش في الأردن وتزور القرية بين حين وآخر: «رشيدة تدافع عن حقوق الناس، ومنذ طفولتها كانت ترفض السماح لأحد بأن يظلم آخر أو يأخذ حقه». وأضافت: «كان والدي يقول عنها وهي صغيرة: هذه البنت ستكون محامية أو رئيسة دولة»، بسبب قوة شخصيتها ودفاعها المستميت عن الحق.
«ربما ستصبح رئيسة لأميركا في الانتخابات المقبلة» تابعت الخالة.
وتعتز رشيدة بفلسطينيتها، وهي سعت إلى إكمال دراستها الجامعية في «جامعة بيرزيت» القريبة من القرية، لكنها عدلت عن رأيها بسبب اختلاف النظام التعليمي. وتزوجت أيضاً من أحد أقاربها الذي انتقل للعيش معها في أميركا.
«حتماً ستدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني من موقعها الجديد، فهي ابنة هذه الأرض، ابنة هذا الشعب» قال خالها بسام.