Beirut weather 12.41 ° C
تاريخ النشر April 4, 2025
A A A
رسومات وأيقونات وكتابات بالسريانية في كنيسة مار يوحنا المعمدان في زغرتا
الكاتب: دميا فنيانوس - موقع المرده
1094389
<
>

بعد تكاثر اعداد الزغرتاويين وتوسّع العائلات في زغرتا رأى المغترب الاهدني في المكسيك الراحل الشيخ قبلان المكاري ضرورة بناء كنيسة كبيرة فكانت مار يوحنا المعمدان في زغرتا في عام ١٩٥٠.

وقبل الانتهاء من مرحلة البناء، دعا الشيخ المكاري الفنّان العالمي صليبا الدويهي الإهدني إلى المكسيك قبل وضع الرسومات في كنيسة مار يوحنا.
وقام الفنّان الدويهي بدرس الفنون الشرقيَّة والبيزنطيّة والمخطوطات السريانيّة، والفن الفارسي، قبل أن يعود إلى لبنان سنة ١٩٥٥ واتخذ من مدرسة “عين ورقة” في غوسطا مقرًا له، حيث بدأ بالتصاميم لرسوم كاتدرائيّة مار يوحنّا المعمدان.
وتم تكريس الكنيسة في العام ١٩٥٧ وكان الأحد الأخير من شهر تشرين الأول. وايضًا تم بناء “بيت الكهنة” عام ١٩٥٨ وكانت اول تجربة للحياة الكهنوتية الجماعية ولا يزال “بيت الكهنة” موجودًا الى يومنا هذا.

بالعودة الى رسومات الكنيسة، رسَم صليبا الدويهي في القبّة فوق المذبح جدرانيّة الرب الأزلي تحيط به الملائكة ثمّ وضع عند المذبح اللّوحة الأساسية لشفيع الكاتدرائيّة يوحنّا المعمدان وهو يعمّد المسيح في نهر الأردن ومن ثم أحاطها بالرسل الاثني عشر، وكتب أسماءهم بالسريانية.
ومن ضمن رسومات السقف نجد أيقونة البشارة، أيقونة الميلاد، أيقونة زيارة العذراء مريم الى القديسة اليصابات، أيقونة الطفل يسوع بالاضافة الى رسومات اخرى مثل الكرمة التي ترمز الى الكنيسة، عصير العنب في سر الافخارستيا، الكأس الذي يرمز الى الخلاص والابريق الذي استخدم في غسل أرجل الرسل الاثني عشر وقارورة الطّيب التي سكبتها الخاطئة على قدمي يسوع لتعبّر عن توبتها.
اما مذبح الكنيسة فهو مصنوع من الحجر ورفعت عليه منحوتة للأخوين بصبوص تمثّل العشاء السري، وذلك بحسب كتاب “إهدن فردوس الكنائس والأديار حجارة تتكلم” للخوري يوحنا مخلوف.

على الأطراف الأماميّة من الكنيسة، هناك صورة لعذراء غوادلوبي من جهة اليسار، وللقديس يوسف يحمل الطفل يسوع من جهة اليمين، أمّا في قسْم السقف الأمامي الذي يعلو المذبح فقد صوّر الإنجيليين الأربعة (متى، مرقس، لوقا ويوحنا) تتوسّطهم صورة القديس بولس الرسول وهو يعظ في أثينا، وذلك بحسب كتاب “زغرتا تاريخ من تاريخ” للباحث روي عريجي.

وضمّت كنيسة مار يوحنا المعمدان مستوصفًا استخدم كمستشفى ميداني في خلال الحرب الأهلية سنة ١٩٧٥ وبيت الكهنة ومستوصف رعيّة إهدن – زغرتا ومكاتب إدارة الرعيّة.
ورُمّمَت الكاتدرائية عدة مرات أبرزها كان بعد الحرب اذ طاولتها القذائف في آذار سنة ١٩٧٦ ورممت للمرة الثانية في حزيران سنة ٢٠١١.