Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر February 26, 2024
A A A
رحل شيخ كار الصحافة السورية… عساف عبود وداعاً
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده
486f6f55-2e1c-4b8b-a61c-7e2d9b5682ac
<
>

 

عساف عبود ما بيحتاج ميكروفون…هذا ما كان يقوله وزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم.
اليوم سكت الصوت الهادر، رحل الصحفي الهاديء والمبدع الذي اصر على البقاء في سوريته حتى الرمق الاخير، ناقلاً بموضوعية ودقة ومهنية ما يحدث على ارض الواقع بجرأة لا مثيل لها وبتوازن بين انتمائه وعمله في هيئة الاذاعة البريطانية BBC.
غطى الكثير من الاحداث، التقى اهم الشخصيات السياسية، تعلم من اسلوبه كثر من الاعلاميين السوريين، كاد يفقد حياته اكثر من مرة وصمد رغم كل الظروف لكن المرض باغته فانتقل امس الى رحمته تعالى.
“تمتع الراحل عبود بمسيرة إعلامية حافلة استمرت لأكثر من 40 عاماً” هكذا نعته وزارة الاعلام السورية اما الخدمة العالمية لبي بي سي فقد نعت مدير مكتبها في سوريا مشيدة بتقاريره “التي اتسمت بالجرأة الكبيرة والنزاهة في معالجة الأخبار والقصص التي كان ينقلها من أنحاء سوريا، لاسيما في السنوات العشر الماضية”.
كما غصت مواقع التواصل الاجتماعي بالكلمات المؤثرة حيث كتبت الاعلامية مي عبود “وداعا ايها الغالي، وداعا ابن عمي وصديقي وزميلي.. وكما تقول فيروز:
ما تاري الاحبة ع غفلة بيروحوا وما بيعطوا خبر .. المسيح قام”.
كما نعاه العديد من الزملاء بكلمات مؤثرة ومنها:
– الصحفي عساف عبود، كان مثالًا للإعلاميين الأوفياء، والذي رفض مغادرة بلده سوريا ومواصلة تغطية الأحداث التي تمر بها خلال الحرب التي اندلعت عام 2011. ولشدة تفانيه في عمله أطلقوا عليه لقب “شيخ كار الصحافة”.
– كان “روحا من التحدّي والجرأة قل نظيرهُما في سبيل مهنته التي أحبها حد الحب، وعمل لأجل ذلك في أحلك وأصعب الظروف، بمنتهى الشجاعة والمهنية”.
– هي الرحلة الاخيرة لكنه باق مع كل محبيه وكل من رافقه وتابعه وانصت لحديثه وتعلم منه.
– الصحفي الذي كان يقدم خبراً ضخماً باقل وقت ممكن فتصلك الفكرة مباشرة من دون حيرة بينما غيره يمضي ساعات في الشرح.
بالامس خسرت الصحافة العربية قامة إعلامية كبيرة ستتم مرافقتها الى مثواها الاخير محاطة بالاهل والاحباء والزملاء حيث ستقام صلاة الجنازة في كنيسة القديس نيقولاوس للروم الكاثوليك في صافيتا يوم غد الثلاثاء عند الثالثة والنصف عصراً وسيوارى الثرى في الارض التي عشقها حتى الرمق الاخير.
اننا في موقع المرده حيث كنا نتواصل ومراراً مع الاعلامي الكبير عساف عبود من اجل معلومة او صورة او استشارة كان يقدمها من قلبه وخبرته نترحم عليه ونتوجه بالتعزية الى عائلته وزوجته الدكتورة نهلة وولديه وشقيقتيه الصديقتين كلير فرح ولينا سيدي والى شقيقه المهندس سهيل عبود.
اننا لا نموت بل ندخل الحياة.