Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر June 7, 2016
A A A
رشوا “مي مصلاية”!
الكاتب: ايلي نصار - البلد

سيّدنا المطران بولس مطر الجزيل الاحترام، كانت الحكمة التي تعلّمنا على مقاعدها سنوات طويلة معظمها في عزّ الحرب اللبنانية الاهلية، تُعلمنا ان الطائفية بغيضة وان الانسان مهما كانت طائفته او لونه او دينه او مذهبه هو “خيّنا” بالإنسانية و”كل مين ع دينو الله يعينو”.
كنا في المدرسة مسلمين ومسيحيين نتعلم ان نحب بعضنا بعضاً كما احبنا الله، وكان ذلك في الصفوف العادية كما في صفوف التعليم المسيحي التي كان يحضرها معنا حكماويون مسلمون.

06062016-103141-1-060616033141
بعد المدرسة، وفي نادي الحكمة كنا مسلمين ومسيحيين في كرتي القدم والسلة لاعبين وجمهورًا ندافع عن النادي وأسمه ونعرف ان الرياضة ربح وخسارة مع اننا كنا نقاتل للفوز والانتصار في الملاعب انتصاراً لاسم الحكمة الكبير، إلا اننا كنا نتقبل الخسارة ونسعى بعدها للربح.
كانت تلك روح الحكمة التي لا تزال فينا، فأين هي تلك الروح اليوم؟
نحن ورغم اننا جيل الحرب إلا اننا لم نكن طائفيين ولا مذهبيين ولا عنصريين، كما هي حال بعض اهل الحكمة اليوم وبينهم رجل دين وبعض الإداريين، من الذين بدل ان يعلموا طلابهم وجماهير ناديهم التسامح ومحبة الآخرين والوطنية والروح الرياضية التي هي عنوان الحكمة التي عرفناها، وان الحياة قبل الرياضة ربح وخسارة، “يتشدقون” بكلام طائفي تقسيمي بغيض لا يفهمه اهل الحكمة الحقيقيون، ورغم ان من قاله يحب الظهور كما يبدو اكثر من تعاليم سيدنا يسوع المسيح، لان من قاله تحول إلى نجم تلفزيوني بدل ان يكون نجم الله على الارض، ولان الكلام “الشعبوي” بات للأسف يتقدم على كلام الله!!!
إذا كنت سيادة المطران تسمح بأن يكون ملعب نادي الحكمة ذاك المعهد الوطني الكبير، كانتوناً لبعض المحسوبين على الحكمة ممنوع فيه التتويج والاحتفال كأنه ارض “مقدسة”، وإذا كنت تسمح ان يقال ان عبوة مياه رميت في الملعب وجرحت اخانا في الإنسانية (من طائفة اخرى) ومن نادٍ منافس معظم لاعبيه هم جان وكريس وعلي وفادي ووائل مباشرة على شاشة التلفزيون، مهما كانت افعال الحكام والاتحاد والإداريين المنافسين وهو كلام يراد منه تغطية الفشل الفني والإداري الذريع وليس اي شيء آخر، فيها “ميّ مصلاية”، فنرجوك الا تكون كل “الميّ المصلاية” التي ترش في بيوتنا في عيد الغطاس او ماء العماد الذي يتعمد به اطفالنا مثل تلك المياه فيها بغض وحقد وعدم مسؤولية، لأن في ذلك خطيئة وجريمة ضد الإنسانية!
لم نعد نعرف ما إذا كان اعتراف البعض ومنهم رجل الدين المعني الذي صرّح بما صرّح من قلب ملاعب المعهد الوطني الاول في لبنان والعالم العربي الذي تعلم فيه جبران ورؤساء ونواب ووزراء وسفراء من كل الطوائف بالخطأ فضيلة… أو يلزمه مطرانا او بطريركا او كاردينالا او حتى قداسة البابا ليغفر له الرب ما اقترفه؟!
اما نحن فسنبقى حكماويين على مساحة الوطن، ملعب المنارة كملعب غزير وملاعب الـ 10452 كيلومتراً مربعاً ملاعبنا، وكل ساحات الوطن ساحاتنا، وكل طوائف البلد طوائفنا وكل المذاهب مذاهبنا فهكذا علمتنا الحكمة يوم كنت يا سيّدنا رئيسها.
كل ما قيل في الساعات الماضية لا يعبّر عن حكمة ابداً، وليت الحكمة او بالتحديد “حكمتنا وحكمتك” تعود يوماً إلى الحكمة التي نحب حكمة لكل لبنان واللبنانيين، والسلام.