Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر August 7, 2024
A A A
رسالة حماس لإسرائيل بإختيار السنوار: أتيناكم بالرجل الصعب!
الكاتب: حسناء سعادة

كتبت حسناء سعادة في “سفير الشمال”:

بخطوة لم تكن متوقعة اعلنت حركة حماس انها اختارت يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي، ما شكل رسالة قوية للعدو الاسرائيلي مفادها ان المقاومة في غزة لا تزال صامدة وقادرة وحيوية.

كان على قيادة حماس ان تختار خلفا لرئيس مكتبها السياسي الشهيد اسماعيل هنية الذي تم اغتياله قبل نحو اسبوع في العاصمة الايرانية طهران، اجتمعت وكان من المتوقع ان تختار كالعادة شخصية تعيش خارج غزة كي يكون لديها مرونة التحرك وتمثيل الحركة والتفاوض باسمها حتى ان البعض توقع ان يتم اختيار خالد مشعل او غيره من قيادات حماس التي تعيش خارج الاراضي الفلسطينية الا ان قرار تسليم السنوار رئاسة المكتب السياسي جاء مفاجئا للبعض الذي اعتبر ان هذه الخطوة ستعزز من شروط حماس في التفاوض وان نهج المقاومة مستمر والتحكم بالقرار السياسي والعسكري سيكون من داخل غزة وليس من خارجها كما هو متعارف عليه.

“اخطأنا باغتيال اسماعيل هنية” اعترف احد ضباط جيش العدو ليس محبة بالشهيد هنية الذي كان يقود مفاوضات شاقة لوقف النار بل ارتياباً من رئيس جديد هو احد مؤسسي الجناح العسكري في الحركة وواحد من اهم مهندسي عملية طوفان الاقصى، والمقاوم الذي يصف نفسه بالمجنون والصامد في غزة على مدى عشرة اشهر من حرب طاحنة وضعته خلالها اسرائيل على لائحة الاغتيالات والتصفيات فيما كانت اميركا خصصت مكافأة لمن يسلمها رأسه.

يقول متابعون ان انتخاب السنوار يأتي رداً على اغتيال هنية برسالة مفادها لا تريدون الرؤية المعتدلة فأتيناكم بالرجل الصعب، ويكشفون ان المقاومة في غزة لا تزال تتمتع بالحيوية اللازمة لمتابعة الحرب والصمود.

ويلفت المتابعون الى ان اختيار رئيساً للمكتب السياسي من داخل غزة يعيش يوميات اهلها، يصمد ويقاتل ولديه النفوذ في الداخل لهو دليل على ان الحركة باتت تريد اتخاذ قراراتها من داخل غزة وليس من خارجها كما كان يحصل دائما وان قرار الحرب او التفاوض او التسوية يتخذ ضمن الارض حيث تدار المعارك وليس عبر ديبلوماسية التفاوض في الخارج.

ويعتبر المتابعون ان اختيار السنوار تأكيد بان سياسة الاغتيالات لن تقدم او تؤخر ولن تنجح في كسر شوكة المقاومة ولن تثني حماس عن تحقيق اهدافها.

المطلوب الاول لدى اسرائيل، بات رئيسا للحركة حيث سيفاوض باسمها اذا انطلقت مفاوضات واذا حصلت تسوية سيوقع باسم حماس وسيرصده الطيران الحربي الاسرائيلي من دون ان يجرؤ على اغتياله.

ماذا بعد هذا الخيار؟ وهل ستكون هناك مرحلة مفاوضات قبل اشتعال الحرب الشاملة ام ان من يقول عن نفسه بأنه لا يشتغل سياسة سيعمل في السياسة بعد عمله في الميدان العسكري الذي خبره منذ شبابه حيث ادى به المطاف الى قضاء ٢٣ عاما متواصلا في السجون الاسرائيلية؟