Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر February 20, 2022
A A A
رسائل “حسّان” لمن يهمّه الأمر: هل نعيش أجواء حرب؟
الكاتب: محمد علوش - الديار

جالت “حسّان” داخل الأراضي المحتلة لمدة 40 دقيقة في مهمة استطلاعية امتدت على طول 70 كيلومتراً وعادت الى لبنان سالمة رغم المحاولات المتكررة لإسقاطها”، بهذه الكلمات اختارت المقاومة الإسلامية الحديث عن المسيّرة التي تحمل إسم القيادي الشهيد في حزب الله حسان اللقيس، فماذا عن الاهداف والتوقيت؟

هناك عدّة سيناريوهات حول الأهداف والتوقيت، منها ما صدر عن خصوم المقاومة ومنها ما صدر عن حلفائها، إنما من السيناريوهات الممكنة، قبل الدخول في معلومات من مصادر قريبة من المقاومة، هي العلاقة بين هذا الحدث وما يجري في الإقليم.

هناك من ربط توقيت إرسال المسيرة الى فلسطين المحتلة بالملف النووي الإيراني، فعند الاقتراب من الوصول الى اتفاق نووي جديد، كان لأمين عام حزب الله السيد نصر الله مواقف جديدة، تتعلق بأمور كانت حتى الأمس القريب سرية للغاية، حيث أعلن عن قدرة المقاومة في لبنان على تحويل الصواريخ الى صواريخ دقيقة، وفي ذلك محاولة من حزب الله لفصل المسارات والملفات، والتأكيد على ان الإتفاق النووي لا يغير بطبيعة تسلّح حزب الله، ولا علاقة له بالصواريخ الدقيقة، والاهم هو أن لا علاقة لإيران بصواريخ حزب الله الدقيقة إذ بات يصنعها بنفسه.

إن هذا الفصل يأتي في وقت يتحدث فيه كثيرون عن ملف الصواريخ الدقيقة على طاولة جنيف، وهو ما كانت تنفيه إيران مراراً، ولعلّ موقف حزب الله من الصواريخ كان لتأكيد هذا النفي. كذلك أعلن السيد نصر الله عن قيام المقاومة بتصنيع المسيّرات، وهو أيضاً عنوان استراتيجي بالنسبة لحزب الله، وهدفه بحسب هذا السيناريو إرسال رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي بشأن ملف ترسيم الحدود، فالمقاومة جاهزة لتنفيذ وعدها بحال اعتدت اسرائيل على حقوق لبنان.

بكل تأكيد هناك من خصوم المقاومة من ربط توقيت المسيرة والتصعيد بملف الانتخابات النيابية، ولعل هذا الربط هو الأقل ترجيحاً، فرسائل حزب الله خلال الأيام الماضية، بدءاً من كشف الأسرار وصولاً للمسيرة تتخطى الحدود اللبنانية، وبالنسبة الى المصادر القريبة من المقاومة، فإن مؤشرات كثيرة بالمرحلة الحالية تدلّ على نوايا عدوانية اسرائيلية، وما كشف السيد نصر الله عن هذه الأسرار الخطيرة سوى محاولة لصد النوايا العدوانية، وهو ما سبق وفعله السيد في مرات سابقة.

تكشف المصادر أنه بما يخص المسيرة، فيجب التركيز على مسـألة أساسية وهي أن العدو الإسرائيلي هو من أعلن عنها، لا المقاومة الإسلامية، هذا ما يفتح الباب أمام التساؤل التالي:

هل كانت هذه الرحلة هي الاولى للمسيّرة حسّان داخل الاراضي المحتلة؟

تُشير المصادر إلى أن المقاومة لم تكن لتعلن عن “حسّان” لو لم يتحدث عنها العدو، وبالتالي فإن ربطها بملفات آنية قد لا يكون بمكانه، أما بالنسبة الى كشف أسرار الصواريخ الدقيقة وصناعة المسيرات فهنا تتعلق المسألة بردع العدو، فما نعيشه اليوم في المنطقة يشبه ما كنّا نعيشه قبل حرب غزّة الأخيرة، ومن المعلوم أن حزب غزة الأخيرة ربما أجلت حرباً أكبر على صعيد لبنان والمنطقة.